مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : شواهد من حرب السودان تؤكد على ان الزعيم رقم صفر هو المحرك
دولة الإمارات العربية المتحدة ماهي إلا بيدق تحركه جهات دولية فاعلة لتحقيق أهداف متفق عليها بشأن الوضع في السودان ، وقد تعودت دولة الإمارات ان تلعب دور الوكيل لصالح إسرائيل وبعض الدوائر الدولية المرتبطة بالماسونية ، ففي العام ٢٠١٤ م تم طرد وفد الهلال الأحمر الإماراتي من غزة بعد ان اكتشفت حماس ان الوفد ضم عدد ٥٠ طبيبا ، الا انهم في الواقع كانوا أكثر من أربعين منهم عبارة عن رجال مخابرات يعملون لصالح إسرائيل وجهات دولية اخري ، جلبوا معهم بعض الأدوية والمعدات الطبية وبدأوا يسألون الفلسطيين عن أماكن انطلاق الصواريخ واين يخبئون المنصات ، ورغم حوجة الغزاويبن للدعم الطبي ، الا انهم لم يترددوا في طرد وفد الجواسيس الإماراتي.
وحرب السودان قد كشفت منذ أسبوعها الأول عبر عدد من الشواهد والأدلة ان هنالك جهة دولية نافذة هي التي تحرك كافة الدول ذات الارتباط مع السودان ، وتمنعها من اتخاذ موقف مساند للقوات المسلحة السودانية التي تمثل الحكومة وسيادة الدولة السودانية ، وهي الدولة التي
تواجه تمردا مسلحا ارتكب اعمالا تصنف في العادة في خانة الجرائم الارهابية ، لان الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع هي من نوعية الجرائم التي تثير غضب المجتمع الدولي وخاصة حين المساس بمقرات البعثات الدبلوماسية والاعتداء المسلح عليها ، ولكن في حالة السودان مرت وكأنها محض حوادث مرورية عادية ، إذ ان مجموعات الدعم السريع المتمردة قد مارست انتهاكات واضحة و ارتكبت جرائم شنيعة مستهدفة مقرات البعثات الدبلوماسية ومنازل السفراء الدبلوماسيين حتى عرباتهم لم تسلم من الهجمات المسلحة ، ولنستعرض هنا عدد من الحوادث التي ارتكبتها عناصر الدعم السريع ، ونقف على ردود الأفعال الغريبة.
فمنذ اليوم الأول للحرب بعد تفجر الأوضاع بالخرطوم اعتدت عناصر الدعم السريع على اعضاء البعثة العسكرية المصرية بمروي وعن عمد دمرت عددا من طائرات التدريب المصرية واختطفت عدد كبير من عناصر البعثة العسكرية المصرية ، وهنا توقع السودانيين ان رد الفعل المصري سيكون قاسيا وسريعا على عناصر التمرد بالسودان ، ولكن الأمر شهد تفاهمات وتفاوض ودي لاخراج البعثة العسكرية المصرية ،
ثاني الاعتداءات التي نفذتها عناصر الدعم السريع بعد يومين فقط من الحرب بتاريخ ١٧ ابريل ضد بعثة الاتحاد الأوربي ، إذ اقتحمت مجموعة من مليشيات الدعم السريع مقر رئيس بعثة الاتحاد الأوربي في حي العمارات ، وقد تفاجئت الأوساط الدبلوماسية والسياسية الإعلامية بالسودان برد فعل غريب من سفير الاتحاد الأوربي والذي خرج بتصريحات نقلتها عدد من القنوات الفضائية الموالية التمرد ، ووقتها كان يقف بجواره عدد من القيادات الإعلامية للدعم السريع امام منزله ، إذ أشار الي انه تعرض لاعتداء ولكنه لايتهم الدعم السريع ، ويضيف بالقول انه قبل اعتذارهم ، وبعدها كال المديح والغزل للمليشا المتمردة إذ وصفهم بانهم حريصين على امنه وآمن البعثات الدبلوماسية ، بعدها توالت الأحداث ، إذ أطلقت عناصر الدعم السريع النار على سيارات دبلوماسية تابعة للسفارة الأمريكية ونجي من فيها لأن السيارة كانت مصفحة ، وتم اطلاق النار على سيارة السفير الماليزي وتم نهب السيارة بعد نجاة السفير ، كما تم إطلاق النار على سيارة تابعة للملحقية الدينية السعودية وسيارة دبلوماسية تابعة للسفارة العراقية قتل على أثر الهجوم دبلوماسي عراقي، وهجوم مسلح اخر من عناصر الدعم السريع على موكب اخلاء السفارة الفرنسية وهجوم مسلح على سيارة تابعة للقنصلية المصرية قتل على اثرها الملحق مساعد الملحق الإداري المصري ، وهجوم على مقر السفارة العمانية وسرقة سيارات من داخل مقر البعثة ، وتعديات واقتحام مباشر لمقرات البعثات الدبلوماسية الكورية والهندية السويسرية وإسبانيا وتشاد والسعودية وتركيا واثيوبيا وسوريا والمغرب ، والاعتداء المباشر على طائرة الاخلاء التركية بعد اقلاعها من مطار وادي سيدنا.
كل هذه الجرائم قد ارتكبتها عناصر الدعم السريع في سابقة لم تحدث من قبل حركات متمردة في العصر الحديث فكل حركات التمرد في أفريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وهذه القارات الثلاث لاتتوقف فيها حركات التمرد عن الحرب ضد السلطة الحاكمة ومحاولات اقتحام العواصم ، ولكن تتجنب كافة الحركات المتمردة المساس بالبعثات الدبلوماسية ، اما الدعم السريع فقد كان لديه جراءة غريبة ودرجة ثقة عالية في انه يدرك تماما انه في مأمن من اي عقوبات او غضبة دولية ، فهذه الحوادث والجرائم الفظة ان حدثت في اي دولة اخري لحركت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي في عجالة البوارج الحربية لاجل الدفاع عن شرف بروتوكولات اتفاقيات فيينا للحصانات الدبلوماسية ، بيد انه من الواضح أن هنالك جهة واحدة تدير حرب السودان وهو مايعرف في حرب العصابات (بالزعيم رقم صفر ) ، فهو الذي يحرك خطوط اللعبة ويمهد كل الاجواء لان ينتصر الدعم السريع على الجيش السوداني باي ثمن ، ويطالب الامم المتحدة وبعض بلدان العالم وخاصة دول الجوار الإقليمي بالتغاضي تماما عن أي انتهاكات او جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها ومازالت تواصل فيها مليشيا الدعم السريع ، كما أن الزعيم رقم صفر هو الذي يحذر الامم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من اتخاذ اي موقف او قرار دولي دولي ضد الإمارات العربية المتحدة ، فهذه الجرائم تصنف ضمن أخطر انواع الإرهاب الذي عرفته كافة مواثيق الامم المتحدة والدول والهيئات والمنظمات الدولية ، ولعله من الدهشة بمكان والأمر المضحك المبكي أن تخرج الولايات المتحدة الأمريكية بقرارات خجولة ملؤها الاستخفاف بالشعوب ، إذ تقول انها قد أصدرت عقوبات تستهدف قيادات مغمورة بالدعم السريع وهما عثمان عمليات وعلى يعقوب وتقول انها قد جمدت حساباتهم ، فاي سذاجة واستهتار هذا ، فتلك التصرفات الخبيثة والماكرة تشير إلى أن امريكا لاتريد لهذه الحرب ان تنتهي بهزيمة الدعم السريع وتتباطىء عن قصد لاعطاء الفرص تباعا للدعم السريع بحسب رغبة الزعيم رقم صفر .