عثمان جلال يكتب / الوطن عندكم سلعة لمن يدفع اكثر

(١)
(المطلوب من القوى المدنية المناهضة للحرب التوافق على رؤية وطنية لسودان ما بعد الحرب .. والمطلوب من القوات المسلحة والدعم السريع التوافق على وقف عاجل لاطلاق النار والجلوس مع الاطراف المدنية السودانية للاتفاق على حل نهائي يضمن وحدة السودان وسيادته وجيش واحد مهني وقومي وتداول سلمي للسلطة وسودان يعبر بحق عن جميع مكوناته دون تمييز او هيمنة)
(٢)
المداخلة أعلاه للمهندس خالد سلك في قروب واتساب مجاور يجمعنا به وهو يعيد إنتاج ذات الفهلوة والاحتيال السياسي فالقوى المدنية المناهضة للحرب هي ذات المجموعة السياسية التي احتكرت ادارة المرحلة الانتقالية منذ ابرام الوثيقة الدستورية أغسطس ٢٠١٩م حتى خلعها بقرارات ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م ، وهي ذات المجموعة التي تضخمت في عهدها مليشيا الدعم السريع سياسيا واقتصاديا وعسكريا واصبح قائدها الرجل الثاني في الدولة ورئيس لجنة الاقتصاد والسلام وهي ذات المجموعة التي غضت الطرف عن جريمة فض مليشيا الدعم السريع لاعتصام القيادة العامة يونيو ٢٠١٩ ، ثم قادة الثوار نفاقا في مظاهرة ٣٠ يونيو ٢٠١٩م ثم خنست ووقعت مع المجرم حميدتي وثيقة الدم وشراكة السلطة وهي ذات المجموعة التي عجزت عن تحقيق التوافق والوحدة بين مكوناتها الحزبية والفئوية، واقصت كل القوى السياسية الوطنية من التداعي والاحتشاد حول قضايا البناء الوطني والديمقراطي ووصفت ذلك بالاغراق السياسي
(٣)
ولما فشل رهان استمرارها في السلطة باسم الثوار شعارات ثورة ديسمبر والدولة المدنية الديمقراطية تحالفت مع الإمارات ومليشيا آل دقلو وشنوا حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م بالشناعة والوضاعة التي لم يعهدها تاريخ الخصومات السياسية في السودان منذ تمرد توريت الأول في عام ١٩٥٥ إلى تمرد قرنق ١٩٨٣م ، وحركة الجبهة الوطنية ١٩٧٦م وتمرد دارفور ٢٠٠٣م ، الى هجوم حركة العدل والمساواة على امدرمان في مايو ٢٠٠٨م حيث لم تجنج تلك الحركات العسكرية إلى سياسة التدمير والتخريب الممنهج للممتلكات العامة والخاصة واقتحام الأحياء السكنية بيت بيت بغرض السرقة والنهب والاذلال والاغتصاب.
لقد تجاوز تحالف تقدم / آل دقلو في حربهم اللعينة ضد الشعب السوداني كل المحرمات الاخلاقية والوطنية من اجل تفكيك الجيش وتصفية القوى السياسية ، وقهر المجتمع السوداني والعودة إلى كراسي الحكم.
(٤)
ولما أحبط الجيش والشعب السوداني مخططهم في الانقضاض على السلطة بالقوة الغاشمة عادت ذات المجموعة البائسة ورفعت الشعار المفخخ والانتهازي (لا للحرب ) والذي يعني عندهم (نعم للحرب) حتى إعادة تدويرهم في السلطة من جديد مع ذات الحليف العسكري مليشيا ال دقلو الارهابية وذلك عبر صفقة تسوية سياسية ترعاها ذات الرباعية الدولية والمتمثلة في أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات والتي حرضتهم مع المجرم حميدتي على استلاب السلطة بالانقلاب العسكري الذي لا تزال فصوله الدموية مستمرة.
(٥)
إنهم خلعاء الهوية والشرف والأخلاق، مجموعة منبتة جماهيريا واخلاقيا الثابت الاستراتيجي عندهم الصعود إلى السلطة بأي أداة سواء بالاحتيال وسرقة شعارات ثورة ديسمبر ٢٠١٨م او بالتحالف مع قيادة الجيش والدعم السريع او بالتحالف مع المجرم حميدتي ، او عبر تدخل عسكري أممي ،او قوات تدخل عسكري افريقية، او عبر أموال الامارات ، ومهما كانت النتائج حتى لو أدى إلى ذلك إلى قتل وتشريد واغتصاب الحرائر وتدمير بنية مؤسسات الدولة السودانية.
(٦)
قيادات اخسف الله شمس عقولهم عن ادراك المحرمات الوطنية والاجتماعية ولو كانت سلعا لأصق على وجوههم ماركات منتهية الصلاحية.
عفوا خالد سلك فإن معركتكم مع كل الشعب السوداني ولن تجدي عمليات الترقيع والتسويق في ثوب وخطاب قشيب داخل قروب واتساب مهما سمت فيه روح العقلانية والحكمة والتسامح.
أنتم غير مؤهلين اخلاقيا ولا وطنيا للمرافعة عن قضايا البناء الوطني والديمقراطي ، فالوطن وشعبه النبيل العظيم اضحى عندكم مجرد سلعة لمن يدفع اكثر .وقد قبضتم الثمن فبئست صفقة البادي.
عليكم التحلي بالشجاعة ومواجهة العدالة حتى تقضي فيكم قضاءها الناجز والعادل ثم عليكم مواجهة عدالة قواعدكم الحزبية والثوار وعدالة الشعب السوداني الناجزة والتي قضت عليكم بالإعدام السياسي للأبد.

مقالات ذات صلة