د. عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : نبني مجدك يا بلادي
* و أنا إذ أستمع الأغاني الوطنية من أجل اشحذ همتي و أرفع معنوياتي إستوقفني تلك الأغنية و خاصة مقطع منها ألا و هو نبني مجدك يا بلادي فبالله عليكم كيف نبني مجد بلادنا إلا أن نمهره بالدماء و نسكب فيه العرق و مشمرين عن ايدينا فيد تحمل السلاح لتحمي أرضه و شعبه و الاخرى تحمل المعول كي تبني و تزرع .
* و أنا في تلك الخاطرة رجعت للعهد القريب فتراءى لي مشهد هؤلاء الذين تسلطوا على بلادنا منذ العام 2019م يقسمون فيها بلادنا بوثيقتهم المشؤمة التي سميت زوراً و بهتاناً الوثيقة الدستورية ليجعلوا من السودان بلداً مقطع الأوصال مشرزم و مشرد أهله في سبيل تحقيق ما يرنو اليه أعدائنا مقابل ماذا ؟؟ دراهم معدودة و كانوا فيه من الزاهدين .
* لكن سرعان ما مسحت تلك الخاطرة التي أصابت عقلي الإكتئاب أنظر شباباً نهضوا و إستنهضوا و شمروا عن سواعدهم و بذلوا دمائهم رخيصةً من أجل الوطن فهل يستوون مع من باع رخيصاً و قبض الثمن ؟؟ و مازال يأمل أن يقبض و هو يعرض السودان و أهله للبيع دونما شرط لمن يدفع أكثر و إنما المهم أن يقبضوا الثمن .
* تتكررت المشاهد و أنا أرى شباب السودان الذي يصاب في المعركة ثم يعود مرة أخرى بعد أن يبرأ جرحه دونما منٍ أو أذى يتوسدون الأرض و يلتحفون السماء في أجواء مختلفه برداً و حراً و أمطار ، لله درهم هؤلاء الرجال فلا نستطيع ان نجازيهم فجزاهم عند الله أعلى و أغلى فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .
* فبمثل هؤلاء يبنى الوطن و يبنى مجد الوطن و يسطرون تاريخ السودان بأنهم تصدوا لأكبر مؤامرة مرت على السودان في تاريخه بأيدي ثلة من خونة أبنائه و بأيدي أبنائه الخلص أيضاً سيبنى مجدك يا بلادي .
* أما نحن القاعدون فلا سيبيل لنا إلا أن ندعوا الله إن يبارك في مسعاهم و نشد من أذرهم و نتفقد اسرهم و أبناءهم و تفضي حوائجهم مع علمي التام أن الله يرعاهم و لكن لنكن نحن الأسباب التي يسخرها الله لهم .
* فمن كان له حديث غير ذلك فليصمت أو يهلك مع من هلك من المليشيا فلا حاجة للسودان لمثل من خان و خذل و ثبط .