قبل مباحثات جنيف .. دقلو يعلن إنشاء وحدة خاصة لحماية المدنيين..

صدر خطاب قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، قبل يومين من بدء المفاوضات المنتظرة في العاصمة السويسرية جنيف، حيث من المتوقع أن تتناول المباحثات العلاقة بين الجيش والدعم السريع.

دعا قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية للكشف عن المسؤول عن إشعال حرب الخامس عشر ومحاسبته.

في يوم الاثنين، قام قائد الدعم السريع بإلقاء خطاب مصور للشعب السوداني والعالم يتناول فيه تطورات الأوضاع في البلاد والمفاوضات في جنيف.

أكد “حميدتي” في خطابه أنه لا توجد أي حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 والحرب التي وقعت في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.

الذي تسبب في انهيار دستوري شامل في الدولة، وفقًا لكلامه.

وأشار إلى أن ما يطلق عليه “العصابة” في بورتسودان لا تمثل سوى نفسها ومصالحها التي تتمثل في استغلال ثروات الشعب.

وقال: “ظلينا في قوات الدعم السريع نقدم خيار السلام بدلاً من الاستمرار في الحرب”. وأضاف: “لذلك، توافقنا على جميع المبادرات منذ المبادرة السعودية الأمريكية بعد أسابيع قليلة من بدء القتال، ووقعنا إعلان جدة في 11 مايو 2024”.

وأضاف: كنا قريبين من التوقيع على اتفاق لوقف الأعمال العدائية، لكن وفد القوات المسلحة انسحب من منصة جدة وقرّر تصعيد القتال بدلاً من السعي نحو السلام.

وفقا لقوله.

وأضاف: كذلك في جولة جدة الثانية، كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات، لكن للمرة الثانية، تدخلت عناصر من الحركة الإسلامية لإعاقة الاتفاق، لأنه لن يعيدهم إلى السلطة.

وأوضح “حميدتي” خلال خطابه اليوم أنه استجاب لدعوات الأشقاء في منظمة الإيقاد لعقد اجتماع بين قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء الإيقاد التي عُقدت في منتصف يناير الماضي، مشيرًا إلى أن الطرف الآخر (الجيش) غاب عن حضور الاجتماع في اللحظة الأخيرة دون تقديم أي مبررات.

كما أوضح أن قوات الدعم السريع استجابت لمبادرة تم طرحها في كل من البحرين ومصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة خلال المباحثات التي جرت في المنامة.

أشار إلى أن هذه المبادرة أدت إلى توقيع وثيقة تتضمن الأسس والمبادئ للحل الشامل بين قائد ثاني قوات الدعم السريع ونائب القائد العام للجيش.

وقال قائد الدعم السريع: لقد تفاجأنا بعد ذلك بانسحاب وفد الجيش بسبب مبررات “تبدو مضحكة”.

أشار إلى أن الدعم السريع وافق على العودة إلى منبر جدة دون تردد، بعد أن قامت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بتجديد الدعوة للعودة إلى المنبر خلال الأشهر الماضية.

في حين استمر الجيش في التمنع من الجلوس للتفاوض بشأن قيادة الحركة الإسلامية التي يتبعها، وفقًا لما وصفه.

وأوضح بعد ذلك أن الأمم المتحدة قد دعت إلى مباحثات جنيف بشأن توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

وأضاف: توجهنا إلى جنيف بجدية، وقدمنا تعهدات واضحة، بينما تملص الطرف الآخر، في إشارة إلى الجيش، كما هو معتاد، ورفض تقديم أي التزامات أو تعهدات.

صرح قائد الدعم السريع بأن الحركة الإسلامية وأفرادها الذين يسيطرون على الجيش لن يوافقوا على خيار وقف القتال، رغم أنهم لن يغلقوا باب السلام.

وجدد “حميدتي” دعم قوات الدعم السريع الدعوة الأمريكية لعقد مباحثات في جنيف يوم الأربعاء المقبل لوقف الأعمال العدائية.

ودعا الجانب الآخر، في إشارة إلى الجيش والأطراف الداعمة له، للاستجابة لنداء السلام من أجل تخفيف معاناة الشعب.

وأضاف: نقدم هذا النداء بشجاعة كبيرة، رغم تحقيقنا للانتصار في ساحة المعركة.

وأضاف مخاطباً الشعب السوداني: “أشعر بالمعاناة التي يواجهونها”، مشيراً إلى أنه يعمل بكل جهد لإنهائها وتخفيفها قدر الإمكان.

وأضاف: من أبرز القضايا التي تسببت في قلقي المستمر هي مشكلة غياب الأمن في مختلف مناطق البلاد وتعرض المواطنين لانتهاكات متعددة.

وأضاف “نحن في قوات الدعم السريع نواصل القتال دفاعًا عن أنفسنا، بينما نحارب في الجهة الأخرى ضد الخارجين عن القانون الذين أرعبوا الناس.”

وأضاف: “لقد انتصرنا في معاركنا ضد الفلول، لكن المتفلتين والمجرمين قد سببوا لنا الإرهاق في المعارك التي لا زلنا نخوضها بعزيمة وجدية.”

وأشار إلى أن البلاد تعاني من حالة انهيار بسبب هذه الحرب التي أدت إلى حدوث فراغ أمني وفوضى.

وأفاد قائد الدعم السريع بتشكيل وحدة خاصة لحماية المدنيين، حيث ستشرع في العمل على الفور ثم تتوسع بشكل تدريجي.

وأشار إلى أن واجب هذه القوة الخاصة هو ضمان الأمن التام للأفراد وتمكينهم من العودة إلى منازلهم والبقاء فيها بكل عز وكرامة.

بالإضافة إلى معالجة أي تجاوزات من أي طرف كان، فإن ذلك يساهم في ضمان استقرار الحياة الطبيعية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

أشار إلى أن أهم مهام هذه القوة هي حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم، بالإضافة إلى حماية المواقع المدنية، وتسهيل وحماية العمليات الإنسانية، فضلاً عن تأمين موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني.

كما أوضح أن الوحدة الخاصة المعنية بحماية المدنيين ستتولى مسؤولية التنسيق مع الجهات المدنية في تطبيق القانون وتعزيز حماية المدنيين، بالإضافة إلى تسهيل العودة الطوعية للنازحين والمتضررين من الحرب إلى مناطقهم. وسيتم أيضاً التنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والمساعدات الإنسانية (SARHO) بشأن تقديم المساعدات الإنسانية.

صرح قائد الدعم السريع بأنه يجدد التزامه بالحكم المدني والتحول الديمقراطي، ويطالب بخروج العسكريين نهائيًا من السلطة وابتعادهم عن السياسة والأنشطة الاقتصادية، من أجل بناء سودان جديد تسود فيه الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين، وينتهي فيه نفوذ النظام القديم على مؤسسات الدولة.

ستكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على المشاركة فيها، أول محاولة كبرى للتوسط بين الطرفين المتنازعين في السودان، بعد مفاوضات جدة التي جرت منذ عدة أشهر.

أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية دعوة لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع في 14 أغسطس الجاري في جنيف، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية للمراقبة والرصد للتحقق في حال توقيع الاتفاق.

منذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا أسفرت، وفقًا للأمم المتحدة، عن سقوط حوالي 13,100 قتيل. كما بلغ عدد النازحين داخل السودان حوالي 7.9 مليون شخص، في حين هاجر نحو 2.1 مليون شخص إلى الدول المجاورة.

مقالات ذات صلة