عمار العركي يكتب: السودانيبن العالقين في اثيوبيا
• سبق ان تعرضنا بالرصد والتحليل للمهددات والمخاطر الحدودية المحدقة و المتوقعة بالولاية جراء تطورات الاوضاع في دول الجوار القريب ( اثيوبيا واريتريا) ودول الجوار البعيد ( كينيا ، الصومال) ، وفصلنا ( وحكيناها لما جابت الدم ) ، واثبتنا بأن السودان دولة محورية جداً في المنطقة يتأثر بأي تقلبات وتطورات داخل دول جواره والعكس.
• وقلنا أول ما يصاب السودان بعدوى ( حمى الجوار الحدودية) ، تظهر الاعراض وارتفاع درجة حرارة على ( القضارف) ثم (كسلا) ثم (النيل الأزرق).
• الاسبوع الماضي وبعد تصاعد الأحداث في إقليم (أمهرا) بشكل سريع أدت إلى الاشتباكات بالأسلحة اليوم داخل مدينة قندر بين الجيش الإثيوبي ومليشيا (فانو) ، أعلنت حكومة ولاية القضارف عبر شرطة جوازات الولاية عن توقف إجراءات السفر عبر إثيوبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة قندر وقالت مصادر إن أكثر من (500) سوداني الآن عالقين في فنادق مدينتي (قندر) و (شهيدي) قرب الحدود السودانية.
• قالت سلطات الجوازات بالقضارف إنه تم إيقاف إجراءات السفر للمغادرين عبر إثيوبيا أو المتجهين إلى أديس أبابا لحين استقرار الأوضاع الأمنية بإقليم الامهرا.
• أشارت إلى أن السودانيين العالقين أمامهم خيارين إما العودة إلى السودان عبر معبر القلابات أو الإنتظار ٳلى حين هدوء الٲوضاع في إثيوبيا.
• حتى في ايام الهدوء والسلم ، كانت المليشيات الاثيوبية تعتدي على المسافرين براً من “قندر الى دار” ً مما جعل الحكومة الأثيوبية تفوج المسافرين عبر اطواف وحراسات من الجيش الأثيوبي ( وقتها كتبنا وقلنا بضرورة حظر سفر السودانيين براً ، والسماح فقط للمسافرين عبر طيران قندر – بحر دار) لاننا توقعنا مآلات الوضع الحالي .
• لا وجود لأي بوادر استقرارللاوضاع الأمنية في اثيوبيا علي الأقل حاليا . بل الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد والتأزم والذي سينعكس سلباً علي ولاية القضارف بحسب تناولنا السابق لمآلات الأوضاع الأمنية داخل اثيوبيا وتأثيرها علي السودان.
• كذلك لا استبعد بان يكون عدد السودانيين العالقين بمدينة قندر يفوق العدد المشار إليه قياساً موجة النزوح والهجرة العالية بعد احتلال ولاية الجزيرة.
• في تقديري تخيير السودانيين بين البقاء في الخطر او العودة للسودان ، هذا حديث غير منطقي ولا يستقيم مع واجب المركز وحكومة الولاية في حماية وتأمين المواطن خاصة في الظروف الطارئة.
• في ذات الإطار ، نذكز بأن تدهور الأوضاع داخل اثيوبيا مع إستمرار قفل الطرق البرية الواصلة بين أديس ابابا ، بحر دار ، قندر ،حتي المتمة الحبشية المجاورة لمعبر القلابات الحدودي ، نتوقع معه ازدهار نشاط التهريب بكل اشكاله تسلل البشر ، البضائع ، المخدرات ، السلاح…… الخ من اثيوبيا للسودان عبر ولاية القضلرف ، بذات سناريو الحرب السابقة مع جبهة التقراي 2021م.
• *خلاصة القول ومنتهاه:*
* مسئولية اخلاء السودانيين العالقين في مدينة قندر الأثيوبية وإعادتهم الى السودان هي مسئولية حكومة السودان المركزية ثم حكومة ولاية القضارف ، وبما أن المركز مشغول بالحرب وافرازاتها يقع العبء بدرجة كبيرة علي حكومة ولاية القضارف ووزارة الخارجية.
* علي حكومة ولاية القضارف ووزارة الخارجية القيام بواجبهم وتحمل مسئولية السودانيين العالقيين في اثيوبيا.والعمل علي توفيق أوضاعهم بما يضمن سلامتهم.