خالد حاج علي أدروب يكتب : مابيني وبين فيفيان وروزانوش بعضا من التمرد..
عادة عندما تتبعثر أوراقي وتعوس بنات العقل فيني شيئا من الضجر والشتيت تعلن حواسي تمردا على الطبيعة والذات فأحملها الى مصاف اللاوعي قليلا فأتجه بكل مشاعري وشغفي لارتشاف كوبا”من القهوة المثخنة ب[التقريف] والهدوء المترعة بملاحم القرن الأفريقي مع غلوطية التضاد بين فيفيان وروزانوش..
فيفيان: هي تلك السمراء القادمة من هضبة القرن الإفريقي العظيم تعود جذورها الى قبائل التجرنجة الإرترية عيناها أسمرا وصوتها ريتا
أما روزانوش تلك الفارعة هي احدا حسناوات مجموعة الأمهرا الأثيوبية القادمة من منابع النيل فبلاشك يجمعهما القرن الأفريقي كما يجمعنا معهم نحن الأخرين على امتداد سهله وحروبه وأناته لكن من اللا معقول ان يجمعهم عمل مشترك في مقهى موحد هذه الوحدة التي بينهما تعد واحدة من علامات الطبيعة الخارقة على وقع حملات الأمبراطور هيلي سلاسي على الأرتريين في حقبة الستينيات إلا ان فيفيان و روزانوش كأنهما شقيقتان يشابهان نيلينا في الملتقى فيأخذان من ملوحة البحر جمالا ومن الطبيعة سحرا ليلتقيان على سفحنا وكأنهما تؤمان من الحب الذي لايفترق
انا كعادتي اجيئ رهيقا حاملا أوراقي على يدي وبنات فكري شواردا فأنتصي بعد التحية الى ركنا قصي علني أدون نصا وطنيا او اخر يجتر ذكراي الكليمة في الخرطوم وجنوبها الذي ظل محلا للتمرد الغاشم ومركزا كثيفا للأوباش بعد ان كان الحب يسكنه..لأترك على اثره أمتعة القلوب وعبير ألارواح الجريحة مساكننا” ورفاق واصدقاء وأموالا نهبت وأناتا تتعرى الفكرة عبرها فيني فتتجرد الروح بالبكاء والدموع وفقا لنترات المشاهد والذكريات وبينما
انا اكون شاردا أغوص في بحر الوجاع ..
أسمع صوتا يأتي من قريب ولكني اسمعة بعيدا وكأنه قادم من مدينة كرن الأرترية الجميلة التي صال بها جيشنا العتيق ابان الحرب العالمية لتخلدها عائشة الفلاتية
بيجو عائدين يجو عائدين!
إنه صوت فيفيان [قهوتك] يا استاذ خالد اشكرها بلطف القرن وامازحها بالتجرنجة وانظر بصوب آخر ..فأجد روزانوش هي الأخرى تبتسم فتقول [ الليلة مالك] فأقول اتأمل واقعنا بل حالنا الكليم واجتر تاريخ القرن فانتن من بلقيس وسبأ وحضارة عيزانا امبراطور زمانه بل انتن من رحم اكسوم الأبية أمهات الانبياء وملاذات الصحابة ..وانا الاخر من نسلا عربيا ممزوجا بالكوشي اتربع على حضارة كوش الأولى من رحم شاخيتي وريناس ترجمني من قبل الفيتوري والعباسي وجماع أدبا وقوافي ومع هذا وذاك كله نعيش شيئا من الخوف وشيئا من القلق وشيئا من الرهبة وشيئا من القمع فنقتات الأمل على ابتسامات الحيارى والقادة وساسة العصر فينا لايأبهون…وكفى.