من أعلي المنصة .. ياسر الفادني : الجزيرة ملاحم لاتُعَدُ
الملحمة العظيمة التي قادتها حكومة ولاية الجزيرة في إنجاح عملية إمتحانات الشهادة السودانية تعد من البطولات التي أتت في زمن صعب وتكللت بالنصر ، بالتاكيد أن ولاية الحزيرة ظروفها تختلف من الولايات الأخري التي نقول أنها إجتهدت في إقامة امتحانات الشهادة الثانوية لكن ليس بقدر إجتهاد حكومة ولاية الجزيرة التي كانت مسؤوليتها مضاعفة بسبب الظروف التي مرت عليها ، المناقل تلك البقعة الصامدة التي جلس الطلاب والطالبات في مدارسها المختلفة والتي سعت وزارة التربية فيها سعيا حثيثا في إنجاح هذه العملية التي كان لها الأثر البالغ في الإنتهاء منها بصورة تستحق التكريم لكل من شارك في هذه الملحمة
علمت أن عددا كثيرا من الطلاب والطالبات في بعض المناطق المستباحة من قبل الأوباش قطعوا أراضي الجزيرة الخضراء زمنا طويلا لكنها صارت قاحلة عندما وطأ اراضيها هؤلاء الأنجاس ، ركبوا (الكوارو) تارة وتارة أخري امتطوا ارجلهم مشيا علي الأقدام حتي يصلوا إلى المناقل لأداء الامتحانات، طلاب الجزيرة كما كانوا في محاور العمليات المختلفة يقاتلون مع القوات المسلحة هم بالأمس كانوا في قلب معركة العلم لم تثنيهم تلك الظروف القاهرة ولم تلين لهم قناة من التصويب في الهدف السامي ولم تصدهم بعد المسافات بل حققوا صورة مثلي ونادرة من أجل الوصول إلي المبتغي يجب أن نسجل في التاريخ مثل هذه البطولات
والي ولاية الجزيرة كان همه الشاغل هو إنجاح إمتحانات الشهادة الثانوية ولعل دخل هذه الملحمة بروح قوية وقلب صامد ورؤية مستشرقة للمضي قدما في الملاحم كما عودنا ولعله أفلح في ذلك ونال قسب السبق
الإحتفال الذي تم في باحة مدرسة التعليم الأفريقي بالمناقل بمناسبة إنتهاء الإمتحانات بالمناقل وفرحة الإنتصار التي ارتسمت علي وجه الوالي والدموع التي زرفها وزير التربية هناك والحضور الشعبي والعسكري اللذان كان لهما السهم الكبير في إنجاح هذه الملحمة يحكي عن هذه الثمرة التي آتت أكلها في هذه الظروف الصعبة
إني من منصتي أنظر…. حيث أري أن الملحمة الكبري قادمة وقد قطعت القوات المسلحة فيها شوطا كبيرا وهي تحرير الجزيرة ، هذه الملحمة بلاشك أن حكومة الجزيرة جزءا اصيلا فيها وكما احتفلت حكومة الجزيرة بثمرة الجهاد الأصغر وهو أنتهاء إمتحانات الشهادة السودانية غدا تحتفل كلها داخل مدني بالتحرير الكامل وإنه لقريب جدا ، اليوم وغدا….وبعد غد … مدني حتما ستكون…. أجمل خبر .