حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب :تشكيل الحكومة
نشاط سياسي ملحوظ خلال الايام الماضية ربما تظهر خلاصته ظهر اليوم في الميثاق السياسي الذي تنوي بعض القوى السياسية توقيعه في مؤتمر صحفي تلقينا دعوة لحضوره.
توقيع المواثيق او الاتفاقات السياسية ليس فيه ما برفع حاجب الدهشة في المشهد السياسي السوداني، فالمكونات السياسية تستسهل بل تستمتع بمراسم التوقيع ، دون ان ترهق ضميرها بنتائجه العملية.. فهي اجراءات احتفالية لا تجتهد في تمديد اثرها خارج قاعات التوقيعات..
لكن دعونا نأمل هذه المرة ان اوضاع بلادنا ما باتت تترك لحزب سياسي ال نشوة اللحظية لتوقيعات الاتفاقات. وانها تدرك ان السودان يغرق في بحر لجي مظلم لا أحد يعرف الى اين يلقي بجثة الوطن ان لن نعمل كلنا ـ خاصة الأحزاب السياسية ـ لانقاذه.
تسربت تقارير اعلامية عن اتفاق لتشكيل الحكومة والمجلس التشريعي بتوافق سياسي لا يستثني الا من أبى، أبى قولا أو فعلا بكونه مدان في مخالفات سياسية تستوجب الحرمان من النشاط العلني..
هذه فكرة جيدة من حيث المبدأ وظللت اطالب بها منذ ان سنوات حتى قبل اندلاع الحرب، ولكنها لم تكن ترضي الطامعين في المناصب العليا والذين يفضلون البلاد عارية من مؤسسات الحكم ان لم يضمنوا نصيبهم منها..
الآن هذه الخطوة مطلوبة وبإلحاح ، ولكن..
واحد من أهم سبل كسب الشرعية لاية حكومة حتى ولو جاءت عبر صندوق انتخابات موفور الثقة والصدقية، أن تنال بعملها شرف ثقة المواطن، شعار أقرب لما طرحته حكومة الجنرال ابراهيم عبود (أحكموا علينا بأعمالنا)..
و الأعمال تظهر قبل ان تبدأ، من خلال الخطاب السياسي الذي يبشر لو يستشرف خطة واضحة المعالم.
من الحكمة ان تُعلن رؤية وخطة الحكومة قبل اعلانها..و ان تستهدف الخطة بصورة مباشرة مشاغل المواطن و ترتيب الأولويات بما ينتظره المواطن.
مثلا.. قضايا ايقاف الحرب كأولوية قصوى، ضمان الأمن والأمان للجميع، تعويضات ما دمرته الحروب (وليس الحرب الراهنة وجدها)، بناء مؤسسات الدولة بما يضمن الاستقرار، وغيرها..
ولأن الوقت ضيق، و قوائم المطلوبات الحتمية لا تنتظر كثيرا فالأوجب ان تتلاحق اجراءات تشكيل الحكومة باسرع خطوة ممكنة.
و بالله التوفيق..