الدعم السريع ينقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا والمشتركة تسحب قواتها إلى الفاشر.. هل اقتربت المعركة الفاصلة؟
بدأت القوة المشتركة للحركات المسلحة في سحب قواتها من مناطق وسط السودان، بما في ذلك ولايتي الجزيرة ونهر النيل، نحو مدينة الفاشر في شمال دارفور، وذلك في إجراء يُعتقد أنه تحضير لمعارك فاصلة محتملة في المنطقة.
وكشف مصدر رفيع المستوى داخل القوة المشتركة لـ”سودان تربيون” أن عملية الانسحاب بدأت بعد تحقيق أهداف عسكرية محددة، بما في ذلك استعادة السيطرة على مدينة ود مدني والسيطرة على مصفاة الجيلي الاستراتيجية شمال بحري.
وأوضح المصدر أن القوات التي شاركت في استعادة ود مدني بدأت في الانسحاب منذ اليوم الثالث من العملية، بينما بدأ انسحاب القوات من جنوب شندي يوم الأربعاء الماضي، بعد تأمين مصفاة الجيلي، التي تُعد واحدة من أهم المنشآت النفطية في البلاد.
وشهدت هذه القوات مشاركة فعالة في معارك حاسمة إلى جانب الجيش السوداني، حيث تمركزت في محور الفاو منذ بدء حصار الجزيرة في أبريل الماضي، كما لعبت دورًا رئيسيًا في معارك مصفاة الجيلي، قبل أن تبدأ العملية البرية في الخرطوم قبل عدة أشهر.
وأشار المصدر إلى أن قرار سحب القوات من وسط السودان جاء نتيجة لتغيرات ميدانية، بما في ذلك الانسحابات المتتالية لقوات الدعم السريع من الخرطوم نحو دارفور.
وأضاف أن مليشيات الدعم السريع بدأت في نقل معدات عسكرية ثقيلة وأسلحة متطورة من قاعدة “معطن السارة” الليبية، الواقعة على الحدود السودانية التشادية، إلى دارفور، في إشارة إلى استعدادها لمعارك كبيرة في المنطقة. كما أفاد المصدر بوجود عناصر تشادية تدخلت مؤخرًا في المعارك إلى جانب قوات الدعم السريع.
وفي الخرطوم، انسحبت قوات الدعم السريع من عدة مناطق في بحري بعد مواجهات مع قوات الجيش السوداني، التي تقدمت من شمال بحري وتمكنت من الالتحام بسلاح الإشارة. وتمركزت القوات المنسحبة في شرق النيل قبل عبورها إلى أم درمان عبر جسر جبل أولياء، بينما لا تزال تحتفظ بوجودها في منطقة كافوري.
هذه التحركات العسكرية تعكس تطورات سريعة على الأرض، حيث يبدو أن كلا الطرفين يستعدان لمرحلة جديدة من المواجهات، قد تكون حاسمة في تحديد مسار الصراع الدائر في السودان.
ومع استمرار التحركات العسكرية، يبقى الوضع الأمني في البلاد شديد التعقيد، مع توقعات بحدوث مواجهات كبيرة في دارفور ومناطق أخرى في الفترة المقبلة.