حديث المدينة .. عثمان ميرغني يكتب :مرة أخرى.. الشهادة السودانية
من الحكمة أن يعلن وزير التربية والتعليم موعدا لامتحان الشهادة الثانوية السودانية حتى و لو تأخر ربما للربع الثالث من هذا العام، المهم أن يكون هناك موعد يتناسب مع ظرف الحرب و بشائر امكانية توقفها في المدى المنظور.. مع مراعاة اتاحة الفرصة لكثير من الطلاب الذين لم تسعفهم ظروفهم الاستعداد للامتحان أن ينالوا مهلة كافية قبل الجلوس للامتحان.
من الممكن على سبيل المثال أن يحدد موعد في شهر سبتمبر أو اكتوبر 2024 على رجاء أن تكون الأوضاع ملائمة داخل السودان وخارجه لجميع الطلاب حتى في المناطق التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار والنزوح.. هذا الاعلان يساعد الأسر في ترتيب أوضاعها لضمان استمرار بناتها وأبنائها في مسارهم التعليمي وحتى لا تجمد الشهادة لعامين متتاليين.
وفي كل الأحوال من الممكن و بصورة استثنائية تجزئة امتحان الشهادة السودانية بحيث يمسح لمن هم خارج السودان الجلوس للامتحان وفي موعده “أبريل” المقرر سنويا – أو قريبا منه مايو ، يونيو ، يوليو- بينما ترتب أوضاع الطلاب داخل السودان لامتحان متأخر قليلا في سبتمبر أو اكتوبر 2024.
أدرك أن توحيد الامتحان لجميع الطلاب أمر يحقق العدالة والفرص المتساوية لكن الأمر هنا فيه تقديرات استثنائية تراعي لخطورة فوات موسمين متوالين للشهادة السودانية دون عقد الامتحان، فهذا قد يؤدي لانصراف الطلاب عنها والتحول إلى شهادات أخرى مما يلقي بحجر ثقيل على رأس الشهادة السودانية.
ومن الممكن أيضا النظر إلى بعض الكليات التي ربما تخصصاتها تحتمل أن يسمح للطلاب الالتحاق بها قبل الحصول على الشهادة السودانية، على أن يكملوا الامتحان في أقرب فرصة متاحة قبل تخرجهم، بالتحديد أقصد الكليات التي تعتمد على القدرات الشخصية، المواهب، مثل كليات الفنون وغيرها.
على كل حال لابد من الاجتهاد في تخطى هذا التحدي الكبير الذي يواجه امتحان الشهادة الثانوية السودانية.