خبر و تحليل- عمار العركي : القرن الإفريقي على شفا حرب: تحليل التوترات الإثيوبية الصومالية ودور تركيا
▪️ شهدت العلاقات بين إثيوبيا والصومال توترات متصاعدة إثر اتهامات وجهها الجانب الصومالي إلى إثيوبيا على خلفية هجوم عسكري وقع في الأراضي الصومالية، أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين في إقليم الصومال. الهجوم الذي وقع في المنطقة لم يقتصر على الهجمات العسكرية فقط، بل تبعته تصريحات قوية من الحكومة الصومالية، التي اعتبرت الهجوم انتهاكاً لسيادتها. من جانبها، نفت إثيوبيا هذه الاتهامات وأشارت إلى وجود طرف ثالث لم تكشف عن هويته كمسؤول عن التصعيد، مما زاد من تعقيد الوضع.
▪️في هذا السياق، تدخلت تركيا منذ أقل من أسبوعين لتلعب دور الوسيط بين البلدين بهدف تهدئة التوترات ومنع التصعيد، وتقديم حلول للمصالحة الشاملة، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبيرة في موازين القوى الإقليمية. هذه الوساطة التركية تمثل خطوة هامة لفهم تطور العلاقات بين إثيوبيا و الصومال وتحليل السيناريوهات المستقبلية التي قد تنشأ عن التصعيد العسكري الأخير.
*_إلى أين مآلات التوترات الإثيوبية الصومالية ؟_*
▪️ السيناريوهات المستقبلية بعد الوساطة التركية
في ضوء التصريحات المتبادلة بين إثيوبيا والصومال بشأن الهجوم العسكري الأخير، يتساءل الكثيرون عن حقيقة الوضع بين البلدين وكيف ستتطور الأوضاع في المستقبل. بعد الهجوم الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى صوماليين، توجهت الاتهامات الصومالية بشكل مباشر إلى إثيوبيا، بينما نفت الأخيرة هذه الاتهامات وأشارت إلى طرف ثالث لم تكشف عن هويته. ما هي دلالات هذه التصريحات؟ وهل ستؤدي الوساطة التركية إلى تهدئة حقيقية أم سيستمر التصعيد؟ وكيف ستؤثر هذه الأحداث على العلاقات الإقليمية في القرن الإفريقي؟
▪️ *_دور الوساطة التركية في تهدئة التوترات_*
قبل أقل من أسبوعين، تدخلت تركيا بوساطة بين إثيوبيا والصومال محاولةً تهدئة الوضع ومنع التصعيد العسكري. هل يمكن لتركيا أن تنجح في هذا الدور في ظل تعقيدات المنطقة؟ هل تستطيع الحفاظ على حيادها وضمان قبول الأطراف المعنية بالوساطة؟ وإذا نجحت الوساطة، هل ستكون هذه بداية لتحول في دور تركيا في القرن الإفريقي، أم مجرد خطوة تكتيكية في صراع القوى الإقليمية؟
*_الهجوم العسكري الإثيوبي: رسالة تصعيدية أم سوء فهم_ ؟*
▪️الهجوم الإثيوبي على الأراضي الصومالية أثار العديد من التساؤلات حول نوايا إثيوبيا. هل كان الهجوم رسالة سياسية من إثيوبيا للصومال والدول الأخرى في المنطقة؟ أم أنه كان مجرد سوء فهم نتيجة لتعقيدات الوضع الأمني؟ إذا كانت الرسالة السياسية هي الدافع، فما هو تأثير ذلك على البلدين؟ وهل سيتطور الأمر إلى نزاع عسكري واسع أم سيتم تسويته بطرق أخرى؟
*_سيناريوهات المستقبل:_*
▪️ *_استمرار التهدئة والدفع نحو تسوية شاملة* :_
إذا نجحت الوساطة التركية في تهدئة الوضع، فقد تستمر التهدئة بين إثيوبيا والصومال. هل سيؤدي ذلك إلى تسوية شاملة بين الطرفين؟ وهل ستكون الوساطة التركية أساساً لحل شامل يعالج القضايا الأمنية والسياسية بين البلدين؟ وهل ستتمكن تركيا من تعزيز وجودها كوسيط رئيسي في المنطقة؟.
▪ *_تعزيز دور تركيا كوسيط إقليمي:_*
▪️نجاح الوساطة قد يعزز من دور تركيا كقوة إقليمية مؤثرة في القرن الإفريقي. هل يمكن لتركيا أن توسع نفوذها في المنطقة، خصوصاً في مجالات الأمن والاقتصاد؟ وهل ستكون قادرة على التأثير على اللاعبين الآخرين مثل إريتريا ودول الخليج لتحقيق أهدافها الإقليمية؟.
*__فشـــل الـــوساطــة و تصــعيــد جـــديــــد:_*_
إذا فشلت الوساطة التركية، هل ستؤدي هذه النتيجة إلى تصعيد عسكري جديد بين الصومال وإثيوبيا؟ وهل ستتحول المنطقة إلى ساحة صراع مفتوحة بسبب استمرار الهجمات المتبادلة؟ وإذا حدث هذا التصعيد، كيف سيؤثر ذلك على استقرار القرن الإفريقي بشكل عام؟
*_تدخـل دول أخـرى فـي الوساطـة أو التصعيـــد* :_
▪️في حال فشل الوساطة التركية، هل ستتدخل دول أخرى مثل السعودية أو الإمارات في الوساطة أو دعم التصعيد؟ هل سيعملون على تعزيز استقرار المنطقة عبر دعم أحد الأطراف؟ وكيف ستؤثر تدخلات أخرى في تغيير مسار النزاع أو المساهمة في تهدئته؟
*_تزايـد النفـوذ التركـي وقلق الأطراف الإقليمية:_*
▪️إذا نجحت تركيا في تعزيز نفوذها، هل سيؤدي ذلك إلى قلق دول مثل إريتريا أو كينيا؟ هل ستتمكن تركيا من الحفاظ على تحالفاتها في المنطقة، أم ستواجه تحديات جديدة نتيجة للتحولات الإقليمية؟.
*_خلاصـة القـول ومنتهــاه_*
▪️بينما تمثل الوساطة التركية خطوة هامة نحو تهدئة التوترات بين إثيوبيا والصومال، يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين مرهوناً بما ستسفر عنه هذه الوساطة. السيناريوهات المستقبلية تتراوح بين استمرار التهدئة إذا نجحت الوساطة، أو تصعيد عسكري إذا فشلت. هذه السيناريوهات تتداخل مع التحولات الإقليمية في القرن الإفريقي، حيث تزداد المنافسات على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية. وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الدبلوماسية في فرض استقرار طويل الأمد، أم أن المنطقة ستظل عرضة للاضطرابات السياسية والعسكرية؟.