مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني : الطريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. رحلة جبلية رحلة صعبة

فوز مهم حققه منتخبنا على شقيقه جنوب السودان يوم الثلاثاء 11يونيو ضمن تصفيات المجموعات المؤهلة لكأس العالم وهي مجموعات تعمل بنظام تأهل الأول مباشرة ، ومعروف أن من يحصل على أكبر عدد من النقاط من واقع عشرة مباريات بالمجموعة التي تضم مع السودان كل من السنغال وموريتانيا والكونغو الديمقراطية وتوجو وجنوب السودان ، فمن يستطيع أن يحصد النقاط الأعلى هو الذي سيتأهل مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ورغم وعورة الطريق وصعوبة الرحلة وقد شبهتها بعنوان كتاب الأدبية الفلسطينية فدوى طوقان والذي تناولت خلاله سيرتها الذاتية المليئة بالأشواك (رحلة جبلية رحلة صعبة جدا) ، ومنتخبنا الان يسير في الاتجاه الصحيح للطريق المؤدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تبقى فرق مثل السنغال والكونغو الديمقراطية وهي من الفرق العريقة بالقارة الأفريقية ، إذ أن السنغال قد تأهلت أكثر من مرة ووصلت إلى دور الثمانيةخلال فعاليات كأس العالم 2002 م بكوريا واليابان و قدمت خلالها عروضا كروية رائعة ممتعة وهم جيل الحاج ضيوف وخليلو فاديغا وهنري كمارا وبعدها أصبحت السنغال سلة لتفريخ المحترفين لكافة الدوريات العالمية الكبرى ، اما الكنغو الديمقراطية وهي زائير سابقا ، كانت قد تأهلت إلى نهائيات كأس العالم في العام 1974 م وهي من الفرق العريقة بالقارة الأفريقية ولديها مجموعة ضخمة من المحترفين وكانت قد وصلت إلى الأدوار النهائية في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بكوت ديفوار ، إذن لدينا من متبقي المباريات اصعبها ثلاثة وهي مباراة مع الكونغو ومباراتين مع السنغال وربما مصير تلك المباريات الثلاثة هو الذي قد يحدد وجهة طريقنا إلى كأس العالم بالولايات المتحدة الأمريكية ، وعلها فرصة سانحة الان لاتحاد كرة القدم الذي تديره مجموعة معتصم جعفر وهي المجموعة التي عرفت بعدم اهتمامها وتفاعلها مع المنتخب القومي في السابق ولكن الآن يحمد لهم انهم قد أعطوا أولوية قصوى للمنتخب الوطني وواضح الاهتمام والهمة وقد ظهرت بصماتهم ناصعة، فزملاء كرشوم و الغربال الذين حملوا لنا البسمة والبهجة وسط ظلامات الهم والهموم والمآسي والاسية التي تعيشها جموع الشعب السوداني الان يحتاجون المساندة والدعم اللامحدود .
سيتوقف التنافس في المجموعات لفترة طويلة قد تمتد حتى مارس 2025 م وهي فترة كافية لنجدد جلد المنتخب الذي يعاني من بعض التشوهات حيث تم ضم بعض اللاعبين عبر المجاملات والترضيات القديمة ويمكن دعم المنتخب بعناصر لديها الخبرة الدولية فهم من يصنعون الفارق أمام السنغال والكونغو الديمقراطية وتوجو، اذ لدينا أبناء عيسى بأوروبا نعم كانت هنالك خلافات بينهم والجهاز الفني ولكنها سطحية وهي ظاهرة تحدث بشكل عادي بين المحترفين والأجهزة الفنية للمنتخبات فقد حدثت مع نجوم كبار في كرة القدم مثل روماريو خلال أصعب فترة في تاريخ البرازيل وكذلك الخلاف الأخير بين النجم العالمي للمنتخب المصري محمد صلاح ومدربه حسام حسن ، ولكن تم التصالح وعاد صلاح ليقود مصر إلى النقطة التاسعة
، وبجانب ابناء عيسى لدينا النجم العالمي هاني مختار وهو من النجوم الذين صنعوا امجادا خاصة لنفسه ، في أوربا وبالدوري الأمريكي ودون شك أنه سيكون في لهفة لصنع امجاد باسم بلاده وهي التي تبقى، وضرورة دعم المنتخب ماليا خلال الفترة القادمة واتباع اسلوب علمي وصحي مع اللاعبين وادخالهم كورسات تثقيف حول أهمية المشاركة في أكبر محفل عالمي لكرة القدم بجانب ورش العمل لغرس روح البذل والإصرار والكفاح حتى يعرفوا انهم يخوضون معركة باسم السودان لاتقل أهمية عن معارك الكرامة التي يخوضها الجيش السوداني الان .

مقالات ذات صلة