حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب : تحقيقات السفيرة سناء..
لو كان الفيديو الذي ظهرت فيه السفيرة سناء حمد تتحدث في حوار اعلامي بُث عبر أية منصة سياسية معادية لها لما ترددت في وصف الفيديو بأنه مفبرك في سياق حرب اعلامية بين الفرقاء السياسيين.. لكنه حوار في منصة اعلامية موالية ومع مقدم برامج موال، ولا يظهر على محياها أية علامات تدل أنها تدرك الخطورة البالغة لما تقوله وفي هذا التوقيت بالتحديد.. بل بساطتها في الحديث أثبتت أنها تعتبره امرا عاديا.. أن تحقق جهة سياسية مع سنام رأس قيادة الجيش والأمن وعلى وقائع لم يجف حبرها حدثت خلال عملهم الرسمي.
لماذا هذا التوقيت، الذي ينشغل فيه الجيش بمعركة كبرى، وأقوى سلاح مستخدم ضده هو الاستماتة من بعض القوى السياسية لربطه بالحركة الاسلامية و اثبات أنه يأتمر بأمرها.. وينفذ أجندتها.. في مثل هذا التوقيت تتفضل السفيرة سناء حمد بتوجيه غارة اثيرية أثارت غبارا كثيقا في مواقع التواصل الاجتماعي.. في وقت الجيش في أمس حاجة للدعم المعنوي من كل أهل السودان بلا استثناء ولا تمييز سياسي..
من المستحيل المغالطة في تفاصيل القصة التي كشفت عنها كونها حققت مع قيادات الجيش والأمن ثم جمعت توقيعاتهم على محضر الاستجواب ورفعت كل ذلك للأمين العام للحركة الاسلامية الزبير أحمد حسن وصولا لخلاصة .. أن الحركة الاسلامية بريئة من تهمة اسقاط نظام الانقاذ!!!
هنا تقف د. سناء “شاهد من أهلها” وتقدم شهادة لا يمكن التشكيك فيها كونها من الجهة التي يفترض أن تنكر ذلك جملة وتفصيلا حتى ولو كانت الوقائع صحيحة..
الذي أثار استغرابي.. هو المغزى من التوقيت؟
لماذا هذه الاعترافات الخطيرة الآن في عز انتصارات الجيش و بعد ازاحة الاحباط الذي جره الانسحاب السهل من مدينة مدني ثم وقوع ولاية الجزيرة و جزء من سنار في أحضان الدعم السريع والمآسي التي لا تزال مستمرة من تقتيل و نهب و ترويع للمواطنين في قرى ومدن الجزيرة.
هل هي مناسبة للقول (الجيش جيشنا ونحن فقط من ندافع عنه و معه)؟؟ على رأي العبارة التي قالها عضو السيادي –حينها- محمد الفكي سليمان (الحكومة حكومتنا ونحن وحدنا من نتظاهر ضدها..).