من السبت إلى السبت .. كمال حامد : يا دمشق ياااااا يا دمشق؟

مع َمآسي و أحزان و انتصارات الايام الماضية في سوريا اردد َمع استاذنا الراحل كابلي يا دمشق يا دمشق ياااااا كما وردت في خالدة استاذنا تاج السر الحسن (اسيا و افريقيا).
** كل عظماء الشعر تغنوا لسوريا للشام للأصالة و التاريخ و منهم أمير الشعراء احمد شوقي الذي صدح بقصيدته الخالدة و مطلعها (سلام على بردى ارقققق) في قافيتها التي يختتم بيوتها في صدرها و عجزها بالقاف و فيها البيت الخالد (و للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستقققق).
** نحب الشام و حاضرتها دمشق و أهلها و اسواقها و متاحفها و مدنها العريقة و حدودها المشرعة لكل عربي بدون تأشيرة ، و حياة الرخاء مضرب المثل
** لكن اظن مع كل هذه العظمة ان تكون دمشق بهذه السجون و التعذيب و هدر الكرامات و كنا نظن ان كل ذلك معلومات المعارضة المغرضة و اشاعات المتخصصين.
** اجتهد نظام البعث السوري في توطيد اركانه بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة، و احكم سيادة و سياسة حكم الفرد و تمجيده بالصورة الناصرية المعروفة.
** حتى لا تجد غير الأسد و صورة الأسد و أسرة الأسد و كل البلد تفرح بعيد ميلاد الأسد و مولد أبناء الأسد، و نجاح أبناء الأسد و بكينا لَمصرع باسل الأسد، ولي عهد الأسد، و حملنا صورته المحلاة بعبارة (كلنا باسل،) و التي كانت تسلم لنا في المطار،
** و هللنا لولي العهد بشار الأسد، و لبسنا السواد لرحيل حافظ الأسد، و استعدينا لدعم و تولية الرئيس بشار الأسد حامل اللواء، و من فرط حملة التمجيد فوجئنا بما علمنا مؤخرا من استبداده.
** كانت سوريا في نظرنا هي العروبة، الأصالة، التاريخ، و كنا نغض الطرف عما تفعله في شعبها و في لبنان و نسيان أرضها المحتلة، و بعد انتفاضة الربيع العربي، الذي انجت روسيا فيها سوريا من قبضته قدمنا التحية لموسكو صديقة العرب، و التي ظهرت في الأيام الماضية تحت عباءة (المتغطي بروسيا عريان) سامع يا برهان، و اظنه مش عريان و بس دة (امفمو عديل)
** نعود لسوريا التي أحببت، خاصة من خلال عملي غير َمقيم لعشر سنوات كرئيس للجنة التدريب البرامجي في المركز العربي للتدريب الإذاعي و التلفزيوني بدمشق، و كان الذراع الكبير لاتحاد اذاعات الدول العربية و تختص بالتدريب الهندسي و البرامجي للإعلاميين العرب.
** قلبي مع الأصدقاء و المعارف بسوريا الذين خاطبتهم و داعيا لهم بالاستقرار، و لا ازال ادعو لهم الأخوة، وليد كردي، جورج بشور، فاروق سرية، طبيب العيون اسيل نعمة، و صديقي طالب قاضي مدير المركز الذي زرته في بيته و زارني في بيتي ببري، عرفان اوبري،خالد سمان، مصطفى الأغا، زهير بازكي، سهيل الصغير، حيدر اليازجي،خضر الشعار، و الأخ الأكبر الخبير فاروق بوظو و شقيقه المرحوم عدنان بوظو رفيقنا لسنوات في اللجنة الإعلامية الاتحاد العربي لكرة القدم.
** كان اخوتنا السوريون الأقرب إلينا و يستضيفوننا، و معهم زرت مدن حلب إدلب، اللاذقية ، البوكمال، القامشلي،حمص، حماة و نسعد حين يكلفوننا بالاهتمام ببعض اسرهم و طلابهم في السودان الوطن الكبير.
** ترى هل يترك أهل السياسة الخلافية سوريا لتستقر و تحاسب الجناة، ام تطل أسطوانة نحن و هم وحزبي و حزبك و طائفتي و طائفتك او كما عندنا ديل (كيزان سوريا).
** كانت هذه هي سوريا التي نعرف، و لم نكن نظنها كما ظهر اخيرا عقب اندلاع ثورة (هيئة تحرير الشام) المجيدة.
** و على سوريا النجاة من مصير من اشعلوا الثورات على الطغاة سياد بري، على عبد الله صالح، زين العابدين بن علي، و البطل صدام حسين، و مالي استثنيت شعبي وادي النيل السودان و مصر و البشير و مبارك لاني لا زلت أرى المسألة تحت السيطرة او اظنها و اتمناها كذلك.
** سوريا ظلت تحت حكم البعث منذ ١٩٦٣م، و كم هائل من الانقلابات البعثية و انتشرت النكتة (في سوريا الحكم لمن يصحو من النوم قبل غيره من العسكر )
** و كان انقلاب حافظ الأسد في تشرين ١٩٧٠م و حكم العلويين، و رغم قبضته الحديدية في استتباب الامن للناس و سياسة الرخاء، و يحمد للاسد الكبير و الصغير رفضهما التطبيع مع إسرائيل، الا ان سياسته الداخلية و مقعد الرئاسة و تمكين البعث ادت لانتشار السجون و المعتقلات و التعذيب و استخدام القوة الغاشمة و الأسلحة الكيماوية و الغاز المميت و البراميل القاتلة ضد معارضيه و ليس في مواجهة العدو الصهيوني المغتصب للجولان منذ حزيران ١٩٦٧م.
** للأسف سار الابن بشار على خطى الاب او حقيقة ان الدولة تديرها مؤسسة حزب البعث العربي ، و ظهرت التحالفات و الماليشيا و كانت النهاية المتوقعة،
** لا اظن ان سوريا ستنضم إلى مجموعة دول الفوضى الخلاقة، لان زعيم الثورة المجاهد احمد الشرع، أعلن كثيرا ان لا عودة الظلم، و المرحلة للاستقرار بمشاركة الجميع، و لا للاقصاء و فقط معاقبة الضالعين في الظلم و التعذيب.
** لكن تظل اسرائيل العدو الأول تستغل الامر و تقضي على كامل الأسطول البحري السوري و معظم الطائرات و تنهب كل أجهزة المراقبة و تغتال حتى الآن تلاثة من أشهر العلماء المؤثرين و تمد حدودها لأكثر من ٣٠٠ كيلو و العالم يتفرج مبتسما و يدعوها بعبارات خجولة لعدم المساس، و كذلك فعل مشكورا مجلس التعاون الخليجي.
** ينظر العالم الغربي للثورة السورية بحذر عبر عنه بلينكن وزير خارجية بادين المنتهية ولايتهم، بأننا ننظر بحذر للمستجدات في سوريا، لأنهم يؤيدون حركة كانت عندهم تنظيم ارهابي حتى اليوم،
** ليت الثورة الثورية تعلم أن المستهدف الجيش السوري و الهدف أمن إسرائيل، و يعلمون ان وجود الجيوش العربية القوية يغلق الباب امام إسرائيل الممتدة من النيل للفرات.
** الشرق الأوسط الصهيوني الماسوني الجديد، اقترب بعد تعبيد الطريق للفرات عبر سوريا و العراق و النيل عبر العقبة الأكبر مصر و حديقتها الخلفية السودان، و ليت قومي في وادي النيل يعلمون.
** في سوريا ثورة حقيقية و تغيير شامل و نهاية لما يسمى باقي او اخر أحزاب البعث في المنطقة، و لكن المنتظر تغيير حقيقي في حياة الناس، من أجل الاحتفاء بالثورة و ليس كما عندنا، ثورة اعادت السودان لقرن كامل للخلف.
** ثورة حقيقية لم تلجأ للتخريب و السرقة و الاغتصاب و الارتماء بالكامل للاجنبي و سفاراته و مخابراته، ثورة تدعو للم الشمل لا للاقصاء، ثورة استقبلها الاهالي و لم يغادروا بيوتهم خوفا، و لهذا قد تنجح سوريا فيما فشل فيه غيرها.
** تاثرنا امس بجمعة النصر و الفرحة الكبرى في ساحات كل المدن السورية بعد دعوة قائد الثورة احمد الشرع بالتعبير دون إطلاق النار، و التزم الشعب و وقفت امام لوحة كبيرة (دعوا المستقبل للمستقبل ) علها تدعو للتفرغ للبناء و اعدة الحياة بعيدا عن الخلافات

تقاسيم تقاسيم تقاسيم

** اسعدنا الهلال العظيم هذا الأسبوع و هو يتصدر مجموعته بست نقاط كاملة،و فاز خارج أرضه و بعيدا عن جمهوره على فريقي يونغ افريكانو التنزاني في دار السلام و على مازينبي سيد الاسم،
** نهنئ الأهلة لأنهم اسعدونا و هم بعيدون عن الوطن و يرفعون علمه و يضعون ايديهم على قلوبهم حبا للنشيد الوطني، لهذا أعجب لمن لم يسعده الفوز و اشفق على من يحاول استفزاز الآخرين بنصره،
** الهلال يتصدر لانه مستقر اداريا و فنيا، و نجح في التعاقد مع لاعبين مؤثرين احدثوا الفارق وهذا هو الأصل في الاحتراف،
** كتبت امس عن المريخ الزعيم بعد غياب سنين عديدة، و دفعني نشاط رابطة المريخ بالدمام و المنطقة الشرقية،
** تلقيت العديد من التعليقات اللطيفة و منها من بعض روابط المريخ بالداخل و الخارج، ساحاول استعراض بعضها.
** رابطة المريخ بالقضارف ذكرتني بوجودها و بتكريمها لأبطال كأس مانديلا، و كذلك رابطة المريخ بالأحساء التي كرمتني و المعلم الكابتن بشرى وهبة، قبل سنوات، و اظنهم الان وحدوا صفوفهم و انتخبوا قيادة جديدة،
** مريخاب الرياض العاصمة ذكرت منهم السادة الدكتور مامون عبد الرحمن و الفضلي محمود و عكاشة، و المرحوم سنادة فرح سنادة، و فات على ذكر الأخوة المؤسسين السفير عبد المحمود عبد الحليم و البروف عثمان الحسن و الملحق الثقافي الاستاذ يونس فلهم العتبي و موعدنا إعادة تكوين الرابطة من الموجودين،
** لي رأي في مسألة روابط المشجعين بالخارج و التي يخجل بعضهم من لفظ مشجع و سموها (رابطة أهل) و كانت الروابط في الماضي تدعم بالمال و اذكر رابطة المريخ بجدة التي توفر مع غيرها دولارات المدرب الألماني ارنست رودر بالكامل،
** ناديا القمة بعد أن اطبق رجال المال على رقبتي الناديين و حدث الصرف الكبير جدا، بل يظل الرجل يدفع وحده دون الاستعانة بغيره او الروابط التي صارت كيانات اجتماعية تنشط مع زيارات الفريق، او للخلافات فيما بينهم في كل رابطة،.
** امس وصلتني اخر لوحة من لوحات خلافات الروابط، رسالة من صديقي الفنان جلال الصحافة و عدة أوراق و عدد من التوقيعات تعلن الانسلاه من تنظيم (الهلال يحمعنا)، و سبحان الله اسمه الهلال يجمعنا.
** حملت الأنباء خبر المرافعة الأخيرة لمحكمة على كوشيب المحتجز لدى المحكمة الجنائية الدولية، و جاء فيها الكثير حول انتهاكات حرب دارفور الأولى التي بدأت نهب مسلح في ١٩٨٣م ثم توجهت سياسية في ٢٠٠٥م مع نهاية حرب الجنوب و اتفاق سلام نيفاشا ليظل السودان تحت الحصار الدولي،.
** ما أشارت له المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من انتهاكات لا تقارن بما حاصل اليوم من إبادة جماعية و اغتصاب و سوق نخاسة و تمثيل بالجثث، و العدالة في انتظار النيابة الدولية و المحكمة الجنائية التي بدأت بقائدي الجنجويد عبد الرحمن جمعة و عثمان عمليات.
** انتقل لجوار ربه امس بأمريكا الدكتور محمد ابراهيم خليل احد علماء القانون و صار اول عميد لكليته بجامعة الخرطوم و كان عضوا البرلمان و رئيسا للجمعية التأسيسية و وزيرا للخارجية عن حزب الأمة،
** و حملت اخبار الاغتراب و وفاة ابن عطبرة الدكتور عصام صديق، نسأل الله له الجنة و العزاء لاسرته الكبيرة في الداخلة و الشمالية و انا لله و انا اليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم ان كان في البدن صحة و في العمر بقية.

مقالات ذات صلة