عمار العركي يكتب: زيارة البرهان الي مصر والبُـعد السياسي للإستثمار الإماراتي
* تأتي زيارة البرهان لمصر هذه المرة في توقيت شديد الحساسية بالنسبة “للقاهرة” ومواقفها في عدد الملفات الاقليمية الساخنة من زاوية ارتباط تلك المواقف وتقاطعاتها وتأثيراتها علي الأمن القومي المصري
* فالمصالح المصرية الإستراتيجية تتداخل وتتشابك مع ارتباطات العلاقات السياسية والاقتصادية الخليجية المصرية المُعقدة والمتقاطعة من جهة المصالح المصرية والمصالح الخليجية مجتمعة ، والمصالح الخاصة بكل من السعودية – الامارات بشكل منفرد في ظل تنافسات ظاهرة وخلافات مكتومة بين الدولتين الخليجيتين حيال مصالحهم في المنطقة بشكل عام والسودان بشكل خاص وإستثنائي.
* سبق وان فصلنا واوضحنا في المقال السابق جذور وخلفيات هذه التقاطعات التي برزت فترة نشؤ التحالف المصري مع الدولتين ضمن كبان ( التحالف العربي) 2015م ، ومُنذ ذلك التاريخ تنامت الضغوطات الخليجية علي مصر بشكل عقًد من حساباتها وضيًق من فرص المناورة والتدخل بشكل واضح ومريح في ملف السودان الذي بلغ مرحلة لا تتحمل البقاء في المنطقة الرمادية او مناورات التوازن السياسي الإقتصادي.
* اضافة لذلك تأتي زيارة البرهان بعد حضور تلك الأبعاد السياسية التاريخية والمصالح الخليجية الآنية لتدور في فلك وبين سطور الصفقة الاقتصادية التاريخية – مشروع مدينة راس الحكمة علي الساحل الشمالي المصري – بقيمة استثمارية بلغت 35 مليار ،والتي استحقت الوصف المصري الرسمي لها ب ( التاريخية) باعتبارها بمثابة عملية جرد للحسابات القديمة والجديدة.
* “صفقة راس الحكمة” المُثيرة للجدل في الأواسط المصرية بين القبول والرفض والحياد بسبب كونها غير واضحة التفاصيل والجدوي الإقتصادية من خلال التنوير بها والاعلان عنها من قبل رئيس الوزراء “المصري مصطفي” مدبولي الذي قدمها بصورة لم تجاوب علي كامل اسئلة الجدوي الاقتصادية، وفتحت الباب علي مصرعيه امام فرضيات المقابل السياسي بكل بكل أبعاده ، والذي بدأ يبرز ويتبدي في شرارة رفض شعبي من قبل شيوخ وسكان “قرية راس الحكمة” لبيع أرضهم.
* بحسابات وتحليل الواقع السياسي الراهن نستطيع القول بأن (السودان والبرهان) حاضران الأن في مصر بعد جولات ومناورات سياسية اقليمية ودولية وأخري عسكرية داخلية جعلتهما في وضعية أكثر ارتياحاً من تلك التي عليها (مصر والسيسي).
* علي الأقل نجد أن (السودان والبرهان) تجاوزا مرحلة الضغوطات والحسابات الحالية التي تمر بها (مصر و السيسي) ، التي وبعد عملية جردها تم دفع ثمنها (حرب اقليمية علي السودان ) تمكن السُودان من احتوائها وتحييدها بشكل اذهل وأدهش العالم …. ولا زال.
* *خلاصة القول ومنتهاه*
– الآن المعادلة المصرية أضحت أكثر تعقيداً من زي قبل ، لبروز عامل (البعُد الداخلي المصري) ، الذي بات يشكل ضغطاً جديداً بعد ان صبر طويلا علي المناورات بمصالح مصر الاستراتيجية وامنها القومي لصالح “الخليج” في السُودان ، سد النهضة ، الاستثمار في قناة السويس ، بيع الأصول والآراضبي الزراعية والسياحية المصرية …الخ.