تماسيح بحر أبيض .. السيطرة برا وبحرا بملاحم صمود أسطورية .. بقلم : علي يوسف تبيدي

أظهرت المعارك الصلبة التي خاضها فرسان وتماسيح النيل الابيض معادن الرجال في هذه البقعة الطاهرة التي حاولت المليشيا المتمردة تدنيسها بجرائمها ووساخة اياديها تجاه المواطنين السودانيين ، ان معركة تحرير جبل موية أحد أهم المناطق التي خلدتها انتصارات القوات المسلحة في الايام الماضية ، تعد هي المعركة الاهم في حرب الوسط التي خاضتها المليشيا لترويع المواطنين وقتلهم ، وسلبهم حقهم في الحياة ، ان الذين تصدوا لهذا التحرير انما جاءوا بجسارة نادرة يعرفون انهم سيفقدون حياتهم ووهبوها رخيصة في سبيل اعادة شريان الحياة لهذه المنطقة التي قطعت أوصالها مليشيا آل دقلو

لقد مثلت معركة جبل موية في مضمار تغيير خطة القوات المسلحة الي الهجوم والتحرير نقطة فاصلة حيث انها جاءت في وقت كادت فيه المليشيا المتمردة من تنصيب نفسها كوصي وحاكم لهذه البقاع الطاهرة ، وان الاستعداد لها تم بحرفية عالية من جانب الجيش الذي يتحرك في مربعات المعرك بكل مهنية ، ووفقا لتكتيك عالي ، وكما ظل دائما قادة الجيش يتحدثون بان التحرير وحسم المليشيا قد اقتربت وان الجيش قد أعد عدته لفك المنطقة من براثن عرب الشتات

لقد سطر قائد الفرقة (18) اللواء سامي الطيب ومعه فرق الجيش وتكويناته العسكرية المختلفة والقوات النظامية والمستنفرين ملحمة بطولية في معركة استمرت لزهاء العشرة ساعات اقتحم فيها تماسيح النيل الابيض وتعانقوا مع اخوتهم من ولاية سنار ايقونة التاريخ ، ومع التحرير للمعبر الرابط معظم مناطق سنار بمنطقة النيل الابيض والبوابة المهمة لولاية الجزيرة .. فان المليشيا اصابها ذعر وخوف من الصلابة التي قابل بها تماسيح النيل الابيض هذه الملحمة البطولية ، التي لا يمكن ان تتم الا عبر رجال اوقفوا انفسهم لرفعة هذه البلاد ، لقد التقدم في هذا المحور متزامنا مع التقدم الذي احرزته القوات المسلحة في محاور اخري جنبا الي جنب في فضاء خطة المفك والزدية التي رمز لها القائد المقدام الفريق اول عبد الفتاح البرهان “ما عندنا كلام”

ان الجنود البواسل ممن وقفوا وقوفا سيخلده التاريخ في ملحمة جبل موية ، وعناق النيلين “جيشين” كانوا علي استعداد لهذه المهمة من بواكير صباح الانتصارات ، وهم واشقائهم في المحاور الاخري يتدافعون بل يتنافسون في التحرير ، واي منافسة هذه واي جسارة واقدام ، لقد فتح نصر جبل موية طريقا واضحا نحو انتصارات مرتقبة للقوات المسلحة يلوح في مقدمتها تحرير صرة السودان ورمانة ميزانه “ولاية الجزيرة” التي باتت أرض الانتصار القادم ، ومكان الاطمئنان وانحسار مياه القتلة الآسنة التي تدفقت في مشروع الجزيرة فاصابته بالبوار في سنة من سنوات القحت لم تحدث طوال تاريخه الممتد لاكثر من عشرة عقود

اننا نهدي هذا النصر المؤزر لجنود الحرب الطويلة وشهداؤها الاكرم ممن أسماهم الوطني المخلص الشريف زين العابدين الهندي “انهم لقيا مواعيد القدر كلما ضرب لهم موعدا التقاهم أهبة الوقت زمانا ومكانها ، وتقاضوه سيوفا وإمتحانا”، كما نهديه للشعب السوداني ولقيادة القوات المسلحة ، التي ما تزلزلت ، وما وهنت وقد تعرضت لأهوال التعريض داخليا وخارجيا ، بل ضمت صفها .. ورفعت رايتها خفاقة معلنة انه اما نصر او شهادة .. وقد تحقق وعدها لشعبها فطوبي لتماسيح النيل الابيض الذين تمترسوا وغطوا مياه النيل وفضاءه بحرا وبرا ، لكي يصلوا لهدفهم باستعادة جبل موية لأحضان الامن والامان.

مقالات ذات صلة