قوش المنتظر
جمر وتمر .. بقلم:صلاح الريح
إذا نظرنا إلي تراجيديا الأحداث والسيناريوهات المحتملة نجد أن أمور الحياة في السودان قد ساءت ووصلت دركاً سحيقا من التردي،وأصبح الإنسان في هذا البلد الغني بموارده يكابد من أجل البقاء،وهذا أشبه بالإنسان الأول الذي تحدي الطبيعة عبر العيش في الأدغال والغابات معتمدا علي الجمع والإلتقاط.
وبعدها إذا نظرنا بدقة وعمق نجد أن الأمور في كل يوم تتحول للأسواء،ولايوجد حلا ناجعا وجذريا لمشاكل الإقتصاد وكبح جماح السوق والدولار الذي أصبح السيطرة عليه أشبه بالإبحار في مثلث برمودا.
وهنا يكمن بيت القصيد الذي تفرقت حروفه ،وتناثرت قافيته مابين العسكري والمدني..نعم.
حتى الذي لايفقه أدني أبجديات السياسة يري أن العلاقة بين المكون العسكري والمدني أشبه بإلتقاء الليل بالشمس.
وفي خضم هذا الصراع العنيف الذي تآذي منه الوطن والإنسان والحيوان والنبات يظهر الحل من شرفات عيون الجوعي والمرضى والمتعففين والمستضعفين والأيتام والأرامل وذوي الإحتياجات الخاصة الذين تطابقت رؤاهم وأحلامهم مع المجتمع الدولي والإقليمي ،والجميع ينظرون إلي حالهم وحال الوطن بمناظير بائسة باكية وحزينة مفادها إن لم يأتي قوش سريعا لينقذ ماتبقي من الأرواح الصابرة ستبقي الأرض لوريثها الله وسينتهي ويتلاشي الإنسان الذي يشرب من أطول أنهار الدنيا،ولديه بترول وموارد وملايين الافدنة الصالحة للزراعة..ولكن لست أدري هل العلة في السجن أم السجان؟
الآن عرف الشعب أن الرجل الذي صنع الثورة والتغيير لا أحد غيره يستطيع أن يحارب الفساد وينعش الاقتصاد ويحفظ للسودان كينونته وشخصيته ووحدته.
جمرات حارقة
استشري التضخم،ومات الجنيه،وارتفع الدولار فإنعدمت الحياة وظهر الفساد المجتمعي والأخلاقي ..
أين أنت ياعمر،بل قوش المنتظر؟؟
تمرات مستثاقة
إذا أراد الله سيعود قوش المنتظر اليوم او غدا،وبعدها سيعلن عن مصالحة وطنية شاملة،وسيوحد السودان ويستتب الأمن وستعود للاقتصاد عافيته كما عادت الحياة إلي النهر المتجمد الذي حلقت فيه البوم والغربان،وستنتعش الحياة وتعود النوارس لتغرد تحت أنفاس الرياحين وعبر دعوات المظلومين واولا واخيرا بتوفيق الله رب العالمين.
سنعود.