خبر وتحليل-؛عمار العركي .. تهديد المليشيا الإماراتية لمصر وضرب السد العالي : التهديد الاستراتيجي الإماراتي على مصر …. إلى أين ؟؟؟

1/ تطورت الأوضاع وتسارعت بشكل دراماتيكي داخل كل دول المنطقة خاصة المجاورة للسودان بإعتباره ” السُرة وحبلها لإفريقيا” حال فتقها ينفرط عقد دول المنظومة وذلك منذ خروج الطلقة الأولى معلنة انطلاق مأرثون حرب السُودان الذي قُدر أن تفوز به المليشيا و الإمارات في غضون6 ساعات.
2/ الآن وبعد مضي عام ونصف إدار فيها السودان الحرب بصورة أذهلت الأعداء والعملاء واثلجت صدور الأوفياء ونالت إعجاب وإستحسان الأشقاء والأصدقاء وبات على مشارف خط النهاية، خرج قائد مليشيا الدعم السريع الإماراتية الإرهابي المدعو محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي” في خُطبة بكائية رافعاً راية الإستسلام للسُودان ورأية التهديد والوعيد لمصر.
3/ بكل “غطرسة فرعونية” أعلن “حميدتي” عن غضبته وعدم رضائه عن امريكا والسعودية والامم المتحدة والمجتمع الدولي برُمته، ووزع الإتهامات الجزافية ، ومعتاد تصريحاته الخنفشارية،هذا قبل أن يقوم بعملية تمويه وتضليل بقلب الطاولة على جناح المليشيا السياسي والإيحاء بفك الإرتباط مع جماعة “تقدم” تهيئةً وتمهيداً لعودتها مرة أخرى ولعب دوراً رئيسياً ضمن الخطة (ب) القادمة للمليشيا الإماراتية ،و التي صرح بها “حميدتي”.
4/ مخطط اختطاف و إحتضان ورعاية الإمارات لقوات الدعم السريع الذي انطلق في العام 2015م على أنقاض التحالف العربى “المشئوم” وعاصفة الحزم وإعادة الأمل “الكاذب” في اليمن، لخدمة أهداف و مصالح صهيوامريكية وفق أولويات مجدولة وتصورات مدروسة ضمن خطة إعادة تشكيل خارطة المنطقة القائم على تغيير الأنظمة عن الثورات المصنوعة و الإنقلابات الموضوعة وغيره من وسائل سيطرة و تحكم.
5/ “مصر” كانت ولا زالت العقبة الكؤود، وضُغط عليها بهدف ترويضها وتركيعها كدولة مُعيقة وعقبة أمام المشروع (الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي) بالمنطقة وإعادة رسم خارطتها بما يتماشى مع مصالح و اطماع تلك الدول.
6./ سبق وأن فصلنا في أشكال وأنواع الدعم الإستراتيجي الإماراتي المُقدم لأثيوبيا – حليفة الإمارات وعدو مصر الأول في إفريقيا – والذي جعل من أثيوبيا أن تتحدى و تتعدى على مصر وتهدد مصالحها الإستراتيحية وأمنها المائي والقومي، وقد بلغ التهديد لمصر ذروته عقب ابرام اثيوبيا اتفاقيات مع الإقليم الصومالي الانفصالي (صومالاند) غير المعترف به ، والذي صاحبه تصعيد اثيوبي قولي وفعلي متنامي ضد مصر و الصومال.
7/ على ضوء ذلك وبعد أن استشعرت مصر خطورة الوضع ، نفضت الغبار عن كرسي تموضعها ونفوذها بالمنطقة وقامت بتحركات وإتصالات دبلوماسية رئاسية عبر وزارة الخارجية و المخابرات المصرية، تمكنت مصر في زمن وجيز من قلب الطاولةعلى أثيوبيا والإمارات بتحييد دول الطوق الأثيوبي وابرام اتفاقيات سياسية، عسكرية،أمنية مع السودان ، اريتريا، الصومال جيبوتي ، جنوب السودان.
8./ لم تستوعب الإمارا صدمة فشلها وهزيمتها القاسية وصعوبة الخروج من مستنقع السُودان ، وتلقت صدمة مصرية قوية عقب استعادة مصر تموضعها ونفوذها المختطف والذي تبلور في تحييد مصر لكل دول الطوق الأثيوبي ذات الأطماع والطموحات الإستراتيجية الإماراتية، وتتويج ذاك التحييد بعقد لقاء قمة ثلاثي في ‘اسمرا” على مستوى الرؤساء.
9/ هذه القمة تُعد بمثابة تحالف وتكتل استراتيجي غير مُلعن عنه رسمياً ، ولا نستبعد كون السودان وجيبوتي ضمن هذا التكتل الناشيء على تنسيق وتفاهم تام ، وعدم حضورهم “اسمرا” ومشاركتهم في اجتماع القمة الثلاثي ، لا نستبعد أن يكون لإعتبارات وتقاطعات سياسية تتعلق بوضعية الدولتين إقليمياً ودولياً.
10/ سبق ذلك ، ضربة قوية وجهتها مصر لأثيوبيا والإمارات ، فبحسب الإعلان الرسمي تم تفعيل البروتكول الخاص بمنح مصر قاعدة عسكرية لوجستية وذلك بموجب مذكرة التفاهم السابقة والموقع عليها من قبل رئيسي البلدين في فبراير 2023م ، الأمر الذي من شأنه يجعل مصر متواجدة بشكل دائم على البحر الأحمر وتدور في المحيط الأثيوبي والفلك الإقليمي ، محققة اختراق ونفوذ لم تحققه حتى وهي في قمة نفوذها وتموضعها ، وهو ما عجزت، وتعجز عن تحقيقه الامارات.
11/ ستستفيد مصر من تموضع جيبوتي وموقعها الإستراتيجي على الشاطيء الغربي لمضيق باب المندب، وتحدها إرتريا من الشمال، وإثيوبيا من الغرب والجنوب، والصومال من الجنوب الشرقي، وتطل شرقًا على البحر الأحمر وخليج عدن.
12/ فبالتالي ستخلق مصر نوعاً من التغيير في الجيوسياسة الخاصة بالإمارات و بأثيوبيا واسرائيل والتكتل الغربي المناويء لمصر او أي قوى أخرى ، بما يمكن مصر أن تكون الرقم الجديد في المعادلة وميزان القوى وانشاء تحالفات إقليمية .
13/ هذا وغيره من حضور مصري قوي تعتبره “الإمارات” تفلت مصري وخروج عن بيت الطاعة الإماراتي ، وعدم جدوى كل كروت الضغط الإقتصادي ودغدغة مشاعر الإقتصاد المصري بالمنح و المساعدات و الاستثمارات ، فكان لابد للإمارات الإستعانة بضغوط وكروت من نوع آخر – سياسية وعسكرية – وارسالها عبر خادمها المطيع وحامي مصالحها ومنفذ مخططاتها العدائية والإجرامية والذي وجه لمصر إتهامات خطيرة في مقدمة خطابه – إماراتي الهوى والمحتوى- بقصد جر واقحام مصر كطرف موازي او متهم ثاني بعد الإمارات في التسبب والدعم واطالة امد الحرب من خلال تدخل الطيران الحربى المصري في حرب السُودان منذ اليوم الاول 15 ابريل في معركة مروي ثم اردفه بتدخلها في معركة (جبل موية).

*خلاصة القول ومنتهاه :*
▪️هذا التطور الخطير لا يجب الإستهانة به والتقليل من شأنه فمن المؤكد له ما بعده بحسب التأثير وردة فعل مصر ، الأمر الذي يتطلب من مصر تغيير إستراتيجية تعاطيها مع الإمارات وعدم الركون والانصياع لضغوطها وابتزازها ، ولتكن القمة الثلاثية الأخيرة بداية كسر القيد الإماراتي الذي يحول دون استعادة “مصر” مكانتها وكرسيها الذي نزعته واستحوذته منها الإمارات .

▪️كذلك يجب على السودان الذي قطع شوطاً بعيداً نحو الاعلان الرسمي للإنتصار على المليشيا والإمارات ، التركيز والقراءة المنطقية والواقعية للوضع الراهن الذي يقول أن (مصر) مواجهة بذات المؤامرة المدعومة والمسنودة، وبشكل أخطر من التي مر بها السودان وجاء دور دعم “مصر” إقليمياً باعتبارها صمام آمان المنطقة.

▪️على السودان رغم ظروفه، والصومال رغم وضعه، واريتريا رغم حصارها ، وجيبوتي في التحالف مع مصر والوقوف معها، ففي الاتحاد والتحالف قوة وتكامل للادوار ، لأن الامارات ومن خلفها لا يستأسدون إلا على الدول القاصية.

مقالات ذات صلة