نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري : أيها الشرفاء …مالكم والجيش ؟!.

نعم مالكم والجيش !؟ ..قد يكون مفهوما عندي انتقاد الجيش وتثبيط الهمم من العملاء والخونة واصحاب العاهات ،لكن كيف يفهم ذلك من شرفاء الشعب ومكوناته الطيبة…؟! مزعج جدا أن يخرج علينا رجال نعرف فيهم الوطنية وحب الوطن وهم يرمون الجيش بكبير الآثام وسئ الكلام.! . مزعج جدا أن ينبري لنا احدهم منتقدا الجيش كأنه من اصحاب الخبرات العسكرية ، يتحدث في الخطط متذمراً ويشير على قادة الجيش بان افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا !… بل يذهب البعض الى تخوين قادة الجيش بعد كل معركة اذا لم تكن في صالح الجيش.
الحرب سجال ايها الناس وكر وفر….وقادة الجيش ليسوا ( جربندية ) يلعبون او يجربون في خطط غير مدروسة، للجيش قوانين ونظم ولوائح تضبط كل فرد فيه لا يتخطاها احد.
وهذه المعركة معقدة….بل شديدة التعقيد ..وفيها من الاسرار والخفايا ما لايصلح نشره للعامة،صحيح ان الصدور تغلي ، والناس تستعجل النصر والثار من هؤلاء القتلة المجرمين .ولكن كله بوقته…صحيح ان ابرة البرهان متعبة مرهقة …تسبب احيانا الصداع والانزعاج….لكنها وبحسابات الجيش العميقة قد تكون ضرورية …فما ادراك…!؟
والعبرة بالخواتيم..!…لقد صمد الجيش امام معركة وحرب عالمية…نعم حرب عالمية بمعنى الكلمة ….دول بكاملها تشارك وبقوة بالسلاح والرجال والمال ، دول بكاملها تقف وراء هذه المعركة المعقدة ، والعالم تحكمه المصالح .
صمد الجيش وهو في اضعف حالاته امام قوات جاهزة واسلحة فتاكة..قوات كانت متمركزة في كل مؤسسات الدولة ،في كل الوزارات والمدن والارياف والمطارات والاسواق ، كان الدعم السريع قوة ضاربة هائلة….تمكن في زمن الغفلة من السيطرة على طول البلد وعرضها.
وصمد الجيش امام الصدمة الاولى بجسارة ورجولة تدرس في الجامعات والمعاهد العسكرية.
وبدأ الحفر بالابرة…والآن بدا معول الجيش الفتاك في حصد هؤلاء المرتزقة ..في كل مكان ..انتقل من الدفاع الى الهجوم ..بعدما انتهى من القوة الصلبة للتمرد.
جنود يفترشون الارض ويلتحفون السماء…ماذا ياكلون …!؟ ..يجاهدون في حر الظهيرة …والموت يحيطهم من كل جانب …يسقط الشهيد تلو الشهيد.! شهور وشهور لم يقابلوا أحبائهم وأهليهم …أيديهم على الزناد صباح مساء…! وانت وبكل بساطة تتحدث عن اخفاقات هنا وانسحابات هناك…..وانت خارج غبار المعركة…!
ان حرب الكرامة هذه …فريدة….عظيمة….اثبت الجيش السوداني انه من اكثر جيوش العالم تنظيما ودراية ومعرفة بفنون القتال ، واثبت ضباطه وجنوده الاشاوس انهم رجال بمعنى الكلمة، لم يلتفتوا لاشاعة، ولم تهزهم حملات التخوين والاساءة.
ان آلة الاعلام الحربي للجنجويد كانت ومازالت قوية وفاعلة.كيف لا ،وقد رصدت لها ملايين الدولارات والدراهم ، ومئات العملاء من صناع الراي العام ، الذين ملأوا الوسائط بالاكاذيب والتدليس ، هذا بجانب القنوات المشبوهة والتي راحت تدس السم في العسل …في مقابل ذلك يطالعنا اعلام حكومي وعسكري متهالك لا يكاد يبين….
ان ضعف الاعلام العسكري والحكومي على كافة المستويات واضح للعيان ، ويظهر ذلك جليا عند كل خسارة للجيش….تجد اعلام القحاطة واذنابهم واسيادهم يملأ الاسافير مخذلا الناس مشككا في الجيش وقيادته ، في ظل صمت اعلامنا المغيب والذي يقف عاجزا محتارا…فينساق الناس وراء الشائعة وتضيع الحقائق بين الفيس بوك والواتساب .
الا ان ذلك كله لم يفت في عضد الجيش ورجاله البواسل ، يقاتلون في خنادقهم في صمت ورجولة ….يسقط الشهيد تلو الشهيد …بلا ضجيج فدى لهذه الامة وانسانها….
سينتصر الجيش اليوم او غدا…بالابرة ام بالمعول…لكن علينا جميعا مساندته منتصرا كان او مهزوما …
ايها الشرفاء …مالكم والجيش !؟
نقطة سطر جديد.

مقالات ذات صلة