مشهد جديد .. عبدالسميع العمراني يكتب : حين عجزت ان أرد على سؤال شقيقاتي .. لماذا تفعل الإمارات ذلك ؟
ثلاثة من اخواتي التقيهن من حين الي اخر في جلسة شاي مابعد المغرب وهي عادة سودانية حرمتنا ظروف الحرب ان لاتكون في منازلنا ، شقيقاتي الثلاث ، الأولى تكبرني بعامين والآثنين أصغر مني ، ولم يكن لهن في الماضي القديم فكرة عن السياسة ولا يتحدثن عنها اصلا ، فهي لم تكن من ضمن اهتماماتهن ، فقط دخلن سنة اولى سياسة بعد ثورة ديسمبر وذلك عقب الأحلام العريضة التي تم تسويقها عبر تجمع المهنيين لكل بيت سوداني ، أولى خطواتهن كانت الي ساحة الاعتصام فقد ذهبت من اجل الفسحة وتغيير الجو وقلن لي اننا كنا نود ان نعرف ما الذي يجري بالبلاد ، على رأي الجملة الأشهر بالافلام الأمريكية
We want to know what going on !
اذن فأن شقيقاتي مازلن حديثات العهد بعالم السياسة وخبثها وضجيجها وصخبها ولؤمها وبؤسها ، فحالهن كحال العديد من بنات بلدي اللائي مازلن يحملن البراءة والوداعة والظنون الحسنة في الناس وفي الأشياء حتى السياسيين ورؤساء الدول فان التقييم عندهن لهم ياتي بمستوى الشياكة و الوجاهة واللباقة واللياقة والطول والرشاقة ، لذلك كن مفتونات بالخليج وبريقه ، وخلال جلسة عائلية وحينما جاء الحديث عن حملة وغضب شديد يعم الأوساط السودانية بوسائل التواصل الاجتماعي على كل من نانسي عجاج وهدى عربي بسبب عزمهن الغناء في حفلة تم الترتيب لها في مهرجان مصنوع لتحسين الصورة بأبوظبي يوم ٥ مايو ٢٠٢٤ م، في مهرجان يحمل شعار الامارات في قلب السودان او السودان في قلب الإمارات شي من هذا القبيل، وقد تم اختيار نجوم في الأصل بعيدين عن قلوب السودانيين عدا جمال حسن سعيد الذي لاننكر اننا كلنا كنا نحبه من القلب لانه يضحكنا من القلب، وكنا نرى فيه معاني الرجولة والشهامة والكرامة ولكن جمال قد خذل توقعات السودانيين وصدمتهم فيه كبيرة بمثل صدمة الاسلاميين في حسبو وخيانه و غدره ، و نعتقد ان الشعار الأنسب لهذا الملتقي المزمع تنظيمه لتنقية وتنظيف الايادي الإماراتية الملطخة بدماء الأبرياء وملوثة بدموع الأرامل والثكالي والمغتصبات ، كان من المفترض أن يطلق على هذه التظاهرة (دموع التماسيح) ، وقبل الخوض في كنه ومعاني هذه التظاهرة المدفوع أجرها مقدما وهي دفعيات لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس من تعودوا العطيات والهدايا والمنح الشخصية المشروطة.
وقبل الخوض في ذلك أعود إلى الدردشة والإنس مع شقيقاتي اللائي اقتحمن عالم السياسة ويحاولن فهم مايجري من تناقضات و تقاطعات وتقلبات السياسة ، وقد وجهن لي سؤال بالقول : نحن مافاهمين حاجة ، ليه الإمارات اللي نحن بنحبها بتدعم الجنجويد بالسلاح وهي عارفة انهم نهبونا وسرقوا بيوتنا واغتصبوا وخطفوا النساء وقتلوا وهدموا المنازل والأسواق والمساجد والبنيات التحتية ولم يتركوا شي الا وخربوه وهدموه ، لماذا تساندهم الإمارات وتدعمهم بالمال والسلاح ؟ رجاء اشرح لنا !! الإمارات بتعمل فينا كدا ليه ؟
صراحة عجزت عن ان اشرح لهن حقيقة ما يجري لانهن قد لايفهمن فحوي حديثي فهن لايعرفن معنى أن تكون الامارات وكيلة لإسرائيل لمحاربة الديانة السنية ، ولن يستوعبن حين اشرح معنى واوهام المخاوف الإماراتية من الجيش السوداني صاحب التاريخ العريق بافريقيا والوطن العربي لان قياداته كانوا هم عباقرة العسكرية ولهم الفضل مع الجارة مصر في انشاء الكليات العسكرية بالخليج ، جيش حارب لأكثر من سبعون عاما ومازال صامدا متماسكا ، تريد الإمارات تفكيكه وتدميره لتحل محله مليشيا ومرتزقة ، وتخشي الإمارات من قيادات كانت عنوان لحكومة الإنقاذ والحركة الإسلامية بالسودان وتعتبرهم الإمارات هدفا مشروعا ظلت تطارده عبر عملاؤها طوال عامين او اكثر للنيل منهم باي شكل ، وهي في عز غرورها وجبروتها تنسي ان الله اقوى منها ومن تدبيرها ومكرها ، وعجزت ان اقول لشقيقاتي ان الإمارات رغم أنها تعلم جيدا ان تلك القيادات وهم محسوبين على الحركة الإسلامية بالسودان نعم ، لكنهم ليسوا اهل غلو وتطرف وهم ليسوا من تعنيهم هي حينما تنعتهم بالاخونجية المزعومة ، لان الحقيقة ان هؤلاء يمثلون قمة الاعتدال والفهم والثقافة إذ تعامل معهم العالم طوال عقدين او اكثر من الزمان ولم يرى منهم الا العزة والشموخ والاعتزاز بدينهم وبوطنهم السودان الافريقي العربي ، اهل الإنقاذ المحسوبين علي الحركة الإسلامية و الذين تطاردهم الإمارات وتدمر كل السودان من اجل النيل منهم ، هم ابدا لم يتسببوا في اي اذي للامارات او الوطن الافريقي والعربي ، بل قدموا لها كل ماهو غالي ونفيس وجميل مثل غندور أيقونة واحد عباقرة الدبلوماسية بالوطن العربي والافريقي ، وقد كان عبدالله بن زايد مفتونا به و بلباقته وبراعته في السياسة والدبلوماسية و تطويع الكلم بالعربية و الإنجليزية الفصيحة، حتى ان عبدالله بن زايد قد تنازل لغندور طائعا في الملتقى العربي الروسي والذي ضم كل وزراء الخارجية العرب ، فقد كانت الرئاسة العربية للامارات وعبدالله بن زايد هو من كان سيمثل كل وزراء الخارجية العرب وقد تم بالإجماع اختياره من قبل كل الوزراء العرب ، ولكن عبدالله بن زايد قد فاجئهم بالقول انني اتنازل عن هذه المهمة لصالح البروف غندور فهو من يمثلنا جميعا ويلقى الكلمة انابة عنا جميعا الوزراء ، ولم يخذل غندور توقعات وثقة الوزراء العرب فتحدث حديث السياسي الدبلوماسي العارف والحافظ لوحه ، حتى اجبر لابروف على الاعتذار عن انه لن يستطيع أن يجاري الوزير غندور في تطويع وترويض الكلام وقالها هكذا من قبيل المزاح ولكنها الحقيقة ، فمثل غندور الذي كانت الإمارات تقدمه في الواجهة ليمثل كل العرب الان الإمارات ذاتها منزعجة كون غندور حرا طليقا و يبحثون له عن تهمة مصطنعة له لزجه مرة أخرى في السجن عبر الاتفاق الإطاري الذي كانت تسعى لفرضه على الشعب السوداني ، وهذا غيض من فيض ، وقد يتسأل الكثيرين من أبناء وبنات بلادي مثل شقيقاتي يتسألون ، لماذا تلعب الإمارات هذا الدور القذر من اجل رغبة إسرائيل وقوي ماسونية اخري بالعالم ؟ لذلك عجزت تماما ان اشرح باستفاضة لشقيقاتي الأسباب الحقيقية التي دعت الإمارات لتتمادي كل هذا التمادي وتصرف كل هذه الأموال الهائلة الطائلة من اجل فرض مجموعة صغيرة ليس لها قبولا سياسيا بالسودان ولاحتى بمعدل نسبة ٣ ٪ ، ولكن ظلت الإمارات ومازالت تعول على هذه المجموعة التي على رأسها شخصا فاشلا ضعيف الشخصية كان قد حكم لعامين فاعاد السودان الي القرون الوسطى فهو شخصية مهزوزة اجتماعيا ، بل انه مجرد أداة طيعه ود مية في يد زوجته الشيوعية المتطرفة ، فكيف له ان يصلح شأن الغلابة بالسودان ، كما أنه تلميذ مطيع لمجموعة تمثل الماسونية التي كان يسمع بها بعض السودانيين سمعا دون أن يعرفون ماهي الماسونية ! هل هي رجل ام امرأة ، نعم حتى الآن شقيقاتي اللائي حاصرنني بالاسئلة لايعرفون معنى الماسونية واعجز عن ان اشرحها لهن ، وربما قد يستغربن ان قلت لهن ان إمارات الشيخ زايد رحمة الله عليه ، هي الآن وكيل الماسونية العالمية واولاده يتكالبون على السودان تكالب قطيع الضباع على الفريسة ، كما ولو اننا نشاهد احد المقاطع الوثائقية المصورة الحزينة والمأساوية التي تكررها قناة ناشيونال جغرافي الإماراتية ، ولعل معظم مشاهدي هذه القناة يتعاطفون مع الظبية او الفريسة التي يستهدفها قطيع الذئاب قبيحة الطباع المتعطشة للدماء ، ولكن حين يقول المولي عز وجل للأمر كن فيكون ، فأن تلك الضباع الشرسة حتى وان كثر عددها وامتلكت القوة الباطشة وافكاك حادة مفترسة فإنها لاتستطيع القضاء على الفريسة ، فتقاوم لوحدها وتنتصرعلى القطيع …. لان الله اقوى من تدبيرها ومكرها وخبثها فهو خالق الضباع وخالق كل شي وهو الحافظ الحفيظ .