د. عبدالعظيم عوض يكتب : حقيقة حكاية( الثورة) ٢-٢
وصلا لما أكدنا عليه هنا امس من أن الحرب المدمرة الحالية كانت قد بدأت فعلا في مثل هذه الأيام من ديسمبر قبل خمس سنوات فيما اطلق عليه ثورة ديسمبر ” المجيدة” التي يحتفل بذكراها القحاطة الان تحت شعار لا الحرب ، الحرب التي اشعلوا اولي شراراتها علي ايام تلك الثورة المزعومة يرفعون الان الشعارات الكذوبة لوقفها ويتهمون الآخرين بأنهم هم من يقفون وراءها ويدعمونها ويسمونهم بلابسة تجميعا لشعار بل بس الذي صار اهزوجة يرفع رايتها كل الشعب السوداني الملتف حول جيشه بصورة غير مسبوقة .
اخذت التدخلات الأجنبية بعد سقوط الإنقاذ منحى آخر ، تمثل في تحريض من توهموا فعلا انهم قادة الثورة بوضع العراقيل أمام قيادة الجيش إزاء كيفية تشكيل قيادة الدولة بالقدر الذي يسمح باتساع صلاحيات الدعم السريع في مواجهة صاحب السلطة الدستورية حينئذٍ وهي القوات المسلحة التي يقع علي عاتقها دستورا وقانونا سد الفراغ السلطوي خلال الفترة الانتقالية لحين اجراء انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه ..
من هنا بدأ المشهد مرتبكا ، واخذت الضغوط تؤثر حتي في تشكيلة المجلس العسكري الحاكم بإقالة رأسه ابنعوف ونائبه ، ثم بذات الايقاع جرى عزل من وصفوا بالكيزان داخل مجلس الحكم العسكري ، وسط كل هذا الحراك بات هناك تململ واضح داخل المؤسسة العسكرية انتهي باتهام رئيس الاركان الفريق عبدالمطلب بالاعداد لانقلاب عسكري والتحقيق معه بواسطة حميدتي في مسرحية اخذت طريقها بكثافة نحو الاسافير كجزء من المشهد الفوضوي آنذاك .
حتى الوثيقة الدستورية التي أقاموا لها مهرجانا دوليا باعتبارها الهادي والمرشد صارت بعد حين قصير خرقةً بالية من كثرة التعديل والتبديل والحذف والإضافة حسب رغبة الجنيبي وتوجيهات رفيقه السعودي ، وكان التعديل الابرز هو السماح لحملة الجوازات الأجنبية بشغل الوزارة لينفتح الباب علي مصاريعه لحمدوك ورهطه من تسنُّم المناصب الدستورية ، لتبدأ من بعد دوامة أخرى من الفوضى تسيدتها سيئة الذكر والسيرة لجنة إزالة التمكين التي يكفي ما قاله عنها أحد نافذيها امس المقدم عبدالله سليمان وكيف كانت هي البوابة التي نفذ من خلالها الدعم السريع نحو مرافق الدولة الحيوية والاستراتيجية وسط صمت السلطتين السيادية والتنفيذية ، ومن بين تلك المرافق فندق القصر علي الشاطئ المواجه للقصر الجمهوري والذي صار الان من أهم قواعد المليشيا المتمردة موجها مدافعه نحو القصر وكل المرافق السيادية المطلة علي شارع النيل !
تلك هي ياسادتي بعض من ملامح ” حكومة الثورة” التي يحمل كل ملمح فيها شهادة إثبات بأنها كانت هي اولي الشرر لنيران الحرب الحالية ، ومن عجبٍ أن ثوار الغفلة هؤلاء هم الذين يرفعون شعار لا للحرب الآن ، وهم الذي صرخوا يوما في وجوهنا ” الإطاري او الحرب ” ، فكانت الحرب!
انهم انفسهم يحتفلون الان في منافيهم بعيد ” ثورة ديسمبر المجيدة” مع مليشيا آل دقلو الإرهابية، والشعب السوداني منقسم بين لاجئ ونازح، فيما يلتف جله حول جيشهم العظيم انتظارا لنصر حاسم علي المليشيا نراه قريبا ويرونه بعيدا في غيهم يعمهون.
د.عبدالعظيم عوض ،،،