زيارة حمدوك لكردفان .. طموح واستياء شعبي
في زيارة من زياراته النادرة للولايات وصل إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك يرافقه عدد من وزراء القطاع الاقتصادي وسفراء الدول الاوربية وتمتد الزيارة ليومين.
وتأتي الزيارة في إطار المشاركة في افتتاح فعاليات المنتدى الأول للصمغ العربي. بجانب التوجه الي محلية القوز لتشريف مؤتمر السلم والامن بالدييبات، في رحلة استمرت ليومين ختمت الخميس.
وكان من المفترض ان رئيس الوزراء ووفده المرافق وصلوا الي مدينة الابيض علي متن طائرة اممية مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تضج بتعليقات مختلفة عن اسباب وصول رئيس الوزراء الذي يمثل قيمة رمزية للبلاد علي متن طائرة اممية ، واشار البعض الي محاولة د. حمدوك للظهور بشكل يشير الي تقشف الدولة وتقليل منصرفاتها المالية ، والبعض يؤكد عن تأمين الوفد الرفيع من سفراء الامم الاوربية، ولكن تظل المؤشرات تميل الي تعويل رئيس الوزراء والقطاع الاقتصادي التنفيذي علي دور الاتحاد الاوربي والامم المتحدة لجذب مشاريع استثمارية لتلك المناطق التي تعاني من ضعف التنمية .
وقوبل حمدوك بردود افعال مختلفة تعبر عن عمق الازمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها سكان الولايات بعد استمرار الازمات الطاحنة وخاصة ما يتعلق بنقص المواد الاساسية من الوقود والغاز ، ولم يكن حمدوك يحلم باستقبال ودعم شعبي بمثل ما يجده في الخرطوم ، وهذا ما سطره مشهد النزاع علي ” الميديا” ما بين لجان المقاومة بولاية شمال كردفان الذين تبراؤا من مشاهد اللافتات الترحيبية بوصول حمدوك واشاروا الي جهات استغلت اسم لجان المقاومة وسرقة لسانها بالترحيب برئيس الوزراء .
ويقول المحلل السياسي محمد الحسن الامين، ان الولايات التي تعاني من شظف العيش وصعوبة الحصول علي ادني مقومات الحياة ، بالتاكيد لن تكون سعيدة بمثل هذه الزيارات وخاصة في حالة تكرارها دون الحصول علي نتائج ايجابية ، وقال ان زيارة حمدوك تهدف الي تعزيز بناء السلام بالولاية بجانب حرصه علي اصطحاب عدد من السفراء الاوربيين والمنظمات الدولية لتلبية الحاجيات الماسة بالمنطقة، واضاف بان الولايات بشكل عام تعاني مشكل مضاعف من سوء الخدمات وضعف التنمية مما ينعكس في عدم ترحيبهم بالحكومة المركزية في ظل احتياجهم المتواصل لسبل الحياة الاساسية .
وابتدر دكتور عبدالله حمدوك اول زياراته الولائية لمدينة الفاشر في العام 2019 ابان الحكومة الانتقالية وقال حمدوك في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن زيارته للفاشر هي الزيارة الأولى له من عدة زيارات سيقوم بها للعديد من ولايات السودان. وأضاف “نظراً لأنني من مواليد منطقة ريفية، فأنا أعلم تماماً أن جميع ربوع السودان مهمة وليس المركز فقط، وأدرك جيداً أهمية خدمة كل بقاع الوطن وإيصال صوت الذين لم يستمع النظام السابق إليهم على مر العقود”. وشدد على أن الأولوية في زياراته لمختلف ولايات السودان هي الاستماع لأولئك الذين عانوا من التهميش، واستشراف خطى واضحة من أجل تحقيق السلام والاستقرار. وقال حمدوك إنه يدرك تماماً أن إشراك أي جزء من الوطن في مسيرة التغيير هو أحد أهم دعائم تطبيق شعار الثورة المجيدة: “حرية سلام وعدالة”