المؤتمر الوطني وموارد الهلاك
الخرطوم – اثير نيوز
محمد احمد المأذون
.. مراجعات …. المؤتمر الوطني وموارد الهلاك
سقطت حكومة الإنقاذ…. ولكن..
هل للإسلاميين القدره على المراجعات والاعتراف؟؟
وهل الهزيمه الوقتيه عند الرسالي هي نهاية التاريخ؟
ام هي بداية لتصحيح المسار؟؟
هل الإنقاذ في كل مراحلها العمريه كانت تسير على نمط واحد؟ مثلا هل الإنقاذ 1992 هي الإنقاذ 2012؟ وعليه لتصحيح المسار والاستفادة من الاخطاء لابد من… التناول العلمي الدقيق لمسار ثلاثين عاما.. قراءة وتحليلا دقيقا لكل المسيره تحليلا تتوفر فيه معايير الجودة ومصداقية البحث والاعتراف.. وصاحب المشروع هو صانع التاريخ الذي لايقف مستسلما أمام الهزائم ولامراقبا أمام الوقائع ويكتفي بأن يكون مؤرخا.. وإنما يتقلب مع الأحداث محصيا ومحللا ومصححا للأخطاء.. استعدادا لصناعة المستقبل ولابد أن يملك الجرأة والقوة النقديه ومالكا لمعدات وأدوات الجرح والتعديل ومناقشة العوامل الفاعله والمساعدة سلبا وإيجابا.. ولابد من إيجاد مساحات للتعبير والنقد وسعة الصدر واستعدادا لتقبل النقد والهجوم فالقاصد للحق والحقيقه لن تهزمه عوامل تبدل الحكومه أو تعسر المشروع..
وعندما جاءت الإنقاذ لم يكن المؤتمر الوطني غايه وإنما ماعون لاستيعاب كادر بشرى ينهض بالمشروع والخروج من الصفويه لرحاب الجماهيرية ولكن.. كان فيه الحشو والحشف الذي قاد لسوء الكيل.. فحاجة الحاكمين للكم ساق الحكومه لكادر لاعلاقة له بمبادئ الثوره والمشروع الذي تأسس على الدين ومقدار التدين هو الذي يحدد مسار واتجاهات خط سير المشروع.. لأن فساد الدوله مربوط بفساد التدين وضعف العقيده الفرديه.. فالنهوض بالدوله لايتم إلا بالنهوض بالروح والصدق والإخلاص…
فلننظر للمؤتمر الوطني.. هل العصبيه فيه كانت للدين ام للامبراطوريه والمصالح الانيه؟؟ فالركون للجاذبيه الارضيه بعيدا عن المنهج ساق الكادر القائم بالأمر للولاء لذاته فضعف الوازع الديني وضعف الالتزام المنهجي أورد المشروع موارد الهلاك رغم أنه رسم بعناية ولكن سياسة الانفتاح التي انتهجتها القياده العليا التي كانت على حساب البدريين أوكلت تنفيذ المشروع للطلقاء والقادمين الجدد.. وهؤلاء لم يكن عندهم مفهوم التشتت والتمزق يسوق للكفر بالمشروع كله فهم لم تكتمل تربيتهم الاسلاميه والتنظيمية التي تخضعهم لسلطان التنظيم ولقوا الكثير من التدليل بحساب المؤلفة قلوبهم وتريد القياده أن تنزلهم منازل أكبر من طاقاتهم وقدراتهم المعرفيه بمطلوبات المشروع ومن هنا بدأ التشقق والانقسام وبدأ الصراع منذ العام 1997 هذا ماكان من أمر الداخل اما الخارج كان العامل المساعد وفي الحلقة القادمه نتعرض لتفاصيل التشققات..