حاجب الدهشة .. علم الدين عمر : ثم قاموا لصلاة الوطن بغير وضوء!!!
..وحين أقتحم الشعب السوداني وقواته المسلحة وتشكيلاته الوطنية المدنية وشبه العسكرية ..ومكوناته المجتمعية معركة الكرامة ..كان يعلم أن ثمناً باهظاً سيدفعه في مقابلها ..
وكان نشطاء السياسة وأرباب العمالة والإرتزاق يظنون الحرب نزهة قصيرة تنتهي بإعادتهم علي ظهور (التاتشرات) وتحت فوهات مدافع الدوشكا لحكم أضاعوه بالرعونة والتشفي والأماني المستحيلة ..
خدعوا الرجل الذي ظن كذلك وكل ظنه إثم أن زمام الشعب السوداني قد دان له وأرتخي بين كلماته الساقطة .. تهديداً ووعيداً..وترغيباً..
خدعوه حين زينوا له سؤ عمله في التمرد علي الدولة التي صنعته من العدم ..
خدعوه يوم تخفوا وراء جزوع الأشجار ليلة الخيانة وقادة الدولة يسعون لنزع فتيل الأزمة ..
فضحهم القائد مني اركو مناوي الذي لمح أشباحهم الضائعة البغيضة تتقافز مثل ظلال الموت في منزل المتمرد حميدتي ..
ظنوا أنها مجرد سويعات ويعودوا لإستئناف عمالتهم ووعودهم الخُلب لأولياء نعمتهم من وراء البحار ..
فأوردوه موارد الهلاك ووردوا بئر الضياع ولعنة الشعب ..وللأبد.
هاهم الآن وبعد قرابة العامين يصطفون لصلاة الوطن عقب إنتصارات الشعب والأمة دون وضوء – صلاة ما عرفوها من قبل ولا عقلوها ولا أقاموا لها راية…
يتحدثون الآن عن فرحة الشعب بأستعادة مدني والجزيرة وأنتصاراته في الفاشر ودارفور وكأنهم يستغفلونه مرة أخري وأني لهم ..
من أين حصل هؤلاء الرجال وأولئك النسوة علي كل هذه البجاحة والصفاقة والتردي في الأخلاق والتربية؟؟
أما علموا أن وجدان الشعب قد توحد بعد أن تكشفت الخيوط وتداعت الحقائق ..
أما كان أجدي لهم وأكرم لو أنهم تمسكوا بمواقفهم ومضوا لأمرهم ولم يفسدوا (الموت بالرفسي)؟؟!!
الجيش السوداني والقوي المشتركة الآن يقودون معركة الكرامة في كل أنحاء السودان بإحترافية مبهرة أعادت لذاكرة الناس والأحداث أخبار الجيوش والشعوب وأنتصاراتها علي مر التاريخ الإنساني ..إحترافية أستعصت علي الإختراق والتكسير والتخذيل والتخوين ..
إعتمد الخطط العسكرية الممنهجة والمبرأة من عيوب الإستعجال والندامة ..
قامت القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة وكتائب المستنفرين بإستدراج المليشيات لكسر قوتها الصلبة التي أكتسبتها علي أكتاف الدولة ذات غفلة ..
والآن بدأت ثمار النصر في الإيناع والنضوج ..حلوة المذاق ..معطونة بعرق ودماء الشهداء وتضحيات شعب قبل النزوح واللجؤ والتشرد ولم يقبل الذلة والإهانة وسطوة الغشيم ..
لا مكان في هذه المعركة ..في قلبها ولا علي هوامشها لمن راودته لحظة من شك في قدرة الشعب علي التجاوز والتعافي والإنتصار ..
لاحت بشائر النصر الكامل وتجلت كرامات البسطاء من أهل السودان والصالحين علي أرضه بأن أخرجت خبثها وتخلت…
أزفت ساعة النصر ولن تفلح محاولات التجمل والنكوص فقد إنتهي الوقت.