«الرياح الشيطانية» تحول كاليفورنيا إلى جحيم.. احتراق 2000 مبنى وإخلاء 130 ألف منزل
في يوم وليلة أصبحت قطعة من الولايات المتحدة الأمريكية جحيمًا، بسبب حرائق كاليفورنيا التي تسببت في خسائر فادحة؛ إذ توفي خمسة أشخاص، واحترق أكثر من 2000 مبنى، وصدرت أوامر إخلاء لما لا يقل عن 130 ألف منزل بسبب حرائق الغابات التي اندلعت في أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس.
ولا تزال قوات الإطفاء الأمريكية تحاول السيطرة على الحرائق، في ظل وجود أجزاء كبيرة من مقاطعة لوس أنجلوس تحت تحذير العلم الأحمر حتى ليلة الجمعة، بحسب موقع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية.
ومع احتراق الغابات، فإنها تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى في الغلاف الجوي، ما يساهم في تغير المناخ ويؤثر على جودة الهواء على بعد آلاف الأميال.
أسباب حرائق الغابات في أمريكا
وفقًا لما ذكر «World Resources Institute معهد الموارد العالمية»، فإن النيران تشتعل في أمريكا، بشكل قياسي حتى في النظم البيئية الرطبة، عادة درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر الذي أججته ظاهرة النينيو التي انتهت في وقت سابق، فضلًا عن التغيرات طويلة الأجل الناجمة عن إزالة الغابات وتغير المناخ، وتشير الدلائل إلى أن إزالة الغابات في حد ذاتها مسؤولة عن التغيرات الإقليمية في أنماط الطقس التي أدت إلى موجات جفاف أكبر وأشد، ما يجعل الغابات أكثر عُرضة للحرائق.
وتعد الحرائق في الغابات الشمالية، جزءًا طبيعيًا من النظام البيئي، ولكن الحرائق في الغابات الاستوائية الرطبة مثل غابات الأمازون نادرة جدًا وتسببها الإنسان بالكامل تقريبًا.
رياح سانتا آنا
وفقًا للصحيفة b.b.c البريطانية، فإن الحرائق تنتشر بوتيرة سريعة بسبب رياح سانتا آنا الشديدة التي بلغت سرعتها 80 ميلًا في الساعة (129 كيلومترا / ساعة)، حتى وصلت إلى 100 ميل في الساعة (161 كيلومترا / ساعة) في بعض المناطق الجبلية.
وتعرف الرياح بـ الهبات القوية والجافة التي تهب من المناطق الداخلية الشاسعة من الصحراء الغربية في الولايات المتحدة إلى جنوب كاليفورنيا.
وتتسبب الرياح في انخفاض الرطوبة، لما تطلقه من هواء جاف ودافئ يدفع نحو الساحل مما يؤدي إلى تجفيف النباتات المعرضة للحرائق وتحفيز النيران.
الظروف الجافة
وعلى الجانب الآخر، كانت الظروف الأخيرة في جنوب كاليفورنيا وقودًا حرفيًا إلى الحريق، بسبب الجفاف المتسبب للكثير من الأشجار والأعشاب والشجيرات للاحتراق سريعًا.
وعلى الرغم من أن شمال كاليفورنيا تلقى الكثير من الأمطار هذا الشتاء، لكن هناك انقساما في هطول الأمطار في الولاية، وفقًا لـ دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الذي أكد أن أجزاء من جنوب كاليفورنيا كانت في أشد فترات الجفاف منذ أكثر من 150 عامًا.
أزمة المناخ
وفقًا للمصدر، فإن تصادم الرياح العاتية والظروف الجافة يؤدي إلى تفاقم الحرائق التي تحرق لوس أنجلوس، إذ تسببت درجات الحرارة العالمية المرتفعة، الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، في زيادة طقس الحرائق بسبب جفاف النباتات والتربة وانخفاض الرطوبة.
نشاطات البشر
وفقًا لما ذكره الباحثون فإن حالة الطوارئ المناخية الناجمة عن الإنسان ساهمت في زيادة بنسبة 172% في المناطق المحروقة في كاليفورنيا منذ سبعينيات القرن الماضي، مع توقع انتشار أكبر في العقود المقبلة.
التحذير من الرياح الشيطانية.. ماذا فعلت؟
الجدير بالذكر أن الخوف من حرائق غابات أمريكا، بدأ من أكتوبر 2024، حينما حذرت هيئة الأرصاد الجوية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، جميع السكان من «الرياح الشيطانية»، التي سرعتها بين 45 إلى 60 ميلًا في الساعة وهي رياح حارة جافة تهب من الشمال الشرقي للولاية الأمريكية، وتزيد من احتمالية خطر اندلاع الحرائق وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية.