المشروع البريطاني الماكر .. بقلم / د. عبدالعظيم عوض

    مؤسف أن البعض وقع في الفخ البريطاني الشيطاني ويرون أن مشروع القرار المجهض بالفيتو الروسي كان لمصلحة السودان ومواطنه ، وبعض هؤلاء( المفخوخين) صحفيين كبار ظنوا إثما أن بالمشروع خيرا ، ولم يسائل هؤلاء انفسهم لماذا تقدم بريطانيا مشروعا لصالح السودان ضد الإمارات؟ ومنذ متى كانت بريطانيا سليلة الوعد البلفوري الاستعماري الصهيوني تنظر لمصلحة مستعمراتها السابقة؟
    ربما حملة التضليل هذه اسهمت فيها بعض قنوات الإعلام بحسن نية او بجهالة وربما لمكرٍ وسوء نية ، ذلك أن مشروع القرار البريطاني جرت صياغته النهائية بإطارٍ إنساني يٌستَشف منه حماية المدنيين وتمرير معونات الغوث الإنساني لهؤلاء المدنيين من ضحايا الحرب .
    والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف لقرار بريطاني مدعوم من دويلة الإمارات من شأنه أن يراعي حماية مدنيي السودان ..اليست الإمارات هي من ظل يستغل عربات الإغاثة والهلال الأحمر غطاءً لنقل السلاح والذخيرة وكل أدوات القتل والدمار لمليشيا آل دقلو بشهادة نيويورك تايمز ؟ ثم أليست بريطانيا ومخابراتها هي من فتحت الأبواب لحاضنة المليشيا قحت/ تقدم لتقيم الندوات وورش العمل تمهيدا لمشروع القرار البريطاني الخبيث ؟ ثم الم يكن سفيرها بالخرطوم المدعو عرفان هو زعيم مجموعة الاربعة التي دعمت التغيير في ديسمبر٢٠١٩ وتوجته بالاتفاق الإطاري ، وأشرف بنفسه مع حمدوك علي استقدام بعثة فولكر التي وضعت السودان تحت مايشبه الوصاية الدولية ؟
    كل تلك المؤشرات وغيرها تكشف عن أن مشروع القرار البريطاني لم يكن سوى آلية خبيثة تهدف إلى تأهيل المليشيا الإرهابية عسكريا وسياسيا وإضفاء الشرعية عليها وحجز دورٍ لها مع قحت في المستقبل السياسي .
    ويبقي السؤال الأهم وهو لماذا تقدمت بريطانيا اصلا بمشروع القرار ؟ واين هو موقع الإمارات في هذا الشأن؟ الإجابة هنا تقود إلى فهم مناخات وسياقات تخلُق القرار الماكر .
    ثم لماذا استصحبت بريطانيا سيراليون الغلبانة ضمن مشروع القرار ؟ والإجابة بالطبع هي محاولة خبيثة لاضفاء توافق أفريقي مع مشروع القرار ، ويعود لبريطانيا الفضل في تأسيس سيراليون علي أثر منع الاسترقاق في بريطانيا فكان أن أعادت الارقاء السابقين إليها تماما كما فعلت أمريكا مع ليبريا ..
    اخيرا ، بوضع روسيا مشروع القرار البريطاني( الإماراتي القحطاوي) في سلة مهملات مجلس الأمن الدولي يكون الستار قد أُُسدل علي مؤامرة التدخل العسكري في السودان ونزع سلطة حماية المدنيين من حكومته ، وعبرت الإمارات عن حزنها علي هذه الخيبة علي لسان المدعو أنور قرقاش مستشار بن زايد بقوله: أن اخفاق مجلس الأمن في تبني قرار حماية المدنيين في السودان( الشقيق) مؤسف ، ويمثل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء ..
    شفتو الاستهبال دا كيف؟؟
    د. عبدالعظيم عوض ،،،،

مقالات ذات صلة