الانقسام يهدد تجمع قوى تحرير السودان بعد قرار عزل الطاهر حجر
تتجه الأوضاع داخل أروقة تجمع قوى تحرير السودان الى مزيد من التصعيد بعد قرار أصدرته أعلى هيئة قيادية في التنظيم قضى بإعفاء الطاهر حجر من رئاسة الحركة واتهامه بموالاة قوات الدعم السريع زاستلام أموال منها، لكن قيادات موالية لحجر عارضت القرار وأكدت عدم قانونيته.
ومنذ أشهر، يعاني تجمع قوى تحرير السودان خلافات داخلية بسبب الموقف من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث يتمسك رئيس الحركة بالحياد حيال الحرب بينما أعلن نائبه عبد الله يحي وقيادات الحركة العسكرية انحيازهم للجيش السوداني والمشاركة معه في المعارك الحالية.
وقال بيان أصدره رئيس مجلس التحرير الثوري وصلت نسخته “سودان تربيون” إنه “بعد مذكرة إصلاحية دفع بها المكتب التنفيذي تطالب بإعفاء حجر، وبعد مشاورات تقرر إعفائه من رئاسة تجمع قوى تحرير السودان وتشكيل لجنة لمحاسبته”.
واتهم حجر بارتكاب تجاوزات ومخالفات دستورية، بينها الخيانة العظمى بمساندته لقوات الدعم في حربها ضد الشعب السوداني وهو ما كان سببا في إعفائه من عضوية مجلس السيادة الانتقالي.
وأشار البيان إلى أن حجر تغول على الموارد الخاصة بالتنظيم وتعمد التصرف في الأموال دون علم مؤسسات الحركة، وهو ما اعتبر فسادا ماليا علاوة على تعمده تغييب مؤسسات الحركة والعمل بمفرده في كثير من المواقف بما فيها التحالفات والمواقف السياسية.
وتابع “تجاوز الرئيس للمؤسسة في قضية استلام أموال من قائد مليشيا الدعم السريع دون علم المؤسسة أو حتى المكتب التنفيذي”.
وأوضح بأن الطريقة التي تم بها استلام وتوزيع الأموال مازالت محل استفهام وغموض وظل الرئيس يتهرب من مؤسسات الحركة في توضيح تفاصيل المال الذي استلمه من قائد مليشيا الدعم السريع.
في المقابل قال مقرر مجلس التحرير الثوري إن من أصدر بيان الإعفاء هو نائب رئيس مجلس التحرير الثوري ولا يرأس المجلس.
ونوه بأن قرار إعفاء أي عضو بالمكتب التنفيذي يجب أن يستند على إجماع بنسبة ثلثي الأعضاء زائد واحد من المجلس التشريعي وفق المادة 7-7 الفقرة 1 والمادة (7-8) الفقرة 9 من اختصاصات المجلس.
وأكد بأن مجلس التحرير الثوري لم يعقد اجتماعاً منذ ثلاثة أشهر وأن مقرر المجلس هو من يدعو لانعقاده.
واوضح بأن الذي أصدر قرار إعفاء الطاهر لا يمثل إلا نفسه، لكون أن مثل هذه القرارات تتخذ بالإجماع بعد اجتماع رسمي مكتمل النصاب من المقرر العام لمجلس التحرير الثوري.
وكشف عن عقد اجتماع عاجل لمجلس التحرير الثوري للبحث بشأن مخالفات نائب رئيس المجلس وتحويله للتحقيق والمحاسبة فور انعقاد الاجتماع.
وحذر من التلاعب بمؤسسات الحركة، ورأى بأن ذلك يمثل جريمة يعاقب عليها الدستور، واتهم جهات لم يسمها قال إنها تعمل من أجل تشتيت الحركة والتآمر عليها.
وجرى تأسيس تجمع قوى تحرير السودان في العام 2017 من منشقين من حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، وتعد الحركة أحد الأطراف الرئيسية الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في العام 2020.
وعين حجر بموجب اتفاق جوبا عضوا في مجلس السيادة الانتقالي، لكنه اعفي في نوفمبر الماضي لموقفه الرافض للحرب وانخراطه ضمن الجهود التي تبذلها القوى المدنية المؤيدة للديمقراطية الرامية لوقف القتال في السودان.