خبر و تحليل .. عمار العركي : قراءة في مقترح إيقاد ومشروع قرار بريطانيا
▪️المبعوث الخاص للهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) قدم مقترحاً لنشر قوات أفريقية في السودان لتأمين تنفيذ اتفاق جدة وحماية المدنيين، ستتألف القوات من حوالي 4500 فرد من دول أفريقية ليست طرفاً في النزاع.
▪️تزامن ذلك مع جلسة مرتقبة لمجلس الأمن بعد غدٍ الاثنين للتصويت على مشروع القرار البريطاني الذي تقدمت به المملكة المتحدة بشان السودان ، والذي يحتاج إلى (9)أصوات مؤيدة على الأقل لإستصدار قرار وعدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين ليصبح بعد ذلك رسمياً.
▪️مقترح مشاركة قوات أجنبية سيواجه مقاومة داخلية ورفضاً من غالبية القوى السودانية، فوجود قوات من دول أفريقية غير محايدة يزيد الوضع السياسى تعقيداً.
▪️يعتبر السودان حالياً محور اهتمام إقليمي ودولي بسبب الحرب وافرازاتها، مما دفع الفاعلين إلى تقديم مبادرات لتجنب تفاقم الأزمة.
▪️يتظاهر الاتحاد الأفريقي والإيقاد بممارسة نهجاً متوازناً يسعى إلى تجنب التدخلات الأجنبية الكبيرة واستبدالها بحلول إقليمية، والأصل أنها قضية حق أرادا بها باطل، وقد عبر عن ذلك رئيس مجلس السيادة بعدم الرضا عن هذا الأداء المتماهي والمنحاز للمتمردين .
▪️يتطلب تنفيذ مقترح “إيقاد” توافق الجيش و المليشيا على الأرض وهو أمر صعب ان لم يكن مستحيلاً.
▪️سيواجه مقترح نشر قوات أفريقية تحديات كبيرة على مستوى القبول الداخلي والتمويل الدولي وتوافق إقليمي ودولي ودعماً مستمراً لمواجهة العراقيل المحتملة.
▪️قراءة مقترح الايقاد في سياق تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار البريطاني بشأن السودان وكأن الأمر يتماشى مع الجهود الدولية والإقليمية لحماية المدنيين و وقف الانتهاكات في السودان.
▪️ يدعو مشروع القرار إلى إجراءات مشابهة لنشر قوات دولية أو فرض آليات رقابة دولية ( تعزيز حماية المدنيين، فرض آليات رقابة على الانتهاكات، دعم تنفيذ الاتفاقيات السياسية).
▪️ بالتالى ستجد الدول دائمة العضوية في المجلس المؤيدة للمشروع “بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة” ضألتها في مقترح إيقاد لأنه يعتمد على قوى محايدة ويقلل الحاجة إلى تدخل مباشر من خارج القارة الأفريقية.
▪️ غالباً ما ستتحفظ كلٌ من روسيا والصين على التدخلات الخارجية في النزاعات الداخلية،قد تعارضان القرار إذا اعتبرته يتدخل في سيادة السودان أو يضع الأساس لتدخل عسكري غربي، ولكن قد تقبلان بالمقترح إذا ركزتا على قوات أفريقية محايدة دون هيمنة غربية واضحة.
▪️ *السيناريوهات المتوقعة بناءً على مقترح إيقاد و تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار البريطاني بشأن السودان :*
▪️*السيناريو الأول :* تمرير مشروع القرار بدون استخدام حق الفيتو بأن يتم التصويت لصالح مشروع القرار البريطاني بدعم 9 أصوات على الأقل وعدم اعتراض الدول دائمة العضوية (روسيا والصين تحديداً) ، حال تركيز القرار على الجوانب الإنسانية وحماية المدنيين دون الإشارة إلى تدخل عسكري غربي مباشر.
▪️*السيناريو الثاني:* فشل مشروع القرار بسبب استخدام الفيتو بأن تستخدم روسيا أو الصين (أو كلاهما) حق النقض لرفض القرار، مبررة ذلك بأنه يمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية للسودان أو يخدم المصالح الغربية ، حال عدم إشراك الاتحاد الأفريقي وإيقاد بشكل كاف في صياغة القرار.
▪️ *السيناريو الثالث:* تمرير قرار مخفف أو معدّل ، بتعديل مسودة القرار البريطاني لتجنب اعتراض روسيا والصين، بما يقلل من احتمالية الفيتو بإدخال صياغات تؤكد احترام السيادة السودانية.
▪️ *السيناريو الرابع:* التأجيل أو الإحالة لمزيد من النقاشات ، بتأجيل التصويت نتيجة غياب توافق بين الدول دائمة العضوية أو بسبب مطالب بتعديلات إضافية على المسودة.
▪️ *السيناريو الأكثر ترجيحاً:* تمرير قرار مخفف أو معدّل هو الأكثر احتمالاً، إذ يسعى مجلس الأمن عادة لتجنب الفيتو عبر تقديم تنازلات تخدم مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا والصين.
▪️ *السيناريو الأقل احتمالاً:* فشل القرار بالكامل بسبب الفيتو، لأن ذلك سيُظهر عجزاً دولياً عن التعامل مع الأزمة السودانية وسيترك المجال مفتوحاً لتدهور الأوضاع.
▪️ *خلاصة القول ومنتهاه :-*
▪️الاستعداد دبلوماسياً لجميع السيناريوهات عبر الضغط لتضمين مقترحات تعزز السيادة الوطنية، والعمل مع الدول الصديقة (مثل روسيا والصين) لتقديم تعديلات على القرار بما يخدم المصالح الوطنية.