مناوي: حميدتي أخبرنا قبل يومين من الحرب أنه سيحرق الخرطوم
سخر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من حديث قائد المليشيا محمد حمدان دقلو حميدتي، بأنه انضم للجيش من أجل الأموال. وقال مناوي مذكرا قائد التمرد بالمبلغ المالي الضخم الذي قدمه كفيل حميدتي لمناوي من أجل الانضمام للاتفاق الإطاري، وأضاف في مقال موسع على صفحته بموقع فيس بوك، (عندما رفضت العرض أتيت انت واعتذرت لي بخجل، فلو كنت أريد الأموال لكنت قبلت بهذا العرض الضخم وليس قريشات بورتسودان كما تزعم”.
وتابع مناوي موجها حديثه لقائد التمرد،”أنا رجل وطني، وقابلتك يوم 13 أبريل قبل الحرب بيومين وقلت لك ما تقوم به سيؤدي لإحراق الخرطوم، وقلت لي بالحرف الواحد ما تحرق الخرطوم حرقت فور برنقا”.
وفيما يلي تنشر “الطابية” رد مناوي الكامل على قائد التمرد
تعليقاً على ما يخصني من حديث حميدتي:
بعد كل هذا، كمان تبكي يا حميدتي.
استمعت إلى حديث حميدتي وأود أن أعلق على الجانب الذي يخصني فيما يلي:-
قال حميدتي إن الرئيس التشادي اتصل به من اليوم الأول للحرب طالباً عدم إشعال الحرب في مدينة الفاشر لأنها تحتضن نازحين ولاجئيين.
في الحقيقة، هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذا الكلام وأقول: إن الحرب بدأت في لحظة واحدة في كل السودان بما في ذلك الفاشر، وأنت سيد العارفين أن قائد قواتك أبو شوك أصيب في الفاشر داخل الفرقة السادسة مشاة بالضبط تمام العاشرة صباحاً يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣، عندما دخلها وهو يحمل كلابيش بيده اليسرى والبندقية بيده اليمنى طالباً من قائد الفرقة تسليم القيادة، بقوله قد دقت ساعة الصفر وهو قادم من مقر الوالي الذي أكد له تسليم الولاية مما كلفه أن يقوم بعناية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي حتى يعود من القيادة.
أما الرئيس التشادي، فأنا من طلبت منه أن يبلغ حميدتي بعدم نقل الحرب إلى دارفور وليس الفاشر وحدها، فليست الفاشر وحدها بها معسكرات للنازحين، إذ توجد في كل من نيالا، وبها أكبر معسكر للنازحين على رأسها كالما وعطاش، وكذلك في مدينة زالنجي بها ثلاث معسكرات كبيرة على رأسها الحميدية والحصاحيصا.
أما الجنينة، فلا حرج، بها معسكرات وتمت إبادة لأكثر من ثلاث مرات بواسطة قواتك تحت غطاء حرب أهلية. قواتك نكبت كل المنطقة قبل بداية الحرب وما بعدها، وفي مدينة كتم فقد بدأت قواتك الهجوم على معسكر كساب للنازحين قبل أن تهاجم قيادة اللواء في كتم، وفي الضعين هناك معسكر نيم للنازحين، وكذلك في الطويلة التي تم تدمير القرية كاملة بما فيها السوق ومعسكر النازحين وحولها. السؤال هنا؛ أي شبر من أرض دارفور يخلو من معسكرات النازحين حتى يتم استثناء الفاشر بحكم وجود المعسكرات؟؟.
الأمر الثاني: بعد أن بدأت قواتك الهجوم على الفاشر يوم ١٥ أبريل، أول أماكن استولت عليها هي مستشفى الأطفال في حي المصانع، وألحقت بها التدمير ونصبت فيها المدافع مما أضطر الأطباء لنقل الأطفال إلى مركز صحي بابكر نهار في حي الوحدة، وهي الأخرى تتمركز فيها قواتك الآن بجانب بيوت المواطنين والمدارس وبقية المستشفيات. بأي وجه حق تتحدث عن الحرب والأخلاق؟؟؟.
فهل هذه مؤسسات مدنية أم عسكرية؟ قمتم برصد دقيق لكل المستشفيات والمدارس وأماكن تجمعات المدنيين الأبرياء ودمرتموها عن قصد. فأين هي الـ ٢٣ هجوماً التي تقول فيها إن قوات مناوي قد هاجمتك فيها، وفي أي مواقع تم الهجوم ومتى وكيف؟.
لقد قمت بنصب مدافعك مستغلاً المواقع المدنية والمواطنون يقيمون في العراء بعد أن طردتهم قواتك.
وليس ببعيد جلستي في إنجامينا مع شقيقك، انتهت الجلسات بعد رفضي القاطع على عرضه الذي اختصر في تقاسم رئاسات فرق الجيش في دارفور مع إبقائي حاكماً وبصلاحيات أقوى وبتمويل أكبر. رفضت هذا رغم العرض (تمويل أكبر، فكيف أقبل بقريشات بورتسودان لو فرضاً كنا نبحث عن المال متجردين من الوطنية)؟.
وليتك لم تتحدث عن بيع وشراء الذمم لأن هناك الكثير الذي لم أذكره.
يتساءل حميدتي ويصطنع براءة الأطفال في عينيه موجهاً حديثه إلى المجتمع الدولي: (لماذا دمرتم بلادنا؟)، وهذا سؤال وجيه جداً يدور في ذهن كل الوطنيين من السودانيين، وإن كان هذا السؤال نما في ذهنك الآن، عليك أن تأخذ المبادرة فوراً لوقف الحرب والتدمير والموت والسرقات والنهب وإبعاد جميع الأجانب من أرضنا وإقرار كامل لإعادة ما نُهبت.
حول حديث السيد حميدتي الموجه لي (ما مفروض تدخل أهلنا في مشاكل، لأن أبوك وأبويا وأخويا وأخوكم وأمي وأمك… الخ..)، هذا الحديث مردود عليك والصحيح أنه لم يكن هناك داعٍ لإدخال كل البلاد في مشكلة، وأنا كنت معك يوم ١٣ أبريل ٢٠٢٣ قبل يومين من الحرب ناصحاً لك، ودائماً أتذكر كلمتك التي قلتها عندما طلبنا منك أنا ومن معي من الوسطاء أحياءً يرزقون، ناشدناك بعدم إشعال الحرب وقلنا لك إن الحرب ستقودنا إلى الانهيار الكامل، وأنت كان رأيك مختلفاً، وقلت من يحب الخرطوم كثيراً يمكن أن يستلمها رماداً مكرراً ذلك بقولك فوربرونقا اتحرقت الخرطوم شنو ما تتحرق؟ وهذا كان حديثك في منزلك والشهود أحياء. إذا كنت بهذه النية، فكيف تنسب دمار الفاشر إليّ؟.
حول حديثك عن أنني دخلت الحرب من أجل شوية (قريشات)، أقول لك لو كان غرضي دخول الحرب من أجل المال لكنت دخلتها يوم ١٤ فبراير، اليوم الذي عُرضت فيه علي مبالغ مالية طائلة وليست (قريشات) مقابل انضمامي للاتفاق الإطاري وأضع يدي على يدك واستلم ما أريد. هذا العرض لا منك ولا من بورتسودان بل من الكفيل مباشرة، وأنت سيد العارفين كيف تم رفض هذا العرض، ولا تنسى أنك تقدمت بنفسك باعتذار خجول نيابة عنهم.
إذًا، كيف لي أن أرفض استلام الخزائن المملوءة وأتيت بعدها لبورتسودان واستلمت (قريشات)؟؟؟؟؟ كان في مقدوري أن أستلم ما أطلب وبعدها أنضم للعمل معك وأعمل تحت أمرك وأبيع وطني. بأي منطق تتحدث يا هذا!!!!!!!؟ .
قلت إنني كنت أثناء فترة التمرد أمثل دور الضحية وأنا الظالم. تقصد أيام الثورة ضد الإنقاذ، أي فترة الإسلاميين التي أنت حاميها.
نحن كنا نقاتل الحكومة التي تدعي محاربتها الآن، وهي حكومة انتهت في ١١ أبريل ٢٠١٩، بنضالي الذي تسميه أنت بالتمرد، وهي حكومة أصبحت مجهولة الآن، وياما قدمنا شهداءنا وأنت كنت خط دفاعها الأول حتى نلت شرف حمايتها، وقال فيك رأسها (حمايتي).
وفي حديثك الموجه لي (كلمناك كثيراً لكن دخلت الحرب… الخ….. نعم كلمتني أن أكون معك، ولكن هل بالضرورة أن أوافقك؟
حول كلامه (أبويا وأبوك وأخويا وأخوكم وأمي وأمك وأنهم جميعاً يقيمون في مكان واحد…..) أقول لك يا حميدتي إنني اعتبر كل أمهات السودان أمهاتي في الجزيرة المكلومة وسنار والخرطوم وكل دارفور بما في ذلك الجنينة والفاشر المحاصرة، وأي شبر من أرض السودان فكلهن أمهاتي، وكل أب في السودان هو أبي، وأنا ابن لكل الشعب السوداني ولا أفرق بين جغرافيا السودان ولا تضاريسه. قمنا لدفاع هذا الشعب السوداني كله دونما استثناء بعيداً عن أي جهوية أو مناطقية أو عرق أو لون، كما أجبرتنا أن ندافع عن كل النساء ممن تعرضن لاغتصابات وافتراس وإذلال مليشياتكم، جميعهم أخواتي وأمهاتي، ومن قتلتموه من الرجال هم آبائي وإخوتي.
أخيراً، أرجو منك أن تهتدي بالسؤال الذي سألته المجتمع الدولي: لماذا دمرتم بلادنا؟ أنت الآن بدأت تفيق من غيبوبة، قم بمبادرة وطنية وأحرق كل الالتزامات الخارجية وأنقذ ما تبقى من السودان.