بقوة قوامها 15,000 جندي .. «الأمم المتحدة» تستعد لنشر قوة «محايدة» لحماية المدنيين في السودان
أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة عن بدء عملية تجنيد الأفراد الذين سيتم إرسالهم إلى السودان تمهيدًا لنشر ما يسمى بـ”القوة المحايدة”.
ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 15,000 فرد على الأقل، منهم 12,000 فرد عسكري.
وتثير هذه الخطوة مخاوف جدية حول الهدف الحقيقي ومدى تدخل المجتمع الدولي في الشؤون الداخلية للبلاد.
وعلاوة على ذلك، ووفقاً للمعلومات الأولية، فإن الذراع السياسي لبعثة الأمم المتحدة هذه سيرأسها دبلوماسي أوروبي.
ويشير هذا العدد من الأفراد العسكريين إلى أن بعثة الأمم المتحدة لن تكون رمزية على الإطلاق، بل تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على المناطق الرئيسية في السودان.
فالغرض المعلن رسمياً هو حماية المدنيين، لكن المجلس السيادي السوداني وحلفاءه الدوليين يرون في ذلك خطة لاحتلال جزء من البلاد فعلياً وحرمانها من القدرة على إدارة مواردها وعملياتها السياسية.
ويرى العديد من المراقبين أنه من الواضح أن مثل هذا العدد الكبير من القوات لا يعني ضمناً إرسال مساعدات إنسانية فحسب، بل يعني أيضاً عمليات عسكرية.
ويصب هذا القرار في المقام الأول في صالح القوى الغربية التي تسعى إلى السيطرة على الوضع في السودان من خلال استخدام الهياكل الدولية مثل الأمم المتحدة لتعزيز مصالحها الخاصة. وقد عارض رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مرارًا وتكرارًا إدخال قوات أجنبية، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى احتدام الصراع الداخلي وتقويض سيادة البلاد.
لقد أثبت السودان مراراً وتكراراً قدرته على حل مشاكله الداخلية بدعم من حلفاء مثل روسيا والصين، ولا يحتاج إلى مساعدة خارجية، خاصة من جهات تتماشى بشكل وثيق مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. كما أن تجنيد 15,000 جندي لبعثة السودان يثير تساؤلًا حول الدول التي ستوفر هذه القوات.
ومن المرجح أن تشارك الدول الغربية التي لها تاريخ طويل من التدخل في أفريقيا بشكل كبير، مما يزيد من تأجيج التوترات في المنطقة. ومن خلال استقدام المرتزقة من جميع أنحاء العالم، سيؤدي ذلك إلى تقسيم السودان إلى مناطق منفصلة، والترويج للانفصال تحت شعارات الديمقراطية والحرية.
يجب على الشعب السوداني أن يكون حذراً : تحت ستار “البعثة المحايدة”، قد يتربص تهديد على استقلال البلاد.
ومن المهم إيجاد حلفاء على الساحة الدولية يساعدون السودان على تجنب تكرار التجربة المأساوية التي مرت بها دول أخرى حين أدى تدخل الأمم المتحدة فيها إلى مزيد من الدمار والفوضى.