ينبرش الطرُور و يثبت الصنديد .. بقلم/صبري محمد علي

كلمة سعادة الفريق البرهان في عزاء الشهيد الملازم (م) محمد صديق تُقرأ بمثابة تصفير للعداد في قوله (الحرب يا داابا بدت) و تُقرأ أيضاً بمثابة التعزية و الوعد بالثأر لأهل الشهيد
ولا أريد الميل للقراة السلبية للتصريح من أي زاوية أخرى قد تتبادر لذهن كل من تابع الكلمة
مثل …
ولِم لم يكُن تسليم الجزيرة بداية للحرب؟
أو لِم لَم يُسمِعُها السيد البرهان لأهل الجزيرة يومها حتى لا تُفهم أنها قرآءة مُثبطة
لذا سنأخذها كخطاب إيجابي وحالة صحوة و (تصفير للعداد) و فكاً للجام

أظن أن كلام السيد البرهان بالتقدم بالمستنفرين خطوة الى الأمام وتكوين جيش منهم بدلاً من تقوقعهم في حراسة الإرتكازات إذا ما إستصحبنا البسالة التي أبداها أهل قرية (التكينة) ريفي الكاملين بولاية الجزيرة في دحر الأوباش المعتدين
لوجدناه كلاماً طيباً و مُبشراً

فلربما أدرك البرهان ومن خلفه قيادة الجيش أن رجولة إنسان الجزيرة لم يخذلها يوم ذاك إلا التسليم والتسلم لولايتهم و إنعدام التسليح وقصص التسويف المُتواترة كثيرة لا يسع المجال للإستشهاد بها
و حتى تضع الحرب أوزارها فسيكون لنا حديث آخر بإذن الله .

ولكن دعونا نأخذ بالأثر المتسامح من النفس
(نحن أولاد الليلة)

فكما أعلن السيد البرهان البارحة أن الحرب قد (بدأت الليلة) بأستشهاد البطل محمد صديق

وكأن الذين مضوا من قبله من الشهداء و من الرُتب العليا والمستنفرين لم يوقدوا جذوتها كما أوقدتها دماء الشهيد البطل الملازم محمد صديق
كما إستغرب لها البعض بالأمس !

و لكن …..
هذه تقديرات القيادة وليس لنا الحق في الحديث عنها في هذا الظرف الإستثنائي .

بل نقول للسيد للبرهان …..
سِر بعون الله فقد كثر الإلتفات حتى خشي الناس ضياع الوطن
ولا نشك أن دماء الشهداء هي الوقود والزاد والصفاء فأبشروا بمليون شهيد من نهر النيل ومن غيرها من أصقاع السودان !

هل سمعتم بالشهيد إبن (العيكورة) العميد الركن هيثم خضر محمد أحمد الذي رفض الحماية و الإخلاء والصندوق وثبت وقاتل حتى أستشهد وهو على تخوم (بحري) مُقدمُ غير مُدبر
قائداً لمتحرك (باسندة) في الحادي عشر من يونيو من العام ٢٠٢٣م
فأين ذكره من سفر القيادة العامة !

يا سيدي …..
كُل السودان هيثم و محمد صديق فأمضِ حيث ترى وسلّح المقاومة الشعبية فليس للسودانيين ما يخشون ضياعة بعد أن فقدوا كل شئ فو الله لو إستعرضت بهم البحر لخاضوه معكم ما تخلف منهم رجل واحد

فلتذهب المصفاة أو لا تذهب

وليذهب القصر الجمهوري أو يبقى

فقد أُنتهكت
الأعراض وسُفكت دماء الأبرياء وسُرقت الأموال ولعلك قد رأيت من (التكينة) ما تقر به عينُك و سمعتم من إنسان نهر النيل هتاف
مسؤليتك … مسؤليتك
يابرهان
ولعمري هو أقوى تعبير عن أشواق هذا الشعب المكلوم
فأمضوا برجال وشباب الوطن من المُستنفرين لتحرير وطنهم

ومن مسرحية العبادي ….
الشهيرة طه يقول لشيخ العرب بعد ذكّره بأنه هارب ببنت عمه (ريّا) بقصد الإنتقاص من قدره وشجاعته

و(تصفير) العداد يومها
من طه كان في مربوع من الشعر
والمربوع يقول …

*هسع وصلت الميس*
*دحين …!*
*حديد يلاقي حديد*
*ينبرش الطرور*
*ويثبت الصنديد*
*خليهو المضى*
*لاقي البجيك جديد*

اللهم نصرك الذي وعدتنا

#جيش_واحد_شعب_واحد

مقالات ذات صلة