إعمار سنـــــار (المعاني قبل المباني ) .. بقلم أبوبكر الشريف التجاني الشريف

بسم الله به نبتديء وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقتدي، تضامنا مع قرارات رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بان “لاعودة إلى ماقبل 25 أكتوبر ولاعودة إلى ماقبل 15 أبريل” هذه الكلمة السامية بكل ماتحمله من معان ومدلولات وطنية، نريد سودانا جديدا وطنيا طاهرا نقيا يسع الجميع من أبناء وطنه الشرفاء الأمناء الذين أدركوا معاني الوطنية وحماية الأوطان وترابها الطاهر، إعلاء الروح الوطنية وتجاوز القبلية.
إذا اردنا أن نبني سودانا جديدا قويا ، فلا بد أن نميز الطيب الصالح من الخبيث الفاسد ، وأن تعلو روح الوطنية والتسامح في قلب كل مواطن سوداني اصيل، وأن يرتفع صوت الدولة فوق صوت القبلية والجهوية، وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته، “إذا قويت القبلية ضعفت الدولة ، واذا قويت الدولة ضعفت القبيلة “، لذا يجب
أن يتواضع الجميع إجلالا للوطن، وان يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ألا يولى الأمر إلا خيار الناس، القوي الأمين الذي شهد له بالخلق الحسن والعلم والحكمة وعفة النفس وطهارة اليد.
سنار رمز السودان الاول، إذا أراد السيد البرهان سودانا جديدا وطناً طاهراً نقياً إلى ما قبل 15 أبريل، قرارا لإعمار السودان الجديد ، ونهضته، فلابد أن يستند إلى مرجعيات وثوابت وشعارات وطنية تعيد للسودان سيرته الأولى وهو الأساس الذي يتحتم
عليه بناء هذا السودان الجديد ، فعلى السيد البرهان أن يتخذ من السلطنة الزرقاء
والدولة السنارية الأولى شعاراً ورمزاً للإعمار والبناء وأن يبدأ إعمار السودان من سنار من إحياء تراث الدولة السنارية رمزا للدولة السودانية الجديدة، لرمزيتها وتاريخها العريق وهي تمثل الدولة السودانية والإسلامية
الاولى، وأيضا هي الدولة الإسلامية الأولى التي قامت في ادغال افريقيا بعد سقوط دولة الأندلس ، فانطفا نورا
في أوربا فاشعل الله نورا في أدغال أفريقيا بقيام دولة وسلطنة الفونج في سنار. فلابد أن يبدأ إعمار السودان من ولاية سنار وأيضا هي الولاية الأولى التي تحررت من دنس المتمردين التتار في
العصر الحديث، ولاية سنار برمزيتها التاريخية ، تمثل رمز السودان الأول بكل ماتحمل من معاني الوطنية والعلم والحكمة منذ أن سطر ودون لها التاريخ السوداني العريق مقولتها المشهورة التي خلدها الوزير محمد ود عدلان عندما خاطب إسماعيل باشا
في زمن الغزو التركي للسودان قائلا :” أما بلغك أن سنار محروسة محمية بخيول جرد أهمية، ورجال صابرين على القتال بكرة وعشية ” بهذه الكلمات ، تجلت عظمة سنار وشموخها، لتبقى رمزا للصمود والتاريخ العريق الذي نفاخر به الأجيال، وما أشبه الليلة بالبارحة ماتعاني الدولة
السودانية اليوم من غزو خارجي ، أشبه ما واجهته الدولة السودانية الأولى في سنار أما تستحق سنار
أن ينصب فيها تمثالا للوزير محمد ود عدلان فان السطو التركي لايقل شوكة وتسلطاً من أمريكا والغرب في ذاك الزمان. أما تستحق سنار ولاية سنار أن يبدا منها إعمار
السودان الجديد.
سنار والإرث الثقافي والديني، سنار العلم والحكمة والاسطورة ، سنار العلم التي أكرم واستضاف ملوكها وسلاطينها العلم ورجال العلم والطرق الصوفية لنشر العلم ومحاربة الجهل، سنار الحكمة والإسطورة التي خرجت لنا لقمان الحكيم بحكمه وصلاحه ألا هو الشيخ فرح ود تكتوك. هذا هو السودان الذي يجب أن يدعو إليه السيد الفريق البرهان ” لاعودة إلى ماقبل 25 أكتوبر ولا عودة إلى ما قبل 15 أبريل “. على مواطني السودان الكرماء الشرفاء عامة وإلى مواطني سنار الشرفاء خاصة هذه ولاية سنار هذه الدولة السودانية الإسلامية الاولى كانت منارة
للعلم والعدل والإخاء والتعايش والسلم المجتمعي، بل كانت السودان الأول بقيمه وأخلاقه السامية، دروس من الماضي القريب لتجنب الاخطاء، بعد الإنتصار في هذه الحرب بإذن الله تعالى نحن لانريد لسنار أن تعود إلى ماضيها القريب البائس ، حينما إحتفل بها العالم الإسلامي تخليداً لذكراها الطيب العريق الخالد ” سنار عاصمة الثقافة الإسلامية ” يومها لم تجد سنار من يليق بها كان سوء التخطيط والتنظيم سببا في إظهارها بائسة، لاتليق بمقامها
ولا بتكريمها.
الرؤية لإعمار سنار : ما أوردناه من قيم تاريخية وشعارات وطنية للدولة السودانية الأولى في سنار نتمنى من الدولة السودانية الرائدة بقيادة السيد الفريق البرهان أن تكون ضربة البداية وضربة المعلم الوطني للاعمار من ولاية سنار لما لها من رمزيتها التاريخية وموقعها الاستراتيجي وثروتها الطبيعية. على حكومة ولاية سنار أن تعد نفسها وتكون أهل لذلك التكريم بتشكيل مفوضية عليا من الخبراء والمستنيرين من اهل الولاية الشرفاء الامناء للاعمار والبناء والتنمية الحقيقية ، بوضع الخطط والاسترايجيات، والدراسات للمشروعات التنموية والاعماروالبناء. تجهيز البنية التحتية في المحليات والوحدات الإداريةثم الإستفادة من الموارد الطبيعية للولاية وجعلها مناطق سياحية جاذبة ، مثل محمية الدندر وغيره. بناء المنتجعات السياحية والفنادق ومطار دولى لعملية الصادر والوارد. انشاء مدينة سياحية ضخمة تحوي بداخلها قرية سياحية تعرض فيها الحضارة والثقافة
الإسلامية والتراث للسلطنة الزرقاء ثم تقوم بانتاج فلم عالي الجودة يشترك فيه كبار الممثلين والفنانيين والمخرجين من داخل وخارج السودان بالتنسيق مع منظمة العالم الإسلامي وأن يحتوي الفلم على مادة منذ سقوط دولة علوة المسيحية واقامة دولة سنار حتى الغزو التركي للسودان في عهد محمدعلي باشا ثم انتهاء بسقوط دولة سنار، يكون مشابها لمسلل هارون الرشيد الذي صور لنا
جانبا عظيما من تاريخ الدولة العباسية، إنشاء جامعة كبيرة تحمل اسم ” جامعة السلطنة الزرقاء ” تفرغ فيها معظم الجامعات والكليات الموجودة في الخرطوم تمثل مدينة جامعية بها مجمع كبير من هذه الجامعات بها نكون خففنا الضغط على العاصمة. تكون هذه الجامعة بمثابة جامعة الأزهر الشريف
وجامعة افريقيا العالمية. وان يكون بها اكبر
مركز ابحاث في السودان للزراعة ثم كليات الزراعة والعلوم والانتاج الحيواني والحياة البرية. الأمر الذي يبرهن ويؤكد قرارات و جدية الدولة نحو التنمية الحقيقة بالزراعة والصناعة وتنمية الولايات وجعلها جاذبة للهجرة العكسية من العاصمة إلى الولايات.
ولاية سنار وموقعها الاستراتيجي، تمثل ولاية سنار ملتقى لأربعة ولايات كبيرة : النيل الأزرق، القضارف ، النيل الأبيض والجزيرة ، بالإضافة إلى حدودها مع حكومة جنوب السودان. ولاية سنار غنية بالموارد الطبيعية والثروة الحيوانية والغاز الطبيعي وهي الأولى لإنتاج
الموز في السودان والزراعة المروية والمطرية.
ختاما نأمل أن تحقق هذه الرؤية أهدافها لإعمار السودان ابتداءا من ولاية سنار، وأن يكون اهل الولاية الشرفاء الأمناء أهل لهذا التكليف.فكلنا
أمل وثقة أن الدولة السودانية الرائدة أن تعطي مااشرنا إليه من رعاية واهتمام.
الله المستعان والسلام على من إتبع الهدى.

مقالات ذات صلة