حديث المدينة تفـجير افطار رمضان بعطبرة..
مرحلة جديدة تدخلها حرب 15 أبريل 2023، وهي والتصـفيات الشخصية..بعد تـفجير صالة اثناء افطار رمضان أمس بمدينة عطبرة (375 كيلومترا شمال الخرطوم).
الضربة سهلة إلى أبعد مدى، التجمع لافطار رمضان كان معلنا قبل فترة محددا بالمكان والزمان، بل وتبرع البعض بنشر احداثيات الموقع بدقة، ظنا منه انه تجمع مدني لن يكون في دوائر الاستهداف الحربي.
السيناريو كان معدا، حضر المدعوون وبدأوا في تناول الافطار وكعادة أغلب السودانيين ينقسم الحاضرون لقسمين مجموعة بعد تناول الطعام الخفيف تبادر لصلاة المغرب ثم تعود لمواصلة الطعام.. وأخرى تواصل الأكل ثم تصلي لاحقا.. وكانت المفاجأة أن الذين ذهبوا الى المصلى خارج القاعة مباشرة في مساحة مفتوحة واثناء صلاتهم طرق طرق آذنهم أزيز الطائرة المسيرة قبل أن يصم آذانهم الدوي الكبير الذي اخترق سقف الصالة وهبط على رؤوس الذين كانوا يواصلون افطارهم بالقاعة.
في صالة محدودة وتقارب أنفاس الحضور حول طاولات الطعام يجعل بالطبع الخسائر فادحة في الأر*واح والـ؛ دماء. الأسئلة التي تجادل حول سيناريو مثل هذا في قلب المنطقة الخضراء كيف؟ ولماذا؟ ومن ؟ لا جدوى منها، فهناك حوادث أكبر من هذا في دول أقوى كثير من السودان ، واخترقت كل الأطواق الأمنية ونالت من المستهدفين، آخرها مـقتل 8 من الجنرالات الايرانيين قبل يومين فقط في دمشق بالطريقة ذاتها، خلال اجتماعهم في مقر سري جوار سفارة ايران بدمشق حصدهم صاروخ مدمر..
و روسيا بكل دروعها الاستخبارية روعت وهي تشاهد طائرة مسيرة ترتطم بقبة الكرملين رغم أنف كل تكنلوجيا الرصد الالكتروني.
واقعة صالة “انفنيتي” بعطبرة تفتح ملفات الاستهداف الشخصي على مصراعيه، صحيح أن الحادثة توفر لها استرخاء كافي للاعداد والترتيب و التنفيذ لأنها معلنة و مكشوفة الإحداثيات لكن بالضرورة أي صاحب عقل ناضج سيسأل هل استجلبت الطائرة المسيرة خصيصا لتنفيذ هذه الضربة؟ أم أنها كانت موجودة في المدينة فترة طويلة تنتظر صيدا أكبر يتردد على المدينة لكن زياراته غير معلنة و لا يسمع بها أحد إلا عند نشر صورها بعد مغادرته، فطال انتظار الطائرة المسيرة وربما كادت الجهةالمرتبة للأمر أن تلغي المهمة وتسحب المسيرة، إلى أن ظهر فجأة الاعلان عن تنظيم هذا الافطار المكشوف زمانا ومكانا واحداثيات، كأني به يقول للطائرة المسيرة “هيت لك”.
من الحكمة أن لا تنزلق البلاد إلى محرقة التصفيات فهي طوفان ان هب فلا جبل يعصم منه.
الحل الأفضل هو السلام ثم السلام ثم السلام.. وهو الأقل تكلفة والأسرع والأكثر استدامة..
اطفئوا النار بالماء لا بالـدماء..