خبر وتحليل – عمار العركى : الفيتو الروسي وما يجب على السودان القيام به

▪️شهدت جلسة مجلس الأمن بخصوص السودان حدثاً تاريخياً عالمياً باستخدام روسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني الذى كان يستهدف فرض إجراءات دولية بشأن السودان، والذى يأتي في سياق التنافس الدولي على النفوذ في المنطقة، والذي أشرنا إليه سابقاً كأحد السيناريوهات المتوقعة لنتائج جلسة المجلس :

1/ إذا عدنا إلى السيناريوهات المتوقعة، فإننا تحدثنا سابقًا عن احتمالية استخدام حق الفيتو فى ظل وجود انقسامات دولية بشأن السودان في مجلس الأمن بين الغرب وروسيا/ الصين.
2/ روسيا تسعى لإحباط أي تحركات غربية تُضعف من فوذها في إفريقيا، خاصة في منطقة مهمة استراتيجياً كسودان، الدبلوماسية السودانية استفادت من هذه الانقسامات الدولية لتحصل على دعم دبلوماسي أو مواقف داعمة في المؤسسات
3/ “الفيتو الروسي” جاء في إطار منافسة واضحة بين القوى الغربية وروسيا/الصين في إفريقيا، حيث تعتبر السودان جزءاً من مناطق النفوذ التي تسعى موسكو للحفاظ عليها ، ورغبة روسيا في تعزيز موقعها في منطقة البحر الأحمرعبر السُودان.
4/ “الفيتو الروسي” أظهر انقساماً في المواقف الدولية، مما يمنح السودان فرصة لاستغلال هذا الخلاف لصالحه، خاصة ومنذ بداية الأزمة ، اتجه السودان لتعزيز علاقاته مع موسكو، بما في ذلك التعاون في مجالات اقتصادية وعسكرية، ما جعل روسيا تُظهر دعماً أكبر للسودان.
5/ يمكن للحكومة السودانية استخدام هذا الفيتو كأداة لتعزيز شرعيتها داخلياً، حيث يُظهر نجاحها في كسب دعم دولي مقابل الضغوط الغربية. ولكن هذا يستلزم ترجمة الدعم إلى إجراءات ملموسة لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.
6/ يتيح الفيتو الروسي فرصة للحكومة السودانية لإعادة بناء صورتها أمام المجتمع الدولي كطرف يحظى بدعم دولي، خاصة في مواجهة الضغوط الغربية.
7/ ما يجب على السودان القيام به لإستثمار الفيتو الروسي والإستفادة :
8. البناء على الموقف الروسي وتعزيز العلاقة بروسيا والدول الأخرى التي تبدي تفهماً للوضع السوداني، مثل الصين ودول إفريقية كجنوب إفريقيا.
9/ السعي للحصول على دعم اقتصادي وتنموي عبر قنوات جديدة، مستغلة الانقسامات الحالية ومعالجة الأزمات الداخلية، خاصة في ملفات الأمن والإغاثة.
10/ إطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية تروج لموقف الحكومة السودانية كطرف يسعى لحل الأزمة بدلاً من تصعيدها.

▪️ *خلاصة القول ومنتهاه :*
▪️الفيتو الروسي يمثل فرصة نادرة للحكومة السودانية لإعادة ترتيب أوراقها على الساحة الدولية، لكنه في ذات الوقت قد يكون مجرد جزء من لعبة دبلوماسية أكبر بين القوى الدولية المتصارعة على النفوذ ،مما يُشكل تحدياً إذا لم يُستغل بحكمة.
▪️الاستفادة من هذا الدعم يتطلب تحركاً دبلوماسياً واقتصادياً مدروساً، مع التركيز على تخفيف الأزمة الداخلية لتعزيز موقف السودان أمام المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة