نقطة سطر جديد .. د. حيدر البدري يكتب : فضائية نهر النيل.. النوم …في زمن الحرب..
عندما قلنا في ورشة تطوير الاعلام ببورسودان ، ان الإعلام أضعف حلقات معركة الكرامة ، لم يعجب هذا الكلام بعض الأخوة الاعلاميين حينذاك، وانبرى الزميل وليد من التلفزيون القومي مدافعا، بمرافعة مشهودة، شارحا الظروف الصعبة التي يعمل بها التلفزيون القومي مؤكدا ان التلفزيون يقوم بانتاج ثمانية ساعات يوميا….
وفات على الزميل الكريم أننا نتحدث عن الثمان ساعات هذه نفسها، فقضيتنا ليست عدد الساعات وإنما المحتوى الذى بها…
ان أزمة الإعلام الحكومي كبيرة جدا ومتشعبة…وقد أظهرت هذه الحرب غياب إعلامنا وضعفه وعدم قدرته على مواكبة وملاحقة الأحداث.
ثم دلفت حينها وفي مداخلة اخرى بالحديث عن غياب الإعلام الولائي المفتقد اصلا قبل الحرب وبعدها، ولفت نظري المقترحات الجيدة والتي تقدم بها المخرج الكبير سيف الدين حسن في ورقته الخاصة بالتلفزيون بشأن القنوات الفضائية الولائية ، ومقترحاته التي نشير إلى أهميتها وضرورة وضعها عين الاعتبار والمراجعة،ففيها الكثير المفيد واللازم الإجراء.
إن أداء الإعلام الحكومي و الخاص ، وخاصة القنوات الفضائية الولائية مخجل ومستفز…ويجعلنا نعيد النظر ونراجع أهداف ومقاصد هذه الهيئات..من حيث الفائدة التي تقدمها والقوانين والتشريعات التي تحكمها وتضبط عملها.
غير إنني لا أفهم ابدا قناة فضائية جاهزة المواعين والاجهزة والمعدات ، وبها موظفون وادارات ومخصصات وهي ميتة يتطاير على أجهزتها الغبار والاتربة!.
متى تعمل هذه القنوات أن لم تعمل الان وتسهم في صناعة الرأي العام وتشكيله في معركة الكرامة هذه !.؟.ماذا نفعل بها بعد انتهاء المعركة ؟!
قد يكون ذلك مفهوما بالنسبة لقناتي الخرطوم والجزيرة…للنواحي الامنية والتي ايضا يمكن التغلب عليها والقفز فوقها بحلول عدة.
لكن كيف نفهم غياب هذه الفضائيات في المناطق الآمنة ؟!…
ومن هنا نتقدم بالتحية لفضائية الشمالية على صمودها وعطائها رغم عديد الملاحظات على ادائها.. فهو في تقديرنا جهد المقل.ولا يفوتنا ايضا هنا ان نتقدم بالتحية والإجلال لقناة الزرقاء والتي ضربت مثلا جيدا للإعلام الموجه الخاص.
وفي زيارات راتبة لفضائية نهر النيل والتي كانت تبث بثا تجريبا لعدة شهور رغم أنها كانت تعمل قبل الحرب ،اغضبني جدا ولم يعجبني موات الأجهزة والمعدات وسباتها، مع غياب تام للموظفين ، الأمر الذي لم افهمه ولم أجد له مبررا.
ان التعلل بالامكانيات وعدم توفر بعض المعينات . امر غير مقبول مادامت إشارة القناة على نايل سات تدفع من ضرائب المواطنين ومقدرات الدولة بالدولار.
ثم حدث المتوقع ، فقد تم قطع اشارة القناة لان اشتراكها بالقمر الصناعي انتهى.وهو نتاج طبيعي إذ لايمكن لحكومة الولاية ان تدفع مبلغا مقدرا شهريا يفوق التسعة الف دولار كإيجار لنايل سات دون نتيجة ترجى ،هذا كمن يحرث في البحر.
ان حرب الكرامة هذه تحتاج إلى اعلام متكامل مسؤول ، وقد نجح العدو في تحريك آلته الإعلامية الضخمة داخليا وخارجيا الأمر الذي ساهم في إطالة أمد الحرب وتبعاتها.
ان ضعف إعلامنا واداءه المهزوز هو نتيجة لتراكمات إدارية وفنية وهندسية لسنوات عدة ، جعلت من إعلامنا ابواقا فارغة مزعجة تغرد خارج السرب.
اننا نرسل رسالتنا هذه للسادة ولاة الولايات بأن يتم الاهتمام بالإعلام ورفده بالكوادر الشابة المبدعة المؤمنة بقضيتها العادلة ، فإن غياب الإعلام وبالذات الفضائيات يصيبنا في مقتل. ثم إنني ارسل رسالة خاصة واضحة وبينة للسيد والي ولاية نهر النيل مفادها ان فضائية نهر النيل جاهزة ولا أرى مانعا من بثها فورا اللهم الا بعض الترتيبات الإدارية والفنية والتي لا تتجاوز ٧٢ ساعة.
ولم ار في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام.
والله من وراء القصد.