مصادر : معلومات جديدة حول مباحثات سويسرا وموقف السودان من المشاركة.. ونشر تفاصيل مكالمة البرهان وبلينكن

قالت مصادر دبلوماسية أمريكية رفيعة لـ(السُّوداني)، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقد مطلع هذا الأسبوع اجتماعاً بغرفة العمليات، ضم نائبته كمالا هاريس ووزير الخارجية انتوني بلينكن، وعددا من أعضاء حكومته، وتمت مناقشة ملف أزمة الحرب في السودان، ضمن الملفات الساخنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتقرر أن تفعل الخارجية الأمريكية جميع الحلول الدبلوماسية والضغط لإنهاء الصراع في السودان.

وكشفت ذات المصادر أن المكتب البيضاوي في واشنطن أصبح يولي الأزمة السودانية اهتماماً مُقدراً، ويدير الملف بصورة مباشرة وزير الخارجية الأمريكي، ويُطلع نائبة الرئيس كمالا هاريس بآخر التحديثات فيه أولاً بأول.

في وقت، نجح المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، من تحجيم أدوار؛ موليي فيي – المسؤولة بالخارجية الأمريكية – في ملف السودان، عقب فشلها في إحداث اي اختراق ابتداءً من الاتفاق الإطاري ومباحثات جدة. وتم ضم مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إلى قائمة فريق العمل مؤخراً عقب حراكها الواسع داخل أروقة مجلس الأمن والأمم المتحدة وضغطها المستمر للمجتمع الدولي بضرورة الالتفات لحرب السودان (المنسية) وانتقاداتها لمجلس الأمن حيال صمته الخجول لما يدور في السودان – حسب وصفها.

وقالت ليندا توماس في مقابلة صحفية: “أود أن أقول إنها أفريقيا، والناس لا يعيرون أفريقيا اهتمامًا كبيرًا كما يولون أجزاء أخرى من العالم. ولهذا السبب تعهدت بمواصلة إثارة هذه القضية، ومعالجة هذه القضية، ووضعها في مقدمة الموقد حتى لا يتم تجاهلها، ولا يتم نسيانها. الحل يجب أن يكون بالسُبل الدبلوماسية، وإيجاد طريق لإنهاء الصراع. وهذا هو الحل الذي يجب علينا جميعا أن نعمل عليه”.

وأوضحت المصادر ان واشنطن تسعى لحمل الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع على ضرورة العودة للمباحثات في أقرب وقت بعقل وقلب مفتوحين للسلام، مع الالتزام بتنفيذ تعهدات منبر جدة، التي سيُبنى عليها في محادثات سويسرا القادمة.

وأضافت المصادر: “وزير الخارجية بلينكن وضع جدول أعمال على طاولة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يشتمل على ثلاثة بنود، وهي الوقف الشامل لإطلاق النار وجميع العنف، وفتح ممرات آمنة تسهل وصول المساعدات الإنسانية بمختلف المعابر إلى جميع الولايات السودانية، بالإضافة لتحديد آليات مراقبة دقيقة لإنفاذ البندين الأولين”.

وكشفت المصادر ان واشنطن تلقت موافقة من بلدان صديقة للسودان في الشرق الأوسط، أبدت استعدادها للمساهمة في إرسال وفود مراقبة إنفاذ الاتفاق.

الجدير بالذكر، أنه في ظل التنافس الانتخابي الذي تشهده أمريكا، المقرر عقدها في 5 نوفمبر المقبل، تسعى ‎إدارة بايدن لإيجاد حل للصراع السوداني، وتحقيق نجاح في ملف خارجي، يحسب لها وورقة رابحة للمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، عقب فشل الإدارة الأمريكية في الملف الخارجي، خصوصاً في حرب غزة، التي صاحبتها انتهاكات كبيرة في جرائم الحرب والاغتيالات التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو، تجاه الشعب الفلسطيني. وعدم النجاح في إطلاق سراح الرهائن. ويأمل الديمقراطيون أن تكون كامالا أكثر قدرة على الترويج لسياسات برنامجها الانتخابي الخارجية.

على صعيد متصل، قالت الخارجية الأمريكية، إنّ وزيرها أنتوني بلينكن، هاتف مطلع الأسبوع الجاري رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان – في إشارة لاعتراف واشنطن الضمني بصفته رئيساً لمجلس السيادة.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو قال لـ(السُّوداني) نهاية الأسبوع الماضي، إن واشنطن وجهت الدعوات لمحادثات سويسرا إلى القائد العام للجيش، الفريق أول البرهان، لانه يجب التعامل معهم كأطراف متحاربة، أما الخطاب السياسي والعديد من القضايا المُحيطة تحدث في أماكن مختلفة، وليس الأمر تقليلاً من صفة رئيس مجلس السيادة.

وأكد الوزير بلينكن على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في محادثات وقف إطلاق النار بسويسرا. وشدّد على أن الدمار الذي حدث منذ أبريل 2023 يظهر أن عقد محادثات وطنية لوقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع ومنع انتشار المجاعة واستعادة العملية السياسية المدنية.

من جهته، قال البرهان في تغريدة له على حسابه الرسمي على منصة إكس: “تلقّيت اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحدّثت معه عن ضرورة مُعالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات.. وأبلغته بأن المليشيا المُتمَرِّدة تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم”.

أحد أعضاء مجلس السيادة الانتقالي قال لـ(السُّوداني)، ان الفريق أول البرهان، أوضح لوزير الخارجية الأمريكي، أن منهج وفد تفاوض مليشيا الدعم السريع في المباحثات يعتمد على المراوغة والممطالة، والمحصلة النهائية نقض العهود، والدليل عدم التزامهم بتنفيذ بنود اتفاق جدة، لذلك يجب تغيير المنهجية.

كما شدد البرهان على ان مليشيا الدعم السريع تمردت على الدولة وأرادت السيطرة على الحكم، وعندما لم تنجح في ذلك شنت حربها على الشعب السوداني بدعم إقليمي موّلته الإمارات العربية المتحدة. وتساءل البرهان: “على أي شيء يتم إشراكها في مفاوضات سويسرا؟”.

وأضاف عضو مجلس السيادة: “بلينكن أكد أنهم يسعون لإيجاد حل شامل وسريع للازمة السودانية، في ظل موت ومعاناة الشعب السوداني في أكبر حركة نزوح في العالم، لذلك تعمل على اجلاس كل الاطراف على طاولة واحدة، وحتى الإمارات تم ضمها كمراقب فقط”. وأكد بلينكن أنهم لن يسمحوا بأي مراوغات في مباحثات سويسرا التي تتجه أنظار العالم لها، وكل من يعرقلها ستتخذ واشنطن إجراءات حاسمة تجاهه.

وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي في حديثه لـ(السُّوداني)، ان اغلب الأعضاء في الحكومة يدعمون قرار الاتجاه إلى مباحثات سويسرا، لأن في الأساس الدولة السودانية لم تسع إلى الحرب، إنما فُرضت عليها وعلى الشعب السوداني، وهم الآن في حالة الدفاع المشروعة التي تقرها جميع الأعراف والقوانين الدولية والديانات. ورجح عضو مجلس السيادة أن توافق الحكومة على المشاركة في مباحثات سويسرا.

مقالات ذات صلة