لماذا يصاب البعض بالأعراض الجانبية “النادرة” للقاحات كورونا ؟
اللقاحات آمنة وفعّالة للغالبية العظمى من المتلقين.. لكن هناك حاجة لفهم أسباب الآثار الجانبية النادرة التي تصيب عددا قليلا جدا من المتلقين
مع التطورات المتلاحقة التي ارتبطت بلقاح أسترازينيكا، والجدل الذي أثاره حول تسببه في حدوث جلطات دموية لدى بعض المتلقين، تبرز أسئلة ملحة حول الأعراض الجانبية “النادرة” التي تحدثها لقاحات كورونا بصفة عامة لدى بعض متلقي اللقاحات المختلفة.
هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية جددت دفاعها عن اللقاح مشددة على أن مخاطره نادرة جداً، وقالت إنه يجب إدراج جلطات الدم كأحد الآثار الجانبية “النادرة جدًا” للقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، لكنها أكدت أن فوائد اللقاح ما زالت تفوق مخاطره.
وفيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19، تقول بروفيسور هيلدا باستيان، العالمة المستقلة المتخصصة في الطب المستند إلى الأدلة في فيكتوريا بأستراليا، إنه تم اختبار اللقاحات التي يتم طرحها حاليًا في تجارب سريرية على آلاف المشاركين قبل أن تسمح الحكومات باستخدامها على نطاق واسع.ويبقى التحدي الآن هو معرفة أي من الآثار الجانبية يرتبط بالفعل باللقاح.
ومن ثم فإن المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية شرع في تنظيم تجارب سريرية لفهم مخاطر الحساسية التي يمكن أن تنتج عن تلقي لقاحات كوفيد-19، التي تستند إلى تقنية mRNA، وهو اللقاح الذي تصنعه شركة فايزر في الولايات المتحدة، وبايونتك في ألمانيا، والذي يرتبط بمعدل خمس حالات من رد الفعل التحسسي الشديد لكل مليون جرعة، وكذلك اللقاح الذي تنتجه شركة موديرنا في كامبريدج بماساتشوستس، والذي يرتبط بمعدل ثلاث حالات لكل مليون جرعة، إلا أنه يبدو أن المصابين هم من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من تاريخ من الحساسية.
وتقول بروفيسور جونز إن ردود الفعل التحسسية “نادرة للغاية”، ولكن من المتوقع أن تسمح نتائج الدراسة بتحديد من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ونوع الخطر “حتى يتمكن الأطباء من تقديم نصائح أفضل”.