كتب الركابي حسن يعقوب : خلافات الميليشيا بالسعودية.. هل تعجل بإعادتهم إلى السودان
حملت الأنباء مؤخراً وقوع خلافات وصراعات حادة بين مكونات ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المشاركة ضمن قوات (عاصفة الحزم) بالسعودية..
وبحسب الأخبار المتداولة فقد احتدم الصراع بصفة أساسية في أحد القطاعات التي تتواجد فيها الميليشيا بين العميد المتمرد أحمد إسماعيل دقلو وهو ينتمي إلى (الرزيقات) من جهة، وبين أبناء المسيرية والحوازمة بالميليشيا المتمردة من جهة أخرى.
وتعود أسباب الخلاف بين المجموعتين إلى أن قوات مجموعة أبناء المسيرية والحوازمة التي يبلغ عددها (410) فرد رفضوا تعليمات إسماعيل دقلو لهم بتغيير القطاعات الأمامية بالقوات وطالبوا بإرجاعهم للسودان..
و إزاء هذا الموقف من أبناء المسيرية والحوازمة قام المتمرد أحمد إسماعيل دقلو بمجازاتهم بتخفيض رتبهم إلى الرتبة الأدنى مما أثار حفيظة أفراد هذه المجموعة واستمرارهم في مخالفة وعصيان أوامر وتعليمات قيادة قوات الميليشيا..
ومع اشتداد الصراع بين المجموعتين وتأزم الموقف تدخلت القوات السعودية وقامت باستدعاء قائد قوات الميليشيا بعاصفة الحزم اللواء حسين منزول والعميد جدو حامد لحسم الخلاف لكن باءت محاولتهما لحسم الصراع بالفشل..
مما اضطرت معه القوات السعودية بتكليف أحد ضباطها لقيادة قوات الميليشيا بالقطاع خشية تفاقم الخلاف وتحوله إلى صراع قد يؤدي إلى حدوث اشتباكات بين المجموعتين..
وتأتي هذه الخلافات في توقيت متزامن مع الانتصارات والتقدم المضطرد للجيش السوداني والقوات المشتركة والمستنفرين في كافة محاور القتال ضد ميليشيا آل دقلو الإرهابية..
وتأتي أيضاً متزامنة مع اتساع شقة الخلاف بين المكونات القبلية للميليشيا الإرهابية المتواجدة داخل السودان وتنامي الاتهامات الموجهة لمكون (الرزيقات) وآل دقلو من قبل المكونات الأخرى خاصة المسيرية والحوازمة والبني هلبة بأنهم يمارسون عليهم تمييزاََ عنصرياََ وبأنهم يستأثرون بالمغانم والأموال ويدفعون بأبناء المسيرية والحوازمة والمكونات الأخرى إلى الصفوف الأمامية ويرمون بهم إلى المحرقة بينما أبناء الرزيقات وآل دقلو ينعمون بالمخصصات بعيداََ عن ميادين القتال، وقد تناقل نشطاء تابعين للميليشيا الإرهابية مؤخراً تسريبات عن قيام مسؤول الشؤون المالية بقيادة قوات الميليشيا بعاصفة الحزم المتواجدة بالسعودية بإستلام المستحقات المالية للجرحى والقتلى وإيداعها في حسابه الخاص وعدم صرفها لمستحقيها.
ويرى الكثير من المراقبين أن امتداد وتصاعد الخلافات والصراع داخل الميليشيا المتواجدة بالأراضي السعودية ضمن قوات عاصفة الحزم سيؤدي حتماََ إلى تململ السلطات السعودية وبالتالي التدخل لوضع حد لها والحيلولة دون اتساعها بما لا يحمد عقباه، ويبدو إحتمال نجاح هذه السلطات في نزع فتيل الأزمة المتصاعدة بين مكونات الميليشيا والتوفيق بينها ضئيلاََ بالنظر إلى عمق الخلاف وتباعد الشقة بين الفريقين..
ويبرز تساؤل جدي وملح حول قدرة السلطات السعودية على احتواء هذا الصراع والسيطرة عليه ومنع استفحاله خاصة وأن قيادة الميليشيا متشرذمة ما بين السعودية والإمارات مما قد يلقي بظلال سالبة على علاقات البلدين، أم يا ترى ستختار الرياض الحل الأكثر سهولة وهو العمل على وضع الترتيبات اللازمة لتصحيح وضع هذه الميليشيا بالتفاهم مع الجانب السوداني لإعادتهم إلى السودان وفق صيغة تكون مقبولة لدى الحكومة السودانية..