من السبت إلى السبت .. كمال حامد .. سودانيون في الكرة السعودية
** كان هذا عنوان كتابي الاخير الذي ظللت ابشر به و اقضي السنوات في جمع مواده و صوره النادرة و وثائقة الثمينة، و كنت على وشك الدفع به المطبعة عقب عطلة عيد الفطر قبل الماضي، و لكن جات ااحرب و ضاع كل شئ بفعل المرتزقة الجنجويد و بعثروا البيت بما فيه،
** قلت لمن أبلغني بالبعثرة ان يكلف من يبحث في النفايات لعله يحصل على شئ من صفحات او صور الكتاب و لكن نبهوني بما نسيته، بأنني من شدة حرصي على مسوده الكتاب فقد حفظته في الخزانة الخالية من المال، و كانت أول ما تم أخذه من البيت و ضاعت جهود اربع سنوات و (حوامة) في معظم مدن المملكة و لقاءات مع عدد ممن شهدوا بدايات الكرة السعودية و يشهدون للسودانيين بدور مقدر رائد،
** احاول اليوم و قبل أن تضيع كل الذاكرة التي ضاع نصفها ان اسجل للتاريخ بعضا مما كان في الكتاب المختفي،و رحم الله الصور و الوثائق،
** اسجل بكل تقدير لعدد من الزملاء الموثقين السعوديين الذين نشروا بعض الكتب عن تاريخ الرياضة السعودية و خصصوا جوانب مما نشروا عن دورنا، و من هؤلاء الأساتذة المحترمين زاهد قدسي، عبد اللاه ساعاتي، محمد القدادي و عبد الله جار الله المالكي،
** كنت احتفظ بفخر مما أعلنه الاب المؤسس للرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل رحمه الله ، و الرجل المجدد الذي انتشل حركتي الشباب و الرياضة إلى الآفاق الاوسع أمير الشباب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله.
** من الشخصيات السعودية التي التقيت بها و نقلت عنها بالتسجيل الصوتي و على الورق السادة رحمهم الله، الشيخ عبد الرحمن بن سعيد شيخ الرياضيين، و سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود، و عبد الله فرج الصقر، و عبد اللطيف لناجة، و الشيخ يوسف الطويل و الدكتور عبد الفتاح ناظر و الكابتن الحكم الدولي الاستاذ عبد الله كعكي الذي أهداني صورة نادرة لأول منتخب مثل المملكة في أول بطولة عربية في بيروت في ١٩٦٠م،
** لابد هنا من وقفة مع أول منتخب سعودي جهزه الأمير الراحل عبد الله الفيصل على عجل من ناديه الاهلي و نادي الاتحاد و نادي الوحدة بمكة المكرمة و هم نواة الكرة السعودية.
** كان كابتن المنتخب النجم الكبير عبد الله ابوهيوت، كما ظهر في المقدمة و خلفه الحارس مخمد محمود بلية، ثم اللاعبين كشيب، زرقان، سيد مصطفى، عبد الحفيظ ميرغني، جربان، بشرى ابراهيم، و الله جابو، رحمهم الله،و اللاعبين السعوديين الوحيدين عبد الله كعكي و عبد الرحمن الجعيد رحمهم الله جميعا
** الذاكرة اشتغلت و و بدأت تصب على المعلومات صبا، مما قد يجعلني افكر في حلقات أخرى، و لكن لابد من ذكر أبرز الأسماء و المدربين السودانيين في الفترة التي عشتها جزءا من الاعلام الرياضي السعودي في صحف عكاظ و الشرق الأوسط و الرياضية منذ العام ١٩٧٥م و حتى نهاية عقد التسعينات، من الناحية العملية و لكني لا ازال و افتخر بانتمائي للرياضيين في هذا البلد الطيب،
** ان لم يكن للسودانيين وجود حاليا في التدريب او اللعب للأندية السعودية، فقد كان لنا مدربون اوائل في الدوري الممتاز و دوري الأولى منهم في نادي احد الكباتن منصور رمضان و سيد سليم و عبد العال ساتي رحمهم الله، بل ان المرحوم منصور رمضان سقط في الملعب و هو يقوم بتدريبات خاصة لنحمي النادي حبيب الماجري و ابوصرصار من أبرز نجوم منتخب تونس في كأس العالم الارجنتين ١٩٧٨م،
** درب الجبلين المرحوم محي الدين ديم الصغير، و درب الطائي المرحوم محمود ود الزبير، و درب التعاون المرحوم يوسف مرحوم، و درب الاتفاق المرحوم النور الطيب، و درب الراذد المرحوم حامد صالح، و درب الربيع الكابتن على سيداحمد، و درب ضمك شوقي عبد العزيز و المرحوم جقدول و درب النخيل بيشة الكابتن كمال حسب الله،
** ساواصل في كشف المدربين و لكن طالما الذاكرة حاضرة فلنستعرض أبرز نجوم الدوري الممتاز و دوري الأولى في السبعينات، على راسهم في نادي النصر الكابتن الكبير على قاقارين و الكابتن مصطفى النقر، و في الاهلي الكابتن عماد خوجلي،و في الوحدة متوكل عبد السلام و في القادسية بكري السيد منزول الصغير، و في الاتفاق جعفر عبد الرازق و ختم كسلا، اللذين انتقلا للخليج، في التعاون فيصل كوري و النيل حسن، و في الجبلين محمد قسم السيد حمام نجم المريخ، و في هجر شمس الدين،
** تعاقد اتحاد جدة مع النجم الكبير عبد المنعم الصياد و نجم كسلا و المريخ كرم حمودة، و تأخرت أوراقهما و غادر الصياد للأهلي المصري و بقى كرم سكرتيرا تنفيذيا لنادي الاتحاد لسنوات،
** عدد من السودانيين عملوا كمدربي حراس و مساعدين لمدربين اجانب منهم و على راسهم الكابتن الكبير المرحوم سبت دودو في الاهلي و المرحوم هشام السليني في الاتفاق و الشباب و الاتحاد،
** مؤكد هنالك المزيد من الاسماء و لكن بمساعدتكم و تنشيط الذاكرة السبعينية فقد نقدم المزيد في الحلقات التالية،
**تقاسيم **تقاسيم** تقاسيم
** تتميز بعض دول شرق آسيا بإعداد الملابس و البدل في نفس اليوم، و حدث عام ١٩٨٤م و كنت مرافقا للمنتخب السعودي في نهائي كأس اسيا بسنغافورة التي فاز بها كأول بطولة خارجية للمملكة، وجدت ترزيا داعبته ان بستطيع خياطة جلابية سودانية، قال جيب واحدة، احضرت له و معها طاقة قماش جهز لي بعد ساعات خمسة جلاليب جميلة، في الفندق حكيت هذا، و جاءني نجم النصر الكبير فهد الهريفي طالبا عمل خمسة جلاليب لمدربه الذي (علمه الكورة) الكابتن كمال حسب الله في نادي بيشة، فاسرعت و اعددت له في اليوم التالي، و فاجأني نجم الهلال الكبير المدافع حسين البيشي بنفس الطلب لنفس المدرب،
** في العام ١٩٧٦م وجه الاتحاد السعودي الدعوة لمنتخبنا للتباري معه استعدادا لإحدى دورات الخليج، تسلمت اعتذارات من الاتحاد عبر السفارة في جدة و حملتها للرياض، استدعاني أمير الشباب المرحوم فيصل بن فهد طالبا اسمي رئيس اللجنة الأولمبية السودانية و رئيس اتحاد الكرة لدعوتهما للمملكة لأمر عاجل،
** وصل المملكة بعد أيام قليلة سكرتير اللجنة الأولمبية المرحوم اللواء صديق حمد، و المرحوم الاستاذ عامر جمال الدين رئيس الاتحاد، و اجتمعا بالأمير فيصل، الذي خرج من الاجتماع و خاطب الصحفيين، بعبارة لن انساها (لن يهدا لنا بال ان لم نعمل على اقالة عثرة المرة السودانية ) و كان البروتوكول الأول للتعاون و اعقبته بروتوكولات، اضعناها بسبب الجدل و آثار الانتخابات و تعيين وزراء يمثلون الحركات المسلحة، و كنت اكتب عن البروتوكولات كمن يؤذن في مالطة.
** فاكهة المرة السعودية المرحوم الأمير عبد الرحمن بن سعود كان لا يخفي اعحابه بالسودانيين و الكرة السودانية و أعلن غير مرة ان باني كرة النصر الحديثة هو المدرب السوداني المرحوم محمد عبد المجيد ترنة و كنت اذكر هذا للاصدقاء السعوديين الذين يذكرون ان خطة المدربين السودانيين هي (ان فاتتك الكورة ما يفوتك الزول) ،
** و هنا لابد من وقفة مع أكبر حالة كروية سودانية سعودية تتمثل في الكابتن الكبير المدرب عمنا احمد عبد الله و ابنه أسطورة الكرة الكابتن ماجد عبد الله، فقد اتي عمنا احمد محترفا في الاهلي من حي العرب سوكرتاه مهاحما بارزا يحمل الرقم ٩،ثم انتقل للنصر مدربا مهديا القميص رقم ٩ للأسطورة جلاد الحراس الرمح الملتهب ماجد،
** في إحدى أمسيات إحدى البطولات كان الجدل نين الإعلاميين المصريين و السعوديين عمن هو الأفضل ماجد عبد الله ام محمود الخطيب، و ارتفعت الأصوات حتى حسمها ضاحكا احد الزملاء المصريين (مفيش مشكلة كلهم بتوعنا الخطيب من شمال الوادي و ماجد من جنوب الوادي).
** على ذكر الكرة السودانية اسعدنا فوز منتخبنا على موريتانيا و تصدره مجموعته، قد تكون فرصة للتاهل لكأس العالم ٢٠٢٦م في أمريكا، و الحكاية عاوزة شغل شديد خاصة ان معظم لاعبينا تجاوزوا الثلاثين و منهم بعد سنتين سيصل الأربعين،
** فضائيات اخوانا العرب افرزت التعليقات لمنتخبات مصر و الجزائر و المغرب، و حتى السنغال ذكروا انه سيلعب مباراته القادمة امام السودان، في صياغة تافهة لان الأفضل أن تذكر السودان متصدر مجموعته سيلاقي السنغال ثاني المجموعة، و بالمناسبة مباراة السودان و موريتانيا تم نقلها بدون استوديو و بمعلق هاوي،
** وصلتني دعوة من نادي القادسية السعودي للمشاركة في احتفال بمناسبة عودته للممتاز، التهنئة على البعد لرمز النادي السيد احمد الزامل شفاه الله و للأخوة جاسم ياقوت و جمال العلي و عبد الله جاسم، و لأهل مدينة الخبر الجميلة.
** اشدنا الاسبوع الماضي بمذيعة قناة الحدث تهاني النجعي، و اليوم أجد زميلتها سارة تستحق الاشادة لحوارها المحايد في المسألة السودانية المخالف لسياسة القناة المنحازة.
** يكاد صبرنا ينفد من حكومة البرهان و كباشي و العطا التي تتجاهل رغبة الناس بتكوين حكومة طوارئ من كفاءات، و ليتفرغوا للشان العسكري و يتركوا أمر الزيارات و استقبال الوفود.
** حمدت الله عدم صحة الاشاعة الخاصة بحفظ بلاغ الرشوة لمنح التأشيرة المصرية، و لكن علمت ان الإجراءات بطيئة خاصة ما يتعلق بوزارة الخارجية من أجل رفع الحصانة عن الدبلوماسيين السودانيين و المصريين المتهمين في البلاغ ٨٢٠-٢٠٢٤،لدى نيابة وادي حلفا،
** رحم الله صديقنا الفنان المغترب بجدة حمد البابلي و اسكنه الله الجنة و العزاء لاسرته في امدرمان و النيل الأبيض، و كذلك حملت الأنباء استشهاد الزميلين الصحفيين معاوية عبد الرازق، و مكاوي محمد احمد َمغدورين من ماليشيا الجنجويد، انا لله و انا اليه راجعون،
** قد نلتقي السبت القادم ان مد الله في الاجيال.