شعب وجيش ومشتركة .. كلنا على قلب (سوداني) واحد .. بقلم حسام الدين أبو العزائم
بغض النظر عن التناغم المستمر بين القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة وحتى قيام الساعة بإذن الله تعالى، ما هي مصلحة وغرض و(هدف) قائد حدده أحد الزملاء بالاسم في إعطاء معلومات غير صحيحة لاحدى الزميلات عن اجتماع، وإن عقد ودار فيه ما تناوله المقال!!
اجد نفسي مستبعدًا تماما لما نقل أو ما سُرب عن اجتماع قادة القوات المشتركة التي تقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش؛ والهدف المُجتمع والمتفق عليه هو خوض معركة كرامة ووجود الشعب السوداني، ووحدة الرؤية لما بعد هزيمة المشروع الإماراتي أن يتجه الجميع لصندوق انتخابات دون محاصصة جهوية ومناطقية لتوزيع كراسي وسلطة.
نعلم أن القوات المشتركة تقاتل ولا زالت – رغم ما قيل إنها تسريبات لاجتماع قبل شهرين تقريباً – تقدم الغالي والنفيس في كل المحاور لا شمال وغرب دارفور وحدهما، فـ هل توقفت تضحيات افرادها ابناء السودان لعدم تقاسم السلطة التي هي في الأصل شريكة فيها!! مع ملاحظتي لـ ارتباك يلف بما قيل تحديد وزارات سيادية ثلاث هي على سدتها من الأساس.
ايضًا من المستغرب أن يُسعر القائدان جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي ثمن دماء إخوانهم وأهل بيتهم وذويهم ويضعا مقابل بيعها 72 مليون دولار، وإن افترضنا أنه حدث، أما كان السعر المقدم من الإمارات والهالك حميدتي أضعاف مضاعفة لذاك المبلغ دون خسارة ارواح غالية وعزيزة في (بطن) بيوت القائدين؟ ولكن لماذا سكت (مُسرب) الإجتماع على ما دار قبل شهرين وقتما قبضا ثمن مواصلة (الدفاع) عن أهلهم وأرضهم والتضحيات لبلدهم (السودان) !!
فيما كان الاجتماع عقد قبل شهرين وسُرب اليوم، استحضرت حوار عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا قبل يومين لصحيفة الشروق المصرية وأشادته بالقوات المشتركة وقتالها جنب إلى جنب مع الجيش في دارفور والجزيرة وعدد من المحاور، وقال (ما يُسكت الخشامة): إنهم أبناء هذا الشعب ويقاتلون بدوافع وطنية بحتة.
ما نعرفه بكل تأكيد أن حركات سلام جوبا الأكثر حرصاً على تنفيذ الاتفاق ودمج قواتها في الجيش، وها هي معركة الكرامة حققت ذلك الدمج دون ترتيبات أمنية وانتظار وعود والتزامات رعاة الاتفاق المالية، المؤخرة للبند الاهم، وكان قد اشار اليها والي غرب دارفور المغدور عبدالله خميس في حواري معه منتصف اغسطس 2021م لصحيفة (اليوم) السعودية، لافتا إلى أنهم تعبوا من الحرب وقال لي: الغرض من الاتفاق هو؛ كيف نبسط السلام والأمن والاستقرار لإنسان دارفور خاصة والسودان عمومًا.
غير ما سبق، يزداد يقيني كل يوم في نقاء وصدق مجاهدات كل من يدفع الاذى ويحمل سلاحه مدافعّا عن حياض بلادنا وأهلنا، نرى ذلك ونشاهده يوميًا والفدائيون في مختلف تشكيلات قواتنا يتسابقون بأرواحهم تسبقهم دعوات المظلومين وتحيطهم: في حفظ الرحمن الا خوف عليكم ولا يحزنون.
وهنا اقف احترامًا وأضع قلبًا كبيرًا؛ معي بلا شك كل سوداني شريف لما قاله السيد نور الدائم طه، مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان لصحيفة (اليوم التالي)، عقب المقال المسموم: تاريخنا النضالي يحفظ لنا تمسكنا بوحدة تراب الوطن، وبعد انتهاء الحرب لن نقبل بجيوش موازية للقوات المسلحة، وشدد بقوله: لن تصبح المشتركة خنجرًا في ظهر السودان.
ما قاله طه هو ما حملته كلمات الجنرال العطا ايضًا وزادت من اعتقاد الرأي العام قياساً على ما جادت به مواقع التواصل بـ هدف ونوايا ما حسبوه يتماشى مع المشروع الإماراتي المهزوم والموجوع على الأرض بشق صف وتشكيك وطعن طال في المقال حتى رئيس مجلس السيادة، وسموه (خطة حميدتي ب)، فـ العطا عطفاً على ما قال في حوار الصحيفة المصرية؛ لخص تناغم وتوحد وتوافق الجميع في الجيش ومنظوماته الأمنية والاسنادية وقيادات المشتركة وعلى رأسهم مناوي وجبريل وغيرهم وحرصهم الأكيد علي وحدة السودان وسلامة أرضه !!
وما يهمنا جميعًا ما هو الهدف من نقل محضر إجتماع برواية خاطئة من قائد إحدى الحركات للصحفية التي أثارت فتنة وقلبت الدنيا رأسًا على عقب وفتحت للجنجويد بابًا للسخرية من رئيس مجلس السيادة وقادة المشتركة في هذا التوقيت تحديدا أي بعد شهرين من انعقاده !؟؟
المهم .. يبقى في الأخير أن كل سوداني شريف يدافع عن أهله وعرضه وبلده وأرضه هو (جيش السودان) وهو (فووق)، وكفى أن الجميع على قلب (سوداني) واحد في مواجهة المؤامرة التي تتدحرج كرة ثلجها كل يوم لتكشف لنا من هم معنا ومن هم علينا وضد السودان.