خالد حاج علي أدروب يكتب : فنجان جبنة على نسق التمرد

إنتعلت كل همومي وأفكاري ثم توجهت نحو سوق العامرية فالعامرية هي واحدة من أحياء كسلا الشرقية.. السوق هنا عامر والجو باردا فضلا على انه متقدا بالحيوية والنشاط _حركة من المارة والعابرين_ دهشة تكسو الملامح كلها جراء الطقس والبرودة وسحر الطبيعة مع غيوم تعانق قمة الجبل التي ترنو من بعيد، الجميع هنا مشغولا بحاجياته وتفاصيله بينما انا اسرح بخيالي بعيدا في تصورات الراهن والواقع حتى وصلت ثم دلفت الى مقهى فقلت في نفسي قبل أن انطلق الى وجهتي علني احتسي [قهوة] حبشية بنكهة [كسلاوية] اتمرد بها قليلا على طبيعتي وذاتي على قرار هذا الجو المنعش.

ثم جلست منتصيا جلست وانا مشتتا في الفكرة والذهن لتأتي صاحبة المكان التي كانت ذات ملامح حبشية سمراوية اللون ربيعة في القوام قسيمة في الشكل تضع على انفها زماما ابيضا تظهر عليها ملامح الجلد والصبر والعناء الذي حاولت ان تغطيه بمساحيق التجميل لكني بطبيعتي اقرأ ردهات دواخل هذه الشعوب كما انني عرفتها من خلال ملامحها بأنها من اقليم [التجراي المنكوب] بل من شعب التجراي العظيم فتحدثت معها مباشرة بلغة [التجرنجة] فردت مع ابتسامه ثم ختمت [ نسخا سبق تذارب] وقلت لها كذلك انت الأخرى [ تجيدين العربية السودانية] فمضت!

فسألني من كان يتابع حوارنا__انت بتتكلم حبشية بطلاقة! فقلت له ياعزيزي انا اتحدث [التجراي والتجرنجة] لغتي اثيوبيا وارتريا واتحدث لهجتي الشرق (التجري والبداويت) البجاوية فضلا عن الانجليزية، فيا عزيزي انا مدمن حضارات قديمة اهتم بالأثر واشرق مع الواقع واحيان اتمرد على طبيعتي.
هذه الشعوب ياعزيزي شعوب عظيمة خاصة شعب التجراي ..فهو شعب انجب الملك عيزانا وهو واحدا من ابرز اباطرة افريقيا وكذلك منيليك الأول والثاني ويوحنا الاول والثاني ويوهانس الاول والثاني فهؤلاء هم من وضعوا لبنة الحضارة الأولى في مناطق القرن سيطروا على الكرة الارضية قبل الميلاد حكمو سبأ فاحتلوها الفين عام قبل الميلاد انجبوا بلقيس صاحبة القوارير و زوجات الانبياء واستقبلوا الصحابة رضوان الله عليهم في عهد النجاشي فانا اسير لهذا التاريخ ولهذه الحضارة الباذخة كما انني عملت بالمنظمات تحديدا في مجال اللاجئين لعقد من الزمان فاكتسبت اللغات كما لايوجد هنالك خلاف عمييق بين لغتي [التجراي والتجرنجة] مع إختلاف دولهم الا في طريقة النطق والتنغيم.

اما انا عندما اتمرد على نفسي احتسي فنجان القهوة هنا على مذاق هذه الحضارة، ومع ذلك أعلم ان السياسة فعلت بشعب التجراي في اقليمهم كما فعل القحاطة بنا وبسوداننا وبثوابتنا وتاريخنا وحضاراتنا ليكونو ابواقا للمليشيا والكنيسيت العالمي وهيئات الادعاء والمجالس الأممية الوهمية كما فعلو بهذا الشعب العملاق ولافرق عندي بين قحاطة الحبشة وقحاطة السودان ومليشيات افريقيا ومليشيات الجنجويد وهاهو شعبنا الأخر يعيش لاجئا على مستوى دول الجوار جراء ممارسات سياسات وتحالفات مليشيا قحط المدنية ومليشيا ال دقلو العسكرية وللحديث بقية وألم …..

مقالات ذات صلة