نقطة سطر جديد .. د.حيدر البدري يكتب :رسالة مفتوحة الى مجلس السيادة.. الإعلام مرة أخرى وثانية وثالثة : فضائية نهر النيل : حقائق ومراجعات

….في البدء كانت الكلمة ..و.نحن في زمن المحن والكربات…زمن الحرب والموت والدمار….مستقبلنا ومستقبل ابنائنا في خطر ..نحتاج إلى تغيير وتعديل طريقة تفكيرنا…نحتاج إلى إعادة بناء في المفاهيم والسلوك …وتقديم الأولويات وفرز الكيمان…متى نتعامل مع الأمور بحزم وجدية ؟!..متى نفهم أننا في خطر داهم كبير….؟!وكيف نخرج من هذه المحنة العظيمة سالمين غانمين.؟!….
علينا سد الفجوات….ومراجعة حياتنا ونمط عيشنا وقبل ذلك ( نقعد في الواطة ) ونخطط بهدوء وروية وحكمة.
والبداية تبدأ من الاعلام ….
نعم الإعلام…فمن يمتلك المال ويتحكم في الإعلام ويقود الرأي العام فقد أمتلك كل شئ. انظروا إلى قطر والإمارات والسعودية…كيف تفعل بالإعلام…ثم انظروا إلى ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا …أين هي من الإعلام كمثال.والمقارنة واسعة.
ان هذه المليشا وجنجويدها لا تحاربنا بالبندقية فقط وإنما بالكلمة والاعلام والميديا.
وقد تفوقت علينا…
نتم تفوقت علينا بالإعلام.
الإعلام الحربي والإعلام الموجه ..وبث الشائعات ، فقلقو جوا من الاضطراب وسط الناس …ملئ بالشكوك والخوف والانهزام.
والمعلومة غائبة.
رجالنا يحاربون ببسالة الاسود …ويسقطون ويستشهدون ولا يعلم بذلك احد…وهؤلاء الاوباش المجرمون ياتون بكل قبيح فيصورونه للناس حسنا…ان آلة اعلامهم الحربية الهائلة هزمتنا …وخدعت العالم بأسره…العالم الآن مغيب عن الحقائق المروعة والجرائم الخطيرة اللهم الا تلك التي وثقها بعض هؤلاء الاغبياء بانفسهم .
أين إعلامنا؟!..
أين هو..؟! من المسؤول وماهو الحل.
الدولة تنظر للإعلام بريبة وشك…وأهل الإعلام يتلاومون.
والقطيعة بين الإعلام والدولة قديم …والتخطيط مفقود.
يارئيس مجلس السيادة لن ننتصر في هذه المعركة دون الإعلام….وستذهب تضحيات جنودنا هباءا منثورا.وسيطول أمد الحرب…
هذه الحرب والتي لم توثقها الا كاميرات الهواة وأصحاب الأغراض.. ماذا نقول للأجيال القادمة…لاشئ سوى انه كانت هنا حرب وموت وتشريد..وجنجويد.
متى تجعل الدولة الإعلام في قمة هرم أولوياتها،!؟ متى ؟!
متى نقدم رسالة محترمة مؤثرة فاعلة وقوية ، ؟!. متى ؟!…
ان المؤتمرات والورش على أهميتها لا فائدة منها إذا الدولة لم تاخذ مخرجاتها وتوصياتها محمل الجد.

في جلسة تشاورية مع الأخ خالد علي مدير فضائية نهر النيل تحدث الرجل بأسى عن حقائق صادمة تقعد القناة ولا تساعده في إنجاز خططه. محتجا على مقالنا السابق والذي تحدثنا عن إغلاق القناة في زمن تحتاجه فيها معركة الكرامة هذه.
قال : كيف يقدم رسالته بغرفة مونتاج واحدة ،غير مكيفة..وكاميرا خارجية واحدة، وكاميرتان في الاستديو مع برميل جاز واحد لمولد الكهرباء مع ميزانية صفر لإنتاج البرامج…وأفاد بأن الدولة دفعت له شهر واحد فقط للقمر الصناعي والذي انتهى، فتم قطع شارة القناة.
….
أقول صحيح الإعلام مكلف جدا. وعلى الدولة القيام بواجبها تجاه مؤسساتها اذا أرادت الدعم الاعلامي المطلوب.
لكنني ومن جانب آخر وبكل شفافية اهمس في اذن قادة الإعلام والقائمين بالاتصال في هذه المؤسسات : الدولة لن تدعم اعلاما لا قيمة له ، يجب أن نفكر جميعا في تطوير الاعلام والخروج به من القمقم الذي هو فيه ، فالاعلام التقليدي القديم أصبح لا ينافس ولا يستطيع الصمود أمام وسائل الإعلام الجديد .ولنبدا بمؤسساتنا الإعلامية الوطنية وعلى راسها الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.
ورغم الحرب ومآسيها وضغطها ننادي بمدينة الإنتاج الاعلامي حتى نلحق بركب الدول المتقدمة.
والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة