د. عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : جديد مفاوضات جنيف في مشاورات جدة

* لقد أودرت في مقال سابق ( ما بين جدة و جنيف ما الجديد ؟؟) ما هي الأسباب التي تجعلنا غير متحمسين لمنبر تفاوضي جديد في جنيف برعاية أمريكا و كيف يمكن أن نتعامل مع الدعوة الأمريكية للتشاور في جدة حتى نبين جدية الحكومة السودانية في وقف الحرب لكن وفق شروط معينة تم الإتفاق عليها في جدة مع التحفظ على إشراك دول بعينها بأي صفة كانت مسهلين أو مراقبين .
* من خلال ما ورد في تصريحات رئيس الوفد الحكومي الوزير أبو نمو و توصيته التي قدمها القيادة البلاد من عدم المشاركة في جنيف أو تأجيلها و حسنا ما قامت به القيادة پالاخذ بتوصية الوفد كما ورد في بيان رئاسة مجلس السيادة الإنتقالي ذلك لتعنت الأمريكان و عدم تقديمهم لضمانات أو الإلتزام بمجرجات جولات التفاوض غير المباشر بين الوفد الحكومي و المليشيا المتمردة في جدة .
* يبدو أن أمريكا ذهبت أبعد من ذلك حسب ما رشح من تسريبات بالضغط على الوفد الحكومي للقبول بالمشاركة في مفاوضات جنيف دون إلتزامات بمخرجات جدة أو ضمانات بما سيتم الإتفاق عليه في جنيف و إستخدمت في ذلك التهديد المبطن في حال لم ترضخ الحكومة السودانية لأوامرها .
* إن أمريكا لم تتخلى عن عنجهيتها و صلفها في طريقة تعاملها مع السودان و هي تريد إستعجال الوصول لحل يرضيها هي غير عابئة برأي السودان حكومة و شعبا .
* تعاني أمريكا الآن فشلاً سياسياً على الداخلي لها فالرئيس بايدن رجل لم يعد مؤهلاً عقلياً في إدارة الدولة ناهيك عن إدارة الشؤن الخارجية حيث فشلت إدارته أيضاً في الحرب الروسية الأوكرانية رغم محاولتها دعم حليفتها أوكرانيا .
* كما تمثل الإنتخابات الأمريكية ضغطاً على الإدارة الأمريكية و خاصة بعد أن تنازل بايدن لمرشحة أخرى من الحزب الديمقراطي في مقابل زيادة شعبية ترامب حسب إستطلاعات الرأي العام الأمريكي ، مما جعل الإدارة الأمريكية الحالية تبحث عن نصر يعزز موقف حزبها الديمقراطي في الإنتخابات .
* كما يبدو للمتابع أن أمريكا جاءت للمشاورات في جدة تبحث عن شواغلها هي متذرعة بمصطلحات لم تكن في يوم من الأيام من مبادئها منذ تاريخها القريب الذي لم يتجاوز المئتي عام ، كما أنها لم تراعي و لو على سبيل المجاملة أو الترغيب شواغل السودانين التي كان يحملها وفد التشاور لجدة .
* إن التقارب السوداني الروسي و السوداني الإيراني جعل أمريكا تهرول تجاه السودان كي لا تفقد دولة بحجم السودان و موقف السودان الجيوستراتيجي ، و لكن سعيها المتعجل جعلها تنسى أو تتناسى المتغيرات الدولية في إعادة تشكيل خارطة العلاقات بين الشرق و أفريقيا ، و أيضاً المتغيرات التي حدثت في السودان التي جعلت من المواطن يضغط على القيادة بأن لا تفاوض رغم ما يعانيه من قتل و تشريد و نهب .
* على الرغم من أن أمريكا دولة مؤسسات لديها أقوى جهاز استخبارات على مستوى العالم و بها كثير من مراكز البحوث و مراكز قياسات التي تمد متخذ القرار في أمريكا إلا أنها تلجأ دائماً للفتونة و البلطجة و العالي في تعاملها مع الدول و لاسيما الدول التي تخالفها أو في سبيل زيادة التركيع للدول الحليفة لها .
* إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء فنحن لا نعادي أحد و لكن نراعي مصالحنا في علاقاتنا الخارجية ، فليس من الحكمة أن ندير ظهورنا لمن تربطنا مصالح مشتركة و علاقات طيبة و تعاون مثمر لحساب دولة تأخد منك و لا تعطيك و تجني منها الأذى و الخسران .

مقالات ذات صلة