خبر و تحليل -عمار العركي : إمارات مؤامرات المخابرات .. قراءة تحليلية 2-2

▪️نوالى القراءة التحليلية لنشاط المخابرات الخارجية الإستراتيجي لتغيير خارطة السُودان الجيوسياسية لتتماشى مع خطة تغيير خارطة منطقة القرن الإفريقي وفق سناريوهات وتكتيكات وأدوات مخابراتية قد تتغير وتتبدل أو (يُعاد إنتاجها كما هو في الحالة السُودانية التى نحن بصدد قراءتها وتحليلها)، وذلك بحسب معوقات النشاط المضاد والمكافح للخطة ، ليظل التهديد والتحدى قائم ومُستمر لا يزول الا بزوال الأسباب والمُسببات بشكل جذري . ولفائدة القراءة والربط نعيد كتابة التوطئة والملخص :-

▪️ *توطئة :*
خطة اعادة رسم خارطة القرن الإفريقي التى انطلقت تزامناً مع عرُف بثورات الربيع العربي ، تمحورت حول تغيير الأنظمة والحكومات والإستعانة بأخرى عميلة تُساعد وتُعين ، مع استمالة وتسخير كل الفاعليين والمؤثرين المحليين ، عبر وسائل تنفيذ الخطة من سياسيات اوثورات او إنقلابات من لبنات أفكار وتخطيط وتدبير المخابرات بشكل صرف وحصرى، وبالرغم من مرور عقد ونصف من الخطة ، لم تحقق اهدافها ، انما أفرزت عدم إستقرار واختلالات أمنية وحروب بالمنطقة .

▪️ *ملخص :*
بعد الهزائم العملياتية العسكرية والسياسية والدبلوماسية التى مُنيت بها ” المليشا والإمارات وتقدم ” أعادت مخابرات الإمارات – الوكيل الحصري للمخطط والنشاط المُعادى – تحريك وتنشيط خلاياها الإستخبارية النائمة والمزروعة منذ فترة حُكم الإنقاذ وحتى الآن ، وبذات الإسلحة والأدوات الناجحة والمُنتجة ،والتى بدأت بها خطتها واستعملتها ضد ” نظام البشير” بعد اختراقها وتجنيدها للعملاء والجواسيس علي كأفة المستويات والقطاعات الفئوية داخل السودان ،وتسخيرها في خدمة مشروعها الاستخباري الرامي إلى التحكم فى السودان إدارته من بُعد Remote Control and Management بغرض تحقيق المطامع و المصالح الخارجية.

1/ فى الحلقة الاولى تطرقنا للمشهد السوداني ما قبل الحرب ، والذى تسيدته وتحكمت فيه المخابرات الخارجية بشكل كامل ، وبلغت بها السيطرة والتحكم الى إختصار الوقت وعدم الركون للعمل الإسخبارى ووسائله المتأنية بعيدة المدى في الوصول الى الهدف ، فكان لابد بدعمها بوسيلة مساعدة وعملية ، فكان التحرك والانقلاب العسكرى على السلطة القائمة بإعتبار أن السلطة في اضعف حالاتها كذلك الجيش والقوات النظامية الأخرى والأجهزة الأمنية ، خاصة وان كل قراءتها وتقاريرها تُفيد بنجاح الانقلاب بنسبة 100% و أن الانقلابيون لن يجدوا أي مقاومة تُذكر.
2/ 13 ابريل 2023م ، كان ميقات “لحظة الصفر”، ولكن حدثت مضاعفات وثغرات أثناء التتفيذ ، فكان اللجؤ الي اطلاق الرصاصة الاولى في 15 ابريل ظناً من الإنقلابين أنها كافية لمعالجة الثغرات وانجاح الإنقلاب ، والذى بلطف الله وعونه ، ونجأعة وبسالة قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية العارمة ، فشل الانقلاب الذى تحول الى حرب غير متكافئة ولا منطقبة وغير معقولة ولا سابقة لها في تاريخ الحروب أن تكون كل المقارنات والمضاهاة لصالح العدو بنسبة 1 الي ٣، ورغم ذلك يُدحر ويُهزم شر هزيمة.
3/ كانت المعجزة في الانتصار العسكري والسياسي والدبلوماسي في كل المعارك والمواجهات في كأفة ميادين الحرب بفضل الوحدة والإلتفاف والتلاحم جيشا وشعبا وحركات مسلحة وأفراد وجماعات سياسية وطنية متجردة .
4/ إحدى إمارات المعجزة هي إنتصار السُودان بالرغم من تدهور حالته السياسية والأمنية ، والحوجة المُستعجلة لتدخل جراحى إصلاحي سياسي وأمنى منذ تاريخ 25 اكتوبر 2021م ، لإزالة الأورام الخبيثة والسموم والتشوهات التى اثقلت كاهله وأقعدت جسده ، وفى كل مرة وبتأثيرات داخلية ، وفعل مخابرات خارجية تم تأجيل الجراحة والإصلاح حتى يومنا هذا ، ولا زال جسد السودان يعاني من الأورام والأمراض المنقولة مخابراتياً .
5/ اضافة إلى أن جهاز المخابرات العامة المسئول الأول عن مكافحة ومقاومة المخططات والأنشطة المخابراتية الخارجية المعادية أصبح يقوم بأدوار ومهام أخرى في مجالات الأمن والتأمين الداخلي والمشاركة في العمليات العسكرية القتال الميداني .
6/ فى ظل هذه الوضعية ، وبعد مضى عام ونصف العام من الحرب انهزمت فيها المليشا والامارات وتقدم شر هزيمة ، في كل ميادين النزال والمواجهة ، وفقدت الإمارات كل اسلحتها ، ولم يتبقي لها الا سلاح المخابرات الذى بدأت به ، والان تعود اليه .
7/ مؤشرات وملامح استخدام سلاح المخابرات بدأت تتضح مع خسران السلاح العسكرى والسياسي والدبلوماسى ، وذلك بدأ واضحاً فى الخطاب الكرايهى لقائد المليشا المنهزم “حميدتي” بتحريك الفتنة النائمة وتفعيل الخطة “ب”، بشق صف القبائل بالمال من جديد بعد ترميمه ، وشق صف الجيش بعد ترميمه ، وشق وحدة الشعب و الجيش بعد إعادة صياغتها ، والنيل من الجبهة الداخلية بعد تماسك ، وذلك .بذات الوسائل الغذرة المعروفة ، المال ، الاعلام ، الكروت و الضغوط ….الخ.
8/ خطاب حميدتي الكرايهى ، مؤتمر الحركات المطلبي والغنائمي ، وما نُسب الى اركو مني مناوي ، واستقالة د جبريل ابراهيم وما نُسب اليه ، عملة بنك السودان وما نُسج حولها ، والاختيار الوظيفي للخدمة المدنية وما أثير حوله ، تضخيم وتفخيخ حديث “ياسر العطا” الواقعى والحقيقى الذى لم يأتى بجديد وهو يتناول التاريخ المرضى ومضاعفات الأورام المقرر إستئصالهم ولم تُستأصل ….. الى آخر مستجد السناريوهات التى إن لم تكُن صنيعة لإختراق مخابراتي خالص ، فهو بالتأكيد استثمار جاهز واصطياد مخابراتي سائغ تم توجيه وإدارته باحترافية إستخبارية مدروسة غير محسوسة ، لا يشعر بها او يدركها من ينفذ فيها وهو لا يعلم انه ومُستغفل ومُستخدم ، وهو يعتقد أنه وطني ويُحسن صُنعا.

▪️ *خلاصةالقول ومنتهاه*
✔️ الأمر يتطلب من الجميع رفع درجة الحس الوطني قبل الأمني وتحكيم صوت العقل والمنطق في هذا التوقيت الذى يستشرف فيه السُودان النهايات الواعدة ونخشى عليه من نقض غزله من بعد انكاثا ، ولن يتأتي ذلك الا بعد إجراء العملية الجراحية الإصلاحية المؤجلة منذ اكتوبر 2021م.
✔️ على القائمين على أمر مؤسسة جهاز المخابرات العامة، الإنتباهة و الحيطة والحذر والحسم الأمنى ، والحزم المهني التخطيطى المدروس لإدارة هذه المرحلة التى جددت فيها المخابرات المعادية جلدها ، وأعدت عدتها لإعادة الكرة وممارسة الألعيب والضغوط التى وصفها نائب الرئيس “حميدتي” قبل تمرده ” بسلب الإرادة جبراً وكسر رقبة”، فبالضرورة الإستفادة من أخطاء وعثرات ماضي ما قبل الحرب القريب ، لإستشراف مستقبل ما بعد الحرب ، عقب الإنتصار الوشيك والأقرب بعون الله.، وعدم ترك ثغرة يلج من خلالها المتربصون وأعداء الوطن ، الذين لن يهدأ لهم بال إلا بتحقيق مآربهم وكيدهم ، كادهم الله ووقًى البلاد والعباد من شرهم.

مقالات ذات صلة