الدور المصري .. وضوح الرؤية والنتائج .. بقلم : علي يوسف تبيدي
بالتزامن مع المتغيرات الكبري التي حدثت داخل السودان ، من زحف نحو الاهداف العسكرية ، وتقدم في الجبهات العسكرية ، وتغيير في استراتيجية الحرب نحو الهجوم والسيطرة وحماية الظهر ، فان هنالك تحولات كبري في مواقف الدول والمؤسسات في المحيطين الافريقي والعربي ، ويظهر ذلك في الدور المصري الطليعي ، الذي كان واضحا منذ الصافرة الاولي للحرب ، باتخاذ موقف الحفاظ علي وحدة السودان ، ودعم مؤسساته.
ان مصر كدولة شقيقة وجارة دائما ما تتمسك بعلاقتها مع السودان ، وليس ذلك من قبيل الصدفة ، او المصلحة كما يروج البعض ، بل في سبيل الحفاظ علي امنها الذي هو امتداد لامن واستقرار السودان ، لكن ايضا خلال فترة الحرب فان الدور المصري نزل مباشرة لقيادة مبادرات ، ودعم مؤسسات الدولة السودانية التي تجمعها مع مصر علائق ووشائج تربط شعبا وادي النيل ، ومهما كثرت الاقاويل والاتهامات ، ونسج اوهام في تلك العلاقة ، فانه في الاخير جاء كثيرون وسياتي الجميع عند الخط الذي رسمته أزلية العلاقة بين السودان ومصر.
يمكن ملاحظة ذلك من خلال المبادرة التي طرحتها مصر لحل الازمة السودانية في اطار “دول الجوار”، وكما اسلفت فان الدور والموقف المصري ظل ثابتا لكن جاءت اليه مواقف اخري كانت تتسم بالتعنت من الداخل السوداني ، وتوصيفات طرفي الحرب، تلك التي يطلقها من يجهلون طبيعة الصراع في السودان ، ورسوخ مؤسساته كما هو الحال في مؤسسة مثل القوات المسلحة ، حيث بدأت ثمة تغيرات في الموقف الافريقي علي مستوي مؤسسات الاتحاد الافريقي كما هو الحال في فتح مكتب لمجلس السلم ، ودعوة رئيس منظمة الايقاد لرئيس مجلس السيادة بعودة بلاده للمنظمة ومزاولة عملها نشاطها.
كذلك علي المستوي العربي فان مصر تكثف جهودها من خلال التواجد والدعوة المستمرة لايقاف الحرب، ودعم صيغة اتفاق جدة التي توافق عليها الحكومة السودانية وتعدها احد مسارات الحل المعتمدة بشرط خروج المليشيا من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين ، ولن يألوا الجانب المصري جهدا، في طرق ابواب المبادرات ، وكذلك عقد القمم المختلفة بين الرؤساء العرب ، لطرح القضية السودانية ، ففي اخر قمة جمعت ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورصيفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد جاءت مخرجاتها بالمحافظة علي وحدة السودان وكافة مؤسساته الوطنية ، ومواصلة الحوار من خلال منبر جدة ، وصولا لوقف كامل لاطلاق النار ، وانهاء الأزمة.
ولا تقف مصر عند طرح الرؤي للحلول لأزمة السودان ، بل انها تتابع ذلك علي مستويات رفيعة ، فقبل ان يجف مداد لقاء السيسي ومحمد بن سلمان حتي جاءت المطالبة بسرعة تنفيذ ما اتفق عليه علي لسان رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي ، ان مؤسسة الرئاسة المصرية ، ودبلوماسيتها ، واعلام المحروسة ظل علي الدوام دائم الحضور في كل المحافل وفاتحا ذرايعه للجانب السوداني للطرق علي قضية الحرب.
ولمن يريد التشكيك في موقف الجانب المصري ، عليه ان يري التحولات التي تجري الان ، وبالمقابل ان يتأكد من ثبات الجانب المصري الذي ظل علي الدوام يحث الجميع علي ان يتجاوز السودانيين أزمتهم وهم يحافظون علي مؤسساتهم ووحدة بلادهم، وهو ما يفسر عمق العلاقات بين الجانبين وصلابتها من حيث التفكك والانقسام ، او تاثيرها باي جانب او وقائع.