نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : نقاش العقل والعاطفة..
قال الجنجويدي عبد الحفيظ مريود : اننا حكمنا عليه حكما مسبقا… بأنه من الخاسرين.
…
وما ظلمناه… (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.).
أيها المريود :
كما قلت لك تعال إلى كلمة سواء.
ساخاطب عقلك.. وقلبك.. فاستفتهما إني لك من الناصحين…
تقول وتتهكم بانني أعلم الغيب واني حكمت عليك بالخسران تعدياً ونكراناً…
لا…
لقد قلت ما قلت فيك على برهان ودراية… وشواهد وأحداث.
ثم انا لا أكتب حبا وكرامة…
فالأمر عندي ( ونحن في حرب ضروس) بين فئتين من الجنجويد…
البهائم والأغنام من جهة وبعض المستنيرين من جهة أخرى.
والقتال في كل الجبهات..
والقلم سلاح…
والدين النصيحة.
فاسمع..
أنت ومن معك من الضالين…
وامثالكم كثرَ والتاريخ يعيد نفسه.. فأنت لست بدعاً من الناس..
فقاتل الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
عبد الرحمن بن ملجم المرادي:
كان أحد أتباع الخوارج، وهي جماعة ظهرت في فترة خلافة عثمان بن عفان واختلفت مع الخلفاء الراشدين في بعض الأمور العقائدية والسياسية.
ومن دوافعه:
* الانتقام: كان ينتمي إلى قبيلة مراد التي قُتل عدد من أفرادها في معركة النهروان بين علي بن أبي طالب والخوارج.
كما يفعل جنجويدكم الآن بالمسيرية وبقية القبائل.
و التعصب العقائدي إد اعتقد الخوارج أن علي بن أبي طالب قد خرج عن الإسلام بسبب بعض قراراته، فقرر هذا الانتقام منه. كما تظنون انتم معشر خوارج هذا العصر ومتمرديه في الكيزان.
وحكاية قطام معروفه فأنت تعلم أيها المريود انه توجد رواية تقول إنه كان يحب امرأة تدعى قطام، وكانت شرط زواجه منها أن يقتل علي بن أبي طالب.
كما تفعل ام قرون بكم الآن.
وكما تعلم أيها المريود أن عبد الرحمن بن ملجم، على الرغم من ارتكابه جريمة اغتيال الإمام علي بن أبي طالب، إلا أنه كان يُعتبر من المتدينين في عصره. هذا التناقض بين دينه وفعله هو ما يثير الكثير من التساؤلات حول دوافعه الحقيقية.
كما نتسائل نحن وبإشفاق حول دوافعكم الحقيقية.
فقد: كان يحفظ القرآن الكريم، وكان يعتبر من القراء فيه.
وفي الفقه فقد كان يدرس الفقه الإسلامي، وقد روى عن معاذ بن جبل.
وفي العبادة فقد كان معروفاً بعبادته وقيامه بالصلوات.
وفي الزهد فقد كان يظهر عليه الزهد في الحياة الدنيا.
لكن ما الذي دفعه لارتكاب مثل هذا الفعل؟
وبالمقارنة ما الذي دفعكم لارتكاب فعلتكم القبيحة هذه؟!
هل هو :
التفسير الخاطئ للدين: فهو لا شك مثلكم قد فهم الدين وفسره تفسيراً خاطئاً، واعتبر أن قتل علي بن أبي طالب هو واجب ديني.كما تعتقدون انتم الآن بقتل الكيزان وحرق الأرض والنسل والإفساد في الأرض. وتبيحون دماء المسلمين المواطنين بحجج واهية ما إنزل الله بها من سلطان
وانظر.. وانت من اهل الفكر إلى .
التعصب الفكري: فقد انتمى إلى جماعة الخوارج الذين كانوا متشددين في تطبيق الشريعة، وقد اعتبروا علي بن أبي طالب مرتداً.
واذكرك أن التدين لا يعني العصمة: حتى المتدينون قد يرتكبون أخطاء كبيرة.
وأن التعصب خطر: التعصب الفكري قد يؤدي إلى ارتكاب أفعال مأساوية.
واذكرك بأهمية الفهم الصحيح للدين: إذ يجب فهم الدين بشكل صحيح حتى لا يتم استغلاله لأغراض سيئة.
الخلاصة هنا يا أيها المريود.. فالتاريخ يعيد نفسه.. فعبد الرحمن بن ملجم كان شخصية معقدة، وقد ارتكب جريمة مروعة بدافع ديني، ولكن هذا لا ينفي أنه كان متديناً. هذه القصة تذكرنا بأهمية التسامح والتفاهم بين مختلف الأديان والطوائف،والمجموعات وأهمية تجنب التطرف. والقتل… والتعصب.والقبلية والسودان يمثل خير نموذج في تعدد اعراقه وانسابه .
أيها المريود :
انت وانا نعتبر اغتيال الإمام علي بن أبي طالب عملاً إجرامياً لا يقبله الإسلام.
ويجب على المسلمين الابتعاد عن العنف والتطرف والتعصب.
ثم انظر… أيها المريود، إذ لا يخفى عليك نتاج مثل هذه الخطرفات.
فقد كان لهذا الاغتيال آثارا كبيرة على التاريخ الإسلامي، حيث أدى إلى تفاقم الانقسامات بين المسلمين.
ولاشك اننا جميعا نعتبر اغتيال علي بن أبي طالب عملاً إجرامياً لا يقبله الإسلام. فتعال نعتبر تمردكم هذا عملا إجراميا.. غير مقبول… ولا تبحث عن ذرائع ومسببات.
أيها المريود…
كثير من جنودكم متمردون ضالون…
وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا… وان من يقتل منهم فهو شهيد..
وهذا خطل وبهتان عظيم.
انظر معي وتمعن…
وانت صاحب الفكر والعلم والدراية .
فقاتل عمر بن الخطاب: أبو لؤلؤة المجوسي هو الشخص الذي اغتال الخليفة الثاني للمسلمين، عمر بن الخطاب. كان هذا الحدث صدمة كبيرة للمسلمين في ذلك الوقت، وأثار الكثير من الجدل والنقاش.
صحيح أن أصوله: كانَت، من أصل فارسي.
و أن بعضهم كان يعتقد أنه مجوسياً، والبعض الآخر يرى أنه أسلم قبل أن يرتكب جريمته.
لكن دوافعه فيها تدليس.. كدوافعكم.
فالدافع الرئيسي لجريمته غير واضح تماماً،
فقد يكون قد أراد الانتقام من المسلمين بسبب الفتوحات الإسلامية في بلاده.
كما يروج بعض غلمانكم عن تجبر الشماليين.. والشوايقة..
وقد يكون لديه خلاف شخصي مع عمر بن الخطاب.
كما لدى ربيبكم حميدتي مع البرهان.
وقد تكون دوافعا سياسية: فالرجل تحرك بدوافع سياسية، أو انضم إلى مجموعة معارضة لعمر.كما يفعل أهل القحط والتقزم.
وانظر.. .
فقد تم الاغتيال في المسجد أثناء صلاة الفجر.
كما يفعل حهلاؤكم الآن مع أئمة المساجد..
ثم انظر :
فقد طعن أبو لؤلؤة العديد من المسلمين، ثم قتل نفسه.
كما يفعل اشاوسكم… جهادا في سبيل الله تحت التكبير والتهليل.
أيها المريود…
لا يخفى عليك تأثير مثل هذه الحوادث على الأمة.. فقد أثرت بشكل كبير على الدولة الإسلامية، كما تفعلون بدولتنا انتم الآن.. ولكن الخلفاء الراشدين تمكنوا من تجاوز هذه الصدمة واستمرار بناء الدولة.كما سنفعل نحن.
ثم انظر وحلل معي. يا صاحب القلم والمفردة والكلمة الرصينة.. فكثير من الناس الجهلاء ينظرون إلى إحداث السودان من منظور ضيق مقفول.
فالنظرة التقليدية: ترى أن أبو لؤلؤة كان مجوسياً حاقداً على الإسلام، وأن جريمته كانت دليلاً على كراهية غير المسلمين للإسلام. وكذلك يرى بعض الناقمين هنا أن جنجويدكم شتات أفريقيا.. يدفعهم الحقد والكراهية
أما النظرة المعاصرة: فهناك من يرى أن هذه الحادثة كانت نتيجة طبيعية للصراعات السياسية والدينية في ذلك الوقت، وأن أبو لؤلؤة كان ضحية لهذه الصراعات. كما يتشدق مستشاروكم الكذابون في القنوات الفضائية صباح مساء.
أيها المريود…
نخاف عليك أن تخرج من الإسلام كما خرج قبلك الضالون.
فانظر هداك الله :
1. الخوارج
* المعتقد الأساسي: خرجوا على الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وزعموا أن كل من ارتكب كبيرة فهو كافر.
* الخصائص: تطرفهم في التكفير، وعدم قبول الرأي المخالف، ورفض الحكم بالحدود.
2. المعتزلة
* المعتقد الأساسي: تأويل النصوص الدينية، ونفي صفات الله تعالى، والجبر والقدر.
* الخصائص: التركيز على العقل، والاعتقاد بأن الله لا يرى.
3. الجهمية
* المعتقد الأساسي: نفوا صفات الله تعالى، وزعموا أن القرآن مخلوق.
* الخصائص: تأثرهم بالفلسفة اليونانية، وتقريبهم بين الإسلام والكفر.
4. الجبرية
* المعتقد الأساسي: يعتقدون أن الإنسان مجبور على أفعاله، وليس له اختيار.
* الخصائص: ينفون المسؤولية عن الأفعال، ويقللون من أهمية العمل الصالح.
5. المرجئة
* المعتقد الأساسي: يرجئون عمل المؤمن إلى يوم القيامة، ويعتقدون أن الإيمان مجرد قول بالقلب.
* الخصائص: التقليل من شأن العمل الصالح، والتركيز على العقيدة فقط.
6. القدرية
* المعتقد الأساسي: يعتقدون أن الإنسان هو الذي يخلق أفعاله، وأن الله ليس له تدخل فيها.
* الخصائص: ينفون قدرة الله على التدبير والتقدير.
7. الأشعرية
* المعتقد الأساسي: جمعوا بين العقل والنقل، وأثروا في الفكر الإسلامي بشكل كبير.
* الخصائص: معروفون بالتوسط والاعتدال في العقيدة.
8. أهل القحط والتقزم :
* المعتقد الأساسي: تدمير السودان وتفكيك جيشه ونشر العلمانية ومحاربة الاسلام
* الخصائص: الفسوق والفجور والعصيان… والارتزاق والعمالة وخيانة الأوطان..
قيل ثم ماذا؟!
قال… ويحبون ال (….) والدراهم ‘ ودولار المنظمات المشبوهة والسفارات المعتوهة .
9. الشيعة الإمامية الاثني عشرية :
* المعتقد الأساسي: يعتقدون بأن الإمامة محصورة في آل البيت، وأن الإمام الثاني عشر غائب.
* الخصائص: لديهم معتقدات خاصة في الإمامة والرجعة.
*10. الجنجويد:
المعتقد الأساسي. ( هدفهم ليس لديهم هدف).. كما قال حميدتي..
وان كان لهم… فبصرنا به.. زادك الله علما وفضلا ً.
الخصائص : القتل والشفشافة وانتهاك الأعراض وسرقة السيارات وسكن بيوت الناس.. والحجبات… والكذب والتدليس.
…
هؤلاء يا أيها المريود… عشر رهطِ يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
…
أليس فيكم رجل رشيد…؟!
أين عقلك..؟!..
أين ضميرك…؟!
بل أين اسلامك؟! ..
الامر جد وليس بالهزل..
والضحك سلاح البلهاء وأصحاب العاهات..
مريود…
ارفع عن بصرك الغشاوة…
فقد كنت فينا مرجوا …
نقطة سطر جديد.
تحياتي