خبر و تحليل – عمار العركي :زيارة مجلس السلم وموسى فكي ومغادرة مالك عقار جنوب إفريقيا غاضباً: إلى متى يلدغ السودان إفريقياً ؟!
1. اللدغة التأمرية التي تلقاها السيد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار من “مؤسسة ثابو أمبيكي” بجنوب إفريقبا – وما أدراك ما ثابو أمبيكي الغني عن التعريف والتوظيف – الذي تراجع عن اتفاقه والتزامه للسيد مالك عقار ممثل حكومة السودان في المنتدى السنوي الذي تقيمه المؤسسة لمناقشة قضية السلم والأمن الأفريقي بعدم مشاركة “مليشيا الدعم السريع” في المنتدى ، وعلى ضوء ذلك توجه مالك عقار لجنوب إفريقيا وفي اليوم الثاني للمنتدى يُفاجأ بأن اللجنة المنظمة نظمت دخول ممثلين لمليشيا الدعم السريع لقاعة المنتدى إيذاناً لهم بالمشاركة ، مما أغضب مالك عقار الذي لم يتوجه إلى قاعة المنتدى ، إنما توجه إلى مطار جوهانسبيرج غاضباً مغادراً عائداً الى بورتسودان.
2. تزامن ذلك مع لدغة أخرى في الطريق ومتوقعة إثر زيارة مجلس السلم والأمن الإفريقي والذي لدغ السودان لدغات دامية ولا زال جُرحها مفتوحاً ونازفاً ، وبدأت معالمها تضح من خلال لقاء كل من المواطن البريطاني من اصول سودانية “مو ابراهيم” ، والمواطن الكندي من اصول سودانية “عبد الله حمدوك” برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الفرنسي والتشادى الأصل “موسى فكي”، الذي قدم لهم تنويراً ضافياً ، اطلعهم على كافة الترتيبات وتمام الجاهزية على آخر الترتيبات وكامل الإستعداد على ارسال القوات الافريقية وادخالها السودان .
ولدغة سابقة لـ “موسى فكي” من خلال الزيارة الثانية للجنته الإفريقية ” وضيعة المستوى” التي درج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الإماراتي التمويل والأثيوبي الإنحياز على تشكيل الآليات والوساطات وتعيين المبعوثين الخاصين بحسب إملاءات الإمارات ومن هم ورائها.
3. لدغ “موسى فكي” السُودان بقراره العاجل بتشكيل هذه اللجنة بعد أربعة وعشرين ساعة من اغلاق السودان لباب الإيقاد وسماها ( الآلية الإفريقية رفيعة المستوى لتسوية الصراع في السودان) إمعاناً في تدخل ودخول عملاء الإمارات الأفارقة بالنافذة بعد ركلهم بالباب.
4. جاءت اللجنة الوضيعة ” عديمة الإحساس” للسودان وتلقت درساً وتقريظاً من السيد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي كان واضحاً وحاسماً عند اللقاء، وقال للوفد بالحرف الواحد ( أحداث 25 أكتوبر ٢٠٢١م لم تكن انقلاباً بل إصلاحاً ، وأطلع “البرهان” الوفد على تطورات إنقلاب الدعم السريع وتمرده على الدولة والإنتهاكات التي إرتكبها في حق المواطنين المدنيين ، قبل ان يعرب البرهان عن ثقة السودان في الاتحاد الأفريقي “شريطة” أن يتعامل الاتحاد مع السودان كعضو كامل الحقوق، وختم حديثه للوفد بأن أساس الحل يكمن في إنسحاب القوات المتمردة من المدن والقرى التي إحتلتها وشردت أهلها) وهو ما ذهب اليه كل من وفد اللجنة على مستوى أقل من الفاعلين السودانيين بالداخل.
5. تزامن تواجد وفد اللجنة في بورتسودان في تلك الفترة مع خطاب للفريق أول “ياسر العطا” في سنار وتصريحاته القوية ضد التدخلات الخارجية التي خص بها السفير الإماراتي الذي لا يختشي ولا يستحي من بقائه في السودان وهو يعلم بأنه غير مرحب به ، طالباً من السفير الإماراتي بالخرطوم لملمة اطرافه وأغراضه ومغادرة السودان من تلقاء نفسه”.
6. وقبل أن تمر 24 ساعة على تصريحات الفريق اول “ياسر العطا” سجل سفير دولة الإمارات في تشاد “محمد علي الشامسي” زيارة سرية إلى مدينة الجنينة في أقصى غرب السودان بصحبة اثنين من ضباط جهاز المخابرات التشادي وبحراسة مشددة من قوات الدعم السريع المتمردة، وكان الغرض من الزيارة الاجتماع بقادة التمرد لبحث ترتيبات انسياب الأسلحة والذخائر والتعيينات وبقية المعينات الحربية وذلك بهدف إسقاط الفاشر وبابنوسة قبل عيد الفطر المبارك.
7. وإمعاناً من وضاعة مستوى اللجنة وإستصغارها من مكانة السودان ، وقبل حضورها الأخير لبورتسودان. إجتمعت بوزير خارجية أثيوبيا “تايي تسقى سيلاسي” في تأكيد على ما سبق وقلناه بأن ” مفوضية الإتحاد الإفريقي” اصبحت في عهد “موسى فكي” عبارة عن أداة بيد حليفه ورئيس وزراء دولة المقر “ابي احمد ” وتتبع لوزارة الخارجية الأثيوبية، حيث أطلعت اللجنة وضيعة المستوى الوزير الاثيوبي (سيلاسي) على نتائج جولتها الخارجية بشأن الوضع في السودان ،وتباحثت معه قبل أن تأخذ منه (الموجهات والوصايا) التي جاءت بها لبورتسودان.
8. الأدهى والأمر ، وإمعاناً في مواصلة المساس بالسيادة السودانية و (إهانتها) تزامن زيارة وفد الآلية مع قرار هيئة الإيقاد – التي انسحب منها وقاطعها السودان- بتعيين الدبلوماسي والقانوني الجنوب سوداني لورانس كوباندي مبعوثاً خاصاً للسودان ؟!! ، وحينها قال السكرتير التنفيذي للإيغاد الأثيوبي “ورقنه قبيهو” ، في بيان إن تعيين “كوباندي” مبعوثاً خاصاً للسودان يأتي بعد التشاور مع الرئيس الجيبوتي، رئيس الدورة الحالية للإيغاد ؟!!
9. يحدث هذا ، والسودان يستقبل وفد الآلية للمرة الثانية ، قبل أن يتم تنفيذ شرط رئيس مجلس السيادة والقوى السياسية السودانية إبان زيارتهم الأولى بضرورة “رفع تعليق عضوية السودان داخل الإتحاد الإفريقي” ومن ثم الخوض في أي نقاشات او مباحثات ؟!! ، وقتها لم تحرك وزارة خارجيتنا ساكناً لقرار الإيغاد بتعيين مبعوث خاص للسودان ؟!! وفوق كل هذا كان المبعوث الأمريكي الخاص وقتها يسعى إلى ضم عديمي الإستحياء “الامارات والاتحاد والايقاد” إلى وساطة جدة ؟!! ، ومجلس السلم والأمن الإفريقى الذي بلغ مرحلة من السقوط والنذالة أن يسمح بالمشاركة الرسمية لوزير الدولة الإماراتي ممثلاً لبلاده غير الإفريقية وغير العضو في الاتحاد الإفريقي في إجتماعات المجلس الخاصة بمناقشة الأوضاع داخل دولة إفريقية مُجمدة العضوية في الاتحاد الإفريقي بتوجيهات وتعليمات من الإمارات ؟!.
10. وبعد كل هذه اللدغات زاد الاتحاد الافريقي ومجلس السلم والأمن التابع له ، حيث قام المجلس بزيارة للسودان بعد 9 سنوات من آخر زيارة له وهو يتأبط شراً وتأمراٌ بإيعاز من مُشغليه ومُحركيه في إطار مؤامرة جديدة جارى التخطيط لها لإرسال قوات تدخل إفريقية للسودان .
11. توالت وتعددت اللدغات والمؤامرات من الاتحاد الإفريقي وآلياته وهيئة الإيغاد ، وعدد من الدول والحكومات والرؤساء الأفارقة ، والذي عبر عنه وتطرق له صراحة السيد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال كلمته لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقى فى زيارته الأخيرة لبورتسودان.
12. (خلاصة القول ومنتهاه) :
• إلى أي مدى سيتحمل جسد السُودان الُمنهك هذه اللدغات والطعنات والمؤمرات ؟! وإلى متى يواصل السُودان دخوله ذات الجُحر مرات ومرات ؟!.
• ( مَنْ يَهْنَّ يسهل الْهَوَانَ عَلَيْهِ)