عمار العركي يكتب : قمة المنامة رقم 33 : البازار السنوي للفشل والشجب و الادانة
* مؤتمر قمة جامعة الدول العربية المقرر عقده بالعاصمة البحرينية “المنامة” الخميس 16مايو الجاري، هو المؤتمر رقم (33)، حيث كان اول مؤتمر للقمة العربية في العام 1946 بمصر ، بدعوة من ملكها آنذاك.”فاروق” وبمشاركة الدول السبع المؤسِّسة لجامعة الدول العربية، وهي: الأردن، مصر، السعودية، اليمن، العراق، ولبنان، وسوريا.
* مرً 78 عام منذ التأسيس – لم تنتظم وتنعقد القمة بصورة راتبة سنوياً الا إبتداءً من قمة الجزائر في العام 2000م – وحتى اليوم لم تحقق الجامعة هدفها الرئيس التي تأسست من اجلها «التشاور والتعاون والعمل قلباً واحداً ويداً واحدة» ، سيما وكانت فلسطين هي المحرك والدافع لإنشاء الجامعة ، و منذ القمة الأولى في 1946 التي خُصصت لفلسطين وحتى قمة 2024م القادمة ظلت فلسطين محور الإرتكاز ، والبند الثابت في كل القمم ، حيث لم تراوح البيانات الختامية محطات الشجب والإدانة والقول بلا فعل طيلة تلك السنوات .
* القمم العربية السابقة نافست نفسها بأن غادرت “محطة الفشل” ، إلى “محطة الفشل الذريع”، مثالاً لذلك ذاك الزخم والضجيج إجتفاءاً بإنجاز القمة السابقة (32) بإعادة سوريا – الدولة المؤسسة – إلى حظيرة القمة العربية بعد قطيعة دامت (12 عاماً) بسبب الحرب الاهلية الداخلية والاوضاع المأزومة، والمتسبب فيها بعض الدول العربية الشقيقة لسوريا.
* اما السودان ، والذي حُظي بتنظيم قمتين فقط 1967 – 2006م ، فلم – ولن – يكن أكثر حظاً من فلسطين او سوريا او اليمن او ليبيا حتى تنجح القمة العربية التي فشلت في السابق وهي اقوى سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بشكل نسبي علي ما هي عليه الآن ، في لعب دور حاسم وايجابي في السودان.
* في السابق كانت القمم العربية تخضع لإرادة وهيمنة القوى الدولية الخارجية ، الأن زاد على ذلك هيمنة وسيطرة داخلية لبعض الدول العربية الأعضاء المتماهية والمتحالفة مع تلك القوى ، فكان السودان أحد ضحايا تلك التحولات والمتغيرات وهو يواجه التهديد المصيري الوجودي وحده ، في حرب وجودية من تدبير وتعريب دولة عربية بتأييد خفي من دول عربية مع صمت وسلبية ما تبقى من دول.
* القمم العربية الأخيرة أصبحت “تهندس” وتختتم أعمالها وتُصيغ بياناتها بما يلبي رغبات ومصالح العاصمة التي ترأس دورتها المعنية.
* ففي القمة 31 بمصر – سامح شكري – خرجت القمة بخمسة بنود قوية بخصوص الاوضاع في السودان إتسقت تماماً مع الرؤية المصرية منها “احترام سيادة السودان، المحافظة على المؤسسات القائمة بما فيها الجيش ، ايقاف اطلاق النار والدعوة لحوار سوداني – سوداني … الخ .
* فيما جأت قمة جدة (32) – محمد بن سلمان- مغايرة واختزلت كل تلك التوصيات في (رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني لتفادي تأجيج الصراع ، اعتبار اجتماعات الفرقاء السودانيين في جدة خطوة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة ، التأكيد على ضرورة التهدئة في السودان وتغليب لغة الحوار.) ، والفشل الذريع تمثل في الخرق والمخالفة الصريحة لتلك التوصيات من قبل بعض الدول العربية الأعضاء.
خلاصة القول ومنتهاه:
* الأمرالوحيد الذي يميز هذه القمة ويجعل كل العيون والعقول تتوجه إليها ومما يضع المخرجات النهائية ولجنة صياغة البيان الختامي في حرج كبير، هو أنها أول قمة تجمع السودان الشاكي ، والامارات المشكو ضدها في مجلس الأمن الدولي ،فهل تنطق القمة بالحق ؟، ام “تزايد” عليه وتواصل رحلة الفشل الذريع (بدعوة الاطراف المتصارعة الي الوقف الفوري لاطلاق النار ، والعودة لطاولة جدة ) ، وهو المتوقع.