خلال الشهر المقبل .. المبعوث الأممي للسودان يجري مشاورات مكثفة مع مختلف القوى السياسية السودانية

يعتزم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، إجراء مشاورات مكثفة مع مختلف القوى السياسية السودانية خلال الأسابيع المقبلة، بهدف إنهاء النزاع المسلح وحماية المدنيين. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب لعمامرة، حنان بدوي، أن المبعوث سيقوم بالتواصل مع مجموعة متنوعة من القوى السياسية، بما في ذلك المجموعات المدنية والشخصيات الوطنية، للاستماع إلى آرائهم حول كيفية تنفيذ توصيات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المتعلقة بحماية المدنيين في السودان.

في سياق متصل، أشار غوتيريش في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي في نهاية أكتوبر إلى أن الشعب السوداني يعاني من العنف والجوع والأمراض والنزوح، محذراً من تأثيرات الصراع على الاستقرار الإقليمي. كما أكد أن الظروف الحالية لا تسمح بنشر قوة تابعة للأمم المتحدة في السودان، مقدماً توصيات للمجلس بشأن حماية المدنيين.

التنسيق مع المبعوثين

أكدت المتحدثة الرسمية باسم لعمامرة أن هناك تواصلًا دائمًا وتنسيقًا مستمرًا مع المبعوثين الخاصين من الدول المختلفة، مشيرة إلى أهمية هذه المشاورات في تعزيز التعاون بين الأطراف المعنية. وأوضحت أن هذا التنسيق يشمل أيضًا المنظمات الإقليمية التي تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود السلام.

وأشارت المتحدثة إلى أن لعمامرة يرحب بجميع المبادرات التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين، مما يعكس التزامه العميق بتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما أكدت أن هذه المبادرات تعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة.

في سياق متصل، ذكرت المتحدثة أن لعمامرة قام بزيارة إلى القاهرة حيث أجرى مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية وكبار المسؤولين، بالإضافة إلى لقاءاته مع المسؤولين المصريين. كما أجرى مشاورات مع الرئيسين الإريتري والأوغندي خلال زيارته الأخيرة لهما، مشيرة إلى أن هناك المزيد من الاجتماعات المخطط لها في الأسابيع المقبلة لتعزيز هذه الجهود.

أوضحت المصادر أن هذه الجهود تأتي في سياق العمل الجماعي نحو تحقيق الهدف المشترك المتمثل في إنهاء النزاع في السودان، والحد من إراقة الدماء، وتخفيف المعاناة التي يواجهها المدنيون في البلاد.

فيما يتعلق برفض الاتحاد الإفريقي رفع تجميد عضوية السودان وتأثير ذلك على مساعي حل الأزمة، أكدت مسؤولة الإعلام بمكتب لعمامرة أنها لا تستطيع الإدلاء بتعليق حول هذا القرار. ومع ذلك، أشارت إلى وجود تحركات تهدف إلى استئناف الحوار بين الأطراف المعنية، حيث تمثل ذلك في زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي الشهر الماضي.

وقد استقبل رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان والعديد من المسؤولين السودانيين الوفد الإفريقي، مما يعكس رغبة السودان في الانخراط في محادثات تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

فك التجميد

أفادت بدوي بأن هناك تحركات لا تتعلق بإعادة عضوية السودان، مشيرة إلى أن من بين التوصيات التي صدرت بعد الاجتماعات الأخيرة لمجلس السلم والأمن الإفريقي هو النظر في إعادة فتح مكتب الاتصال الخاص بالاتحاد الإفريقي، والذي كان موجودًا سابقًا في الخرطوم، ليتم افتتاحه مجددًا في بورتسودان.

في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأفريقي يوم السبت عن رفضه إعادة عضوية السودان إلى التكتل الإقليمي، والتي تم تعليقها بعد الانقلاب العسكري الذي وقع على الحكومة الانتقالية برئاسة د.عبد الله حمدوك، والذي نفذه الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021.

من جانبه، أكد مفوض الاتحاد الأفريقي بانكولي أديوي خلال الاجتماع التشاوري السنوي الخامس عشر بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ونظيره الأوروبي في أديس أبابا، على موقف الاتحاد الثابت بعدم التسامح مع الانقلابات غير الدستورية في القارة الإفريقية.

اعتبرت أن مسألة استعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي تعد قضية معقدة، حيث لا تقتصر على السودان فحسب، بل تتعلق أيضًا بالسياسات العامة للاتحاد الإفريقي تجاه الانقلابات في القارة. هذه الديناميكيات تعكس التحديات التي تواجهها الدول الإفريقية في التعامل مع الأزمات السياسية.

وأشارت إلى وجود خيارات “وسطية” قد تتيح فتح قنوات جديدة للتواصل مع الاتحاد الإفريقي، دون الحاجة بالضرورة إلى استعادة العضوية الكاملة. هذه الخيارات قد تشمل مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأطراف المعنية.

في سياق متصل، تستمر الجهود الدولية والإقليمية في السعي نحو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، مع التركيز على حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية. وقد شهدت العاصمة الإيطالية روما اجتماعًا رباعيًا على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، حيث تم التأكيد على أهمية توحيد الجهود لتحقيق هذه الأهداف.

مقالات ذات صلة