مصر .. أدوار إيجابية متصلة لحل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب
تقرير اخباري : أثير نيوز
منذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل وإشتعال الأوضاع في السودان وإنزلاقه في أتون حرب مستعرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المحلولة ، لم توفر جمهورية مصر العربية جهدا ولم تهدر وقتا في سباق العمل على تهدئة الأوضاع بالسودان وبذلت اراء ومقترحات ودعوات وتفاهمات كثيرة على طاولة البحث عن حل للأزمة السودانية ، وظلت مصر تلعب ادوار متعاظمة لإيقاف ومحاصرة تمدد الحرب كما فتحت أبوابها لاستقبال المواطنيين السودانيين الفارين من جحيم الحرب إلى مصر المؤمنة.
وليس بخاف على أحد أن مصر تعتبر السودان جزء من أمنها القومي وأن المصير المشترك للدولتين يحتم التعامل بحكمة وترو وتقديم كل ما هو ممكن للمحافظة على استقرار وأمن وسلامة السودان، وتعمل مصر في اتجاهات متعدده لمعالجة الأزمة السودانية ومؤخرا إلتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري لدى زيارته أنقرة بنظيره التركي ، هاكان فيدان ، وبحث معه كيفية العمل لإيجاد حلول جذرية لوقف الحرب الأهلية في السودان ، وأضاف: “يجب التحرك من أجل إيجاد حلول جذرية لاحتواء التوتر في المنطقة”، وفي السياق أعربت مصر وجنوب إفريقيا عن تطلعهما لتكثيف العمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول ناجذة للأزمة السودانية تفضي إلى وقف الصراع المسلح ونزيف الأرواح والدماء ، وأكدتا ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ، وأهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها ، وأشار وزير الخارجية المصري ، سامح شكرى ، الجمعة الماضي إلى «ضرورة تعامل المجتمع الدولي والأطراف المانحة مع الأمر على نحو جاد وشامل ، والوفاء بتعهداتها التي قطعتها في مؤتمر المانحين يونيو 2023م ، وفي اجتماع باريس الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عُقد في 15 إبريل»، وجاءت التأكيدات المصرية و الجنوب إفريقية خلال مباحثات أجراها شكري ، مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا ، ناليدي باندورا ، في العاصمة بريتوريا ، الجمعة ، تناولت العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية ، وذلك على هامش أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا ، وطبقا لإفادة المتحدث باسم الخارجية المصرية ، أحمد أبو زيد ، فأن الوزيرين أكدا أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين مصر وجنوب إفريقيا في كل القضايا ذات الصلة بالاتحاد الإفريقي.
وفي غضون ذلك جاء إعتماد مصر لترشيح الفريق أول عماد عدوي سفير ا السودان بالقاهرة ليزيد من متانة العلاقة بين الدولتين وهو ما يتوقع أن يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتوجيهها صوب ما يحقق مصالح البلدين ، وينظر البعض لتعيين عدوي من زاوية مهنية ودبلوماسية مفادها أن الحقبة المقبلة ستشهد تنسيق وتعاون ضخم جدا مستندين في ذلك إلى خلفية عدوي العسكرية وأن تعيينه جاء بما يتوافق مع مزاج الحكومة المصرية التي يحدد معيار الأمن القومي مسار علاقتها مع الحكومة السودانية ، فضلا عن كونها خطوة تجعل الطرفين على دراية كاملة بما يريده الآخر.
كما يعمل السفير هاني صلاح سفير جمهورية مصر العربية لدى الخرطوم بشكل دؤوب في تعزيز الروابط المشتركة والجهود الرسمية الهادفة لدعم السودان وسبق أن أكد مساندة مصر حكومة وشعب للسودان في محنته الحالية ، وقال أن مصر لا تدخر جهد في الوقوف مع الشعب السوداني ، وتقديم المساعدات اللازمة والخدمات في مختلف القطاعات ، مشيرا إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر من أجل حل أزمة السوداني بما يحفظ سلامة اراضية وحقوق شعبه وأمنه واستقراره.
وأكد هاني أن المصير المشترك للبلدين يحتم التعاون والتكامل والنظر للقضايا والأزمات باعتبارها هم مشترك لحكومات وشعبي البلدين.
وعلى الرغم من اللغط الكثيف الذي ملأ الاسافير عقب انتشار أنباء عن احتجاز مصر لسفينة شحن محملة بالاسلحة كانت في طريقها للسودان ، تجاوزت الدولتين هذه العاصفة بتصريحات القوات المسلحة في مصر والسودان وتأكيداتهما على عدم صحة ما تم الترويج له من أنباء كاذبة حيث نفى العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية الخبر الذي تتداوله بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن منع مصر لمرور باخرة أسلحة تتبع الجيش السوداني من الوصول إلى ميناء بورسودان ،
وأوضحت القوات المسلحة السودانية أن هذه المعلومات مضللة وغير صحيحة وان جمهورية مصر العربية لم تحتجز اي سفينة متوجهة إلي السودان.
وإلى جانب مبادرة دول جوار السودان للحل الشامل للأزمة التى قدمتها القاهرة فى يوليو الماضي ، كانت القاهرة محورًا لحراك سودانى مكثف خلال الأسابيع الماضية ، بسلسلة من اللقاءات والاجتماعات والزيارات الرسمية والشعبية التى استقبلتها العاصمة المصرية لمختلف الأطراف السودانية والدولية ، فعقب زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للقاهرة نهاية شهر فبراير ، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي ، حيث أكد الرئيس السيسى على ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية ، بما يسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي ، بجانب الحرص المصرى على أمن السودان ، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى بالسودان ، ودعم وحدة الصف السودانى وتسوية النزاع القائم ، واستمرار الدعم الإنسانى المقدم للسودانيين ، شهدت مصر أيضا حدثا بارزا شكل نقطة تحول رئيسيه في مسار التعامل مع الأزمة السودانية فقد كانت القاهرة على موعد مع زيارة رئيس الوزراء السودانى السابق عبدالله حمدوك ، فى الثامن من مارس، وذلك على رأس وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة باسم (تقدم)، وهي زيارة يرى خبراء أنها جاءت لتضع الحصان أمام العربة كي تمضي جهود مصر الرامية لحل الازمة السودانية نحو وجهتها الصحيحة، وكان حمدوك قد أجرى مشاورات مع بعض الاطراف السودانية فى القاهرة ، لبحث تطورات الأزمة السودانية ، ووصف عبدالله حمدوك زيارتهم للقاهرة بأنها كانت «مفتاحية»، موضحًا أن رؤاهم تطابقت مع نظيرتها المصرية بأنه لا يوجد حل عسكرى للحرب فى السودان ولا مخرج منها سوى الحوار السياسي ، ومن ثم جاءت زيارة وزير التجارة التي بحث فيها تعزيز التبادل والتكامل التجاري بين مصر والسودان، وفي الأثناء استضافت القاهرة أيضا الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان فى السادس من مارس الماضي ، حيث تناول اللقاءات رؤيتها للخطوات المطلوبة لتعزيز جهود التوصل لحل شامل ومستدام للأزمة فى السودان، ووعقب ذلك احتضنت مصر أيضا الاجتماع الأول للأمانة العامة للجبهة الشعبية السودانية ، التى تشرف على ترتيبات الحوار السوداني- السودانى ، ثم بعدها جاءت زيارة للمبعوث الأمريكى الخاص بالسودان توم بيرييلو ، والذى التقى وزير الخارجية سامح شكرى في 18 مارس، للتشاور حول سبل إنهاء الأزمة فى السودان، وما يمثله ذلك من إدراك لما تمثله مصر من دور فاعل ومحورى فى حل الأزمة فى السودانية ، ثم اتبعها بزيارة أخرى فى بداية شهر إبريل لإجراء مشاورات موسعة حول سبل وقف الحرب فى السودان.